بحري العرفاوي يكتب: صار مؤكدا أن الهيئة ستعلن رسميا في وقت لاحق عن فوز قيس سعيد وبنسبة عالية، والسؤال هو: هل كانت النتيجة مفاجئة للطبقة السياسية؟ بل وللتونسيين؟
بحري العرفاوي يكتب: كان يمكن أن يكون عدد المشاركين في المسيرتين الاحتجاجيتين أضعافا مضاعفة لو كان قادة النهضة خارج السجن، أو لو دعا من هم خارجه جماهير الحركة إلى المشاركة القوية في الاحتجاجات مع إقناع بجدوى الخروج، فجمهور واسع من حركة النهضة فقد الثقة فيمن يعتبرهم مسؤولين عن محنة الديمقراطية..
بحري العرفاوي يكتب: المعارضة التي كانت تردد أن ما ينتج عن باطل فهو باطل، والتي قاطعت "الاستشارة الوطنية" ثم قاطعت "الاستفتاء على الدستور" وبعدها قاطعت "انتخابات البرلمان الجديد" و"انتخابات المجالس المحلية"، ونجحت في كشف لاشعبية قيس سعيد حيث كانت نسبة المشاركة في كل المحطات ضعيفة جدا، لم تثبت على موقف المقاطعة حين تعلق الأمر بالانتخابات الرئاسية..
بحري العرفاوي يكتب: سؤال يطرحه كثير من التونسيين على كل من يطمئنون إلى قدرته على الفهم والتحليل والاستشراف، ولكنهم يتفاجأون حين يجدون أن من يطرحون عليهم ذاك السؤال هو نفسه يبحث عن إجابة، وهو نفسه يعيش حالة قلق يريد أن يطمئن لا فقط على مستقبله هو ومستقبل بناته وأبنائه، بل وفي الدرجة الأولى على مستقبل شعبه ومصير بلاده في عالم تعصف به الفوضى وتتداخل مصالحه وتتراكم أزماته
بحري العرفاوي يكتب: الانتخابات الرئاسية في تونس ليست بعيدة عن العواصف الإقليمية والدولية، وتلك طبيعة الأشياء في عالم مفتوح، والمعيار الأصيل في التعامل مع هذه "العواصف" هو السيادة الوطنية وكرامة المواطن وحرية التفكير والتعبير، ودعم قضايا التحرر والانتصار للمقاومة في غزة أولا ثم أولا..
لقد خُدعت شعوبنا العربية المسلمة طويلا بشعارات الحكام وهم يقولون "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، ومعاركهم التي يقولون أحيانا إنها ضد المستعمر وأحيانا ضد الصهيونية ثم ضد الفقر والتخلف والجهل وأخيرا وبعد فشلهم في كل المعارك صارت حربهم في فترة أولى ضد الشيوعيين ثم في فترة ثانية ضد "الإرهاب" و"الظلامية"..
بحري العرفاوي يكتب: عملية إيقاف العجمي الوريمي طرحت سؤالا حول من يريد تأزيم الوضع، والبلاد تستعد لانتخابات رئاسية قريبا، يحاول فيها قيس سعيد الفوز بدورة جديدة تمتد خمسة أعوام. وقد بدا واضحا أن عملية إقصاء تتم بشكل ممنهج لكل منافس جدي محتمل..
بحري العرفاوي يكتب: في الوقت الذي تبدو فيه المعارضة مترددة وغير منسجمة، يتابع التونسيون نشاطا ميدانيا مكثفا يقوم به قيس سعيد، وقد يُفهم على أنها حملة انتخابية سابقة لأوانها
بحري العرفاوي يكتب: تجاوزت "طوفان الأقصى" دلالتها الرمزية لتتحول إلى طوفان حقيقي يجرف زيف قوى الشر العالمية ويكشف بشاعة دول تزعم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، ويهزم عددا من فلاسفة الحداثة ظلوا لعقود رموزا لدى الكثير من دارسي الفلسفة ومن الباحثين في الحضارة وفي الحداثة..
بحري العرفاوي يكتب: قيس سعيد مطالَب بحماية جدية الانتخابات وسلامة الديمقراطية، فلا يفرض شروطا لمنع منافسيه من خوض الانتخابات، ولا يستعمل ملفات لا يشهد القضاء بجديتها في تعطيل التنافس على نيل ثقة التونسيين
بحري العرفاوي يكتب: تقوية الجبهة الداخلية تحتاج إلى التخلي فورا عن خطاب التخوين وعن استسهال وضع المعارضين في السجون، كما تحتاج كسر الحواجز النفسية بين كل الأحزاب والمنظمات الوطنية من أجل بدء حوار وطني لاستنقاذ البلاد من أزمتها الشاملة ولمنع أي تدخل خارجي
بحري العرفاوي يكتب: هذه الأجواء "الساخنة" سمحت بطرح سؤال حول إمكانية حصول انتخابات رئاسية في موعدها، خاصة أن هيئة الانتخابات لم تُعلن حتى الآن عن تاريخ محدد، وأعلنت في بيانها الأخير أن "تحديد تاريخ الانتخابات راجع لرئيس الجمهورية قيس سعيد"..
بحري العرفاوي يكتب: بات واضحا أن البلاد دخلت مرحلة الترتيبات للمرحلة القادمة، أي مرحلة ما بعد نهاية عُهدة قيس سعيد الحالية، سواء فاز هو بالانتخابات القادمة أو فاز غيره. هذه الترتيبات يتداخل فيها السياسي والقضائي والإعلامي والداخل والخارج، وهي ترتيبات خاضعة لموازين قوى تتحددّ على أساسها حظوظ المنافسة وفرص التفاوض ضمن تقاليد العمل السياسي وقاعدة الشدّ والجذب ونظرية "فن الممكن"، حيث المواءمة بين السيادة الوطنية وبين الأمن الإقليمي
موقف الاتحاد هو موقف سليم وعلمي ومسؤول، إن الدولة بنظامها التربوي وبأدائها السياسي وبسياستها الاجتماعية وبتوجهاتها الثقافية وبفلسفتها الأمنية قد تُنتج مظاهر اجتماعية غير سوية وقد تدفع إلى ردّات فعل عنيفة، وهذا الموقف هو نفسه ما عبر عنه راشد الغنوشي حين قال إنهم "أولادنا"..
بحري العرفاوي يكتب: نحن إذن إزاء حالة توثّب أيديولوجي منذ البداية، ومن كان متوجسا من حركة سياسية فازت بأول انتخابات نزيهة لا يمكن أن يظل مطمئنا متابعا للمشهد ولا حتى متفاعلا معه بمنهج نقدي هادئ استعدادا لانتخابات قادمة..
بحري العرفاوي يكتب: الذين أطلقوا تسمية العشرية السوداء على تجربة المسار الديمقراطي في تونس منذ نتائج انتخابات 2011 التي فازت فيها حركة النهضة، إلى 25 تموز/ يوليو 2021 حين فعّل قيس سعيد الفصل 80 من الدستور وأوقف المسار برمته وفتح مسارا سياسيا جديدا؛ هل كانوا يستدعون الصورة المرعبة للعشرية الجزائرية ويريدون التلبيس بها على التونسيين..