يقولون إن الرئيس المعزول محمد مرسي قزّم مصر وأساء إليها كثيرا خلال العام الذي تولى فيه مقاليد الرئاسة، هذه حقيقة لا تقبل النقاش، لكن ثمة حقيقة أخرى لا تقبل النقاش، وهي أن مصر بدت صغيرة تابعة هشة خلال فترة حكم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
يريدون تحويل مصر السيسي إلى "بودي جارد" يحميهم ويتلقى الضربات عنهم، مقابل راتب شهري، يملكون طائرات متطورة ودبابات باهظة الثمن، لكنهم جرّبوا كيف يمكن لبأس الجندي المصري أن يحسم المعارك، يدركون حاجتها للمليارات، فيغازلونها بها وينتظرون المقابل.
كلماتك التي تستصغرها هي التي تحمي هذه الكتلة من التآكل، هي التي تحُول بين آلاف الشباب وبين اعتزال السياسة أو الهجرة أو الانتحار، هي التي تبقى وتنتشر بينما مئات المقالات المؤيدة والمنافقة التي تمتلئ بها الصحف فراغاتها يوميا تُنسى قبل أن تُنشر..
قال عباس العقاد في مقاله الذي حمل عنوان "النكتة المصرية": "عندما تعرضت مصر للهزيمة على يد الرومان أغرق المصريون عدوهم بالفكاهات والنكات، ما اضطر الإمبراطور الروماني إلى إصدار قرار بمنع اشتغال المصريين بالمرافعات القضائية لخلطهم بين الجد والهزل"..
"غاضبون لأنك لا تغضب يا سيادة الرئيس، وتصر على أن تكون مؤدباً، ودوداً، بينما خصومك يضربونك ويضربون مصر في كل أنحائها، كن فاشياً. أرنى تكشيرتك. اشف غلنا، وثُر لشهدائنا، وإذا كان ثمن دمائهم أن تحرق سيناء بأخضرها ويابسها.. فأحرقها... هذا عينة مما كتبه محمود الكردوسي بعد هجمات العريش الإرهابية..
اندلعت مواجهات عنيفة بين المئات من سكان منطقة سيدي بوزيد وولاية القصرين وقوات الأمن التونسية بعد يوم واحد من قيام الشاب محمد البوعزيزي بإشعال النار في نفسه بسبب مصادرة عربة الفاكهة التي كان يعمل عليها.
الثورة مستمرة لأنها يجب أن تستمر، والباطل لن يصبح حقًا بكثرة المصفقين، والعفو الرئاسي لا يصنع حرية، فمنذ خرج به إبراهيم عيسى قبل 7 سنوات لم يعد إلى الآن!
يبحث الجميع عن حلول جديدة (في سيناء)، لكن الحلول الجديدة لا تأتي من سلطة قديمة، سلطة تقول إنها جاءت لمنع تقسيم مصر، بينما تسير هي في هذا الطريق بكل حماس..
لماذا تظهر كل هذه العنجهية في أحاديث قيادات الجيش؟ لماذا يعتبرون كل من هو خارج منظومتهم في مرتبة أدنى منهم؟ ولماذا يظهرون هذا الوجه في أحاديث الغرف المغلقة ويخرجون إلى العلن بوجه آخر وخطاب يحمل الكثير من عبارات التملق والنحنحة؟
1-
لشهور طويلة أطلق النظام أذرعه الإعلامية تتهم قطر بدعم الإرهاب والتسبب في قتل جنودنا وأهلنا في سيناء وبقية المحافظات، وفجأة قرر رأس النظام التصالح مع قطر وتطبيع العلاقات مع الدوحة دون أن يخبر أهالي الشهداء لماذا تصالح دون محاسبة من تسبب في قتل أبنائهم.