حسم
تنظيم الدولة قوله في مسألة "العذر بالجهل" و"تكفير العاذر"، التي أحدثت شقا ملحوظا في صفوفه خلال الشهور الماضية.
وفي بيان صادر عن "المكتب المركزي لمتابعة الدواوين الشرعية"، قرّر تنظيم الدولة منع استخدام مصطلح "تكفير العاذر"، معللا ذلك بأنها عبارة "غير منضبطة".
ورغم ذلك، أكد التنظيم وجوب تكفير من لم يكفر "المشركين العابدين لغير الله، المنتسبين للإسلام".
كما منع التنظيم عناصره من استخدام مصطلحي "الأصل واللازم في معنى لا إله إلا الله، والكفر
بالطاغوت بهذه الطريقة الجدلية".
وأقر التنظيم بوجود منازعات بين عناصره، محذرا من انتشار "التبديع والتكفير" بين الجنود أنفسهم.
ونقل التنظيم في بيانه التوضيحي أقوال لسليمان بن عبد الله (حفيد محمد بن عبد الوهاب)، وآخرين.
وبحسب التنظيم، فإن "المتوقف في تكفير المشركين (المنتسبين للإسلام) مرتكبٌ لناقض مُجمع عليه، وكُفْرُہ مبنيُّ على قيام الحجّة في المسألةِ، بخلاف الذي عَبَدَ غيرَ الله".
وتابع التنظيم نقلا عن محمد بن عبد الوهاب: "واعلموا أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين ولو لم يشرك، أكثر من أن تحُصر، من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام أهل العلم كلهم".
كما نقل التنظيم على لسان سليمان بن عبد الله قوله إنه "إن كان شاكّا في كفرهم أو جاهلا بكفرهم، بُيِّنت له الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله على كفرهم، فإن شك بعد ذلك أو تردد، فإنه كافر بإجماع العلماء".
ودعا التنظيم شرعييه لتحذير الناس من التوقف عن تكفير المشركين، والشك.
وختم التنظيم حديثه بالقول: "نحن في دولة تحكم بشريعة الله، وفرض لازمٌ على الدُّعاة فيها أن يُنذروا ويبلّغوا، ويُعملوا الأحكام الشرعيّة، ويُزيلوا ما علق فيها من شُبهات، ومن ذلك تكفيرُ من توقّف
في تكفير المشركين المنتسبين للإسلام، لا أن يبنوا على شبه المُبطلين ويجعلوها أصلا معطِّلا للحكم الشرعي المُجمع عليه،
يشار إلى أن قضية "الغلاة" داخل تنظيم الدولة ليست بالجديدة، لكنها ظهرت على السطح في الآونة الأخيرة.
واتهم ناشطون مقربون من التيار، الذي بات التنظيم يحاربه بشكل علني، تنظيم الدولة باختطاف نحو 1500 من العناصر، وقتل غالبيتهم في السجون؛ بسبب عدم عذرهم بالجهل،
ويرى هؤلاء أن "الدولة اعتنقت معتقد الجهم بن صفوان، في اشتراط الاعتقاد لمرتكب الكفر، تحت غطاء العذر بالجهل، فلا غرو بتسميتها دولة الجهمية".
يذكر أن الخلافات ازدادت في الآونة الأخيرة بين تنظيم الدولة والمنشقين عنه، ووصل الأمر حد تفجير أحد المنشقين (تونسي الجنسية) نفسه في تجمع لعناصر التنظيم بالرقة.