إذا ما أثبتنا أن الثورة التي وقعت (بصرف النظر عن توصيفنا أو تقييمنا لها) هي الحجة القصوى على فشل المشروع المجتمعي الذي كرس له بورقيبة حياته، وإذا ما ثبتنا من جهة ثانية ان من ينسبون أنفسهم إلى بورقيبة اليوم وبعد الثورة هم أشد الناس بعدا وتدميرا لمشروع بورقيبة ذاته، لكونهم جعلوا منه جبة لطرح صراع مزيف
رغم وفاته مند سنين عديدة ورغم انهيار النموذج المجتمعي الذي ارسي دعائمه بفعل ثورة الرابع عشر من جانفي هناك في تونس من يريد ارجاع بورقيبة الي الحياة العامة واقحامه في المشهد السياسي التونسي.
هز العمل الإرهابي الذي مزق سلام متحف باردو و الهجوم على السياح في سوسة مشاعر التونسيين لكونهما بكل المقاييس اعتداءات سافرة على الذات الإنسانية ولا يوجد سبب واحد لتبرير هذا القتل المجاني للأبرياء ولا توجد قضية مهما كان نبلها تدفع إلى أفعال طائشة كهذه، تزرع الحزن والأسى وتنفث الحقد والكراهية.