سياسة عربية

هكذا فزع "خبراء السيسي" من أردوغان بعد الاستفتاء (شاهد)

احتفالات في تركيا بفوز معسكر "نعم" في الاستفتاء على التعديلات الدستورية- أ ف ب
أظهر عدد من الخبراء السياسيين الموالين لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، فزعا من تصويت الشعب التركي لصالح إقرار التعديلات الدستورية التي تبناها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معللين هذا الفزع بما اعتبروه تحوُّل الأخير إلى "حاكم شمولي مستبد"، وتحوّل تركيا إلى "دولة دينية استبدادية".

وانتشر هؤلاء الخبراء، بوسائل الإعلام المصرية، منذ الإعلان المبدئي للنتائج، مساء الأحد، وحتى الساعات الأخيرة، مفسرين النتائج، ومحذرين من "مستقبل مجهول" يواجه تركيا، مستندين في تبرير مخاوفهم، لأسباب شبيهة بتلك التي تسوقها المعارضة التركية، وزادوا عليها ادعاء "تأثير الإخوان المسلمين عليها".

طارق فهمي: "أردوغان شمولي"

وفي تصريحاته لصحف محلية، قال أستاذ العلوم السياسية، طارق فهمي، إن انتهاء الاستفتاء على الدستور التركي، بتمرير التعديلات، وفقا للنتائج غير الرسمية، يحول تركيا من النظام البرلماني إلى رئاسي، وإنه من المبكر أن نقول إن أردوغان سيتحول إلى ديكتاتور، "ولكنه سيفعل"، وفق قوله.

وأضاف أن تعديل الدستور التركي، وتعديل النظام الحاكم، يجعل أردوغان شخصا "أوتوقراطيا" أي رئيسا شموليا، ويحوله بعد فترة إلى حاكم مستبد.

وتابع بأن هناك أربعة ملفات سيتم تغيير أو إعادة النظر فيها، وهي علاقته بالمؤسسة العسكرية، وعلاقته بمراكز القوى بحزب "العدالة والتنمية"، وبالقوى الإقليمية بالمنطقة، وبالولايات المتحدة، والضغط عليها في تسليم "عبد الله غولن".

محمد العرابي: "تركيا ستصبح دول دينية"

ورأى عضو لجنة الشؤون الخارجية في "مجلس نواب ما بعد الانقلاب"، محمد العرابي، أن الموافقة على الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية في تركيا هو انتصار قصير المدى لأردوغان، مدعيا أن الأخير سيدخل في "سلسلة من المشكلات الخارجية سيكون لها تأثير سلبي على بلاده في المدى المتوسط".
 
وأضاف أن ما يستطيع أن ينقذ أردوغان هو تحقيق أداء اقتصادي أفضل، مشيرا إلى أن تركيا لن تحصل على عضوية الاتحاد الأوروبي تحت وهم أنها تنتمي إلى أوروبا، كما أنها "تتحول إلى دولة دينية استبدادية"، على حد وصفه.

محمد عبد القادر: "نظام أبدي مشوه"

في سياق متصل، اعتبر الخبير في الشؤون التركية، محمد عبد القادر، في تصريحاته، أنه من الناحية الشكلية سيصبح نظام الحكم أبديا، ومدة الولاية مفتوحة، مدعيا أن تركيا ستتحول إلى "نظام مشوه يسيطر عليه شخص واحد يستطيع أن يفعل ما يشاء، ويدخلها إلى المجهول"، مضيفا أن تركيا تحوي 40 في المئة من الأقليات، ستجد صعوبة في ظل هذه التعديلات.

وأشار إلى أن تركيا ستواجه مشكلة أخرى بابتعادها عن "القيم الأوروبية"، متوقعا أن يتم تعليق مفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، وتجميد العمل باتفاق اللاجئين، وتأزم العلاقات مع الدول الأوروبية.

وعلى المستوى العربى، سيشعر أردوغان بالقوة، ويمكن أن يغامر بضربات عسكرية في سوريا، وفق قوله.

سيد عبد المجيد: "تركيا بنفق مظلم"

وغير بعيد، رأى مدير مكتب صحيفة "الأهرام" في تركيا، سيد عبد المجيد، أن التصويت بـ"نعم" على التعديلات الدستورية يعني دخول تركيا إلى "نفق مظلم لن تعود منه"، وأن خطورتها تكمن في أنها ستحول نظام الحكم التركي من النظام البرلماني إلى الرئاسي، الذي سيكون صاحب جميع السلطات في الدولة، و"سيقوم بتهميش الحكومة والبرلمان".

وزعم عبد المجيد بأن هذه التعديلات تمنح أردوغان حكما دائما لتركيا، لأنه سيكمل فترة حكمه لتركيا بحسب الدستور القديم إلى 2019، والتعديلات الجديدة تمنحه فترتين حكم جديدتين، ما يعني أن أردوغان باق في الحكم إلى 2029 على أقل تقدير، وفق قوله.

وتابع بأن التصويت بـ"نعم" يعني أيضا قطع العلاقات مع دول أوروبا للأبد، لأن الأوروبيين لديهم قناعة بعدم نزاهة الاستفتاء، وقيامه في ظروف غير متكافئة، بحسب وصفه.

وزعم مدير مكتب "الأهرام" بأن حزب العدالة والتنمية "قام بشراء تأييد الناخبين بالفحم وأكياس الشاي، وذلك على خطى الإخوان"، وفق زعمه.

أيمن سمير: "الإخوان اخترقوا تركيا"

وصبَّ عدد من المحللين الموالين للسيسي، جام غضبهم على جماعة الإخوان المسلمين، بعد استفتاء تركيا.

وبحسب تصريحات خبير العلاقات الدولية، أيمن سمير، لصحيفة "الفجر"، فإن "تنظيم الإخوان الدولي نجح في اختراق نظام الحكم بتركيا، ووجه تعليمات وتوجيهات للرئيس التركي، إلى إحداث تعديلات بالدستور، بالمشروع الذي قدمه حزب العدالة والتنمية".

وأضاف سمير أن "جماعة الإخوان قامت بدعم أردوغان من خلال قياداتها ببلاده بتوجيه المواطنين بالتصويت بـ"نعم" في الخطب بالمساجد، كي يتم تنفيذ ما يريده التنظيم، بالإضافة إلى الاستعانة بما لا يقل عن مليون سوري هناك لتعظيم مكانة أردوغان أمام شعبه، بأنه يحتضنهم في ظل الحرب ببلادهم".

وزعم أن "الإخوان جندت أردغان ليكون أكبر ديكتاتور في الشرق الأوسط".

جمال بيومي: "الإخوان جندوا أردوغان"

في السياق ذاته، أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، جمال بيومي، أن "التنظيم الدولي للإخوان المسلمين نجح في اختراق سياسية الحكم في تركيا، بتجنيد الرئيس التركي كأحد قياداته البارزين في التنظيم بالتعديلات"، وفق قوله.

وادعى بيومي أن الرئيس التركي يقوم في هذه الآونة بإحداث وقيعة بين بلاده ودول الاتحاد الأوروبي، كي يكسب جماعة الإخوان في صفوفه، مضيفا أن هذا لا يفيده في المستقبل القريب أو البعيد، وهو الخاسر، مؤكدا أن الضحية في النهاية الشعب التركي فقط، وفق تعبيره.

معتز عبد الفتاح: "أردوغان زائر"

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، معتز بالله عبد الفتاح، في برنامج "حلقة الوصل"، عبر فضائية "أون لايف"، إن الرئيس التركي قبل التعديلات الدستورية، كان منصبة شرفيا، ومهامه بسيطة، ولكن بعد الموافقة على تلك التعديلات، أصبحت صلاحيات أردوغان أكبر، لأنه جمع بين رئاستي الجمهورية والحكومة.

وأضاف أن أردوغان نجح في أن يُحول نفسه من رئيس رمزي إلى محور النظام التركي، ولكن تلك الخطوة ستبعد تركيا خطوة عن الاتحاد الأوروبي، متابعا بأن "أردوغان زائر، ولكن ستبقى تركيا، مش عاوزين أي سوء للشعب التركي"، بحسب قوله.