قال مهندسون سابقون في
سد الفرات شمال شرق سوريا، في بيان صادر عنهم إنّ مرحلة الخطر التي كانت محيطة بـ"سد الفرات" قد زالت، بعد تمكّن الطواقم الفنية من الدخول إلى السد، ونجاحهم بـ"فتح عدة بوابات مفيض، وبدأ تمرير المياه عبر هذه البوابات من بحيرة السد، باتجاه مجرى النهر".
وأشار المهندسون والخبراء في بيانهم الذي حمل رقم (5)، إلى أنّ منسوب المياه بدأ يرتفع في مجرى النهر، ما مكّن مياه الشرب من العودة إلى مدينة الرقة.
وطالب البيان بتحيد المنطقة عن الأعمال العسكرية، والسماح بدخول الطواقم الفنية إلى السد بشكل دائم، إضافة إلى ضرورة العمل على إعادة تجهيز المحطة الكهرومائية، ودعم العمل على منع غرق تجهيزاتها بالماء من خلال تأمين أجهزة ضخ متنقلة ومولدات كهربائية لتشغيلها لنزح المياه المتجمعة فيها.
وكان مهندسون وخبراء حذروا في وقت سابق من انهيار السد، إثر استهدافه بغارة جوية من قوات التحالف، وهو ما فتح الباب واسعا أمام جدلية ما بين المهندسين المؤسسين للسد، والذين قللوا من أهمية الحديث عن انهيار السد كونه مجهز بنويا لتفيض المياه الزائد عند وصولها إلأى منسوب معين، وبين مهندسين تركوا السد إثر اندلاع
الثورة في البلاد والذين حذروا من انهياره؛ بسبب ضغط المياه.
وقصفت قوات التحالف الدولي الداعمة للمقاتلين الأكراد في حربهم ضد تنظيم "الدولة" المحطة الكهربائية في السد في 24 آذار/ مارس الماضي، ما أوقع أضرارا بالغة فيها وأخرجها عن الخدمة، وهو ما دعا الإعلام الموالي إلى ترويج إشاعة عدم قدرة السد على توليد الكهرباء إلى الأبد، وتحوله إلى السد مائي.
وأكد خبير في السدود، ومدير سد سابق في سوريا، فضل عدم نشر اسمه، لـ"
عربي21" تحوّل السد إلى مائي، وعدم قدرته على توليد الكهرباء في الوقت الحالي، مقللاً في الوقت ذاته من إدعاءات اعلام النظام السوري، في خروجه عن توليد الكهرباء إلى الأبد، كون أي شيء فيه قابل للإصلاح، بمجرد السماح للكوادر الفنية بالدخول إليه.
وبحسب الخبير، فإنّ سد الفرات يوّلد الطاقة يولد 10% من الطاقة الكهربائية في عموم سوريا، وخروجه عن الخدمة يحرم مدنا كبيرة من الطاقة الكهربائية والتي من أهمها"حلب" إضافة إلى المدن الشرقية.
وأشار الخبير إلى أنّ القصف الذي تعرض له سد الفرات، أدى الى احتراق غرفة التحكم والقيادة في محطة سد الفرات، ما أخرجها عن الخدمة والعمل، وبالتالي انعدام التغذية الكهربائية في السد وسوف يؤدي ذلك الى توقف كل التجهيزات المساعدة في السد بما فيها مضخات نزح المياه الموجودة في المناسيب السفلية للسد.
وأضاف، "وبالتالي غمر هذه المناسيب بالمياه حتى المنسوب 254 م عن سطح البح، ما يعني غمر كل التجهيزات المساعدة اللازمة لعمل المحطة وتعطلها وتوقفها عن العمل لحين السيطرة على السد، وتأمين مصدر كهربائي والبدء بنزح المياه من هذه المناسيب المغمورة واصلاح او تبديل التجهيزات المتعطلة المذكورة"، وهو بحسب الخبير ما يُعيد السد إلى فاعليته الكهرومائية.
كما قلل الخبير من أهمية الحديث التي راج في السابق عن إمكانية انهيار السد، مشيرا لإمكانية أن تنقلب المياه من بوابات المفيض بعد وصولها لمنسوب معين، إضافة إلى إمكانية فتح قناة ري إلى البليخ، وإلى السهول الأخرى التي يرويها في "البليخ".
هذا ويخدم سد الفرات مشاريع زراعية كبيرة في المنطقة، من خلال الاستفادة من طول بحيرته لأكثر من ثمانين كيلو متر وإحياء للمناطق المحيطة بها، وتخزن بحيرة الأسد ما يزيد على 11.6 مليار متر مكعب من المياه، حيث تروي سهول الرقة ومسكنة والدير، إضافة إلى الريف الشرقي من حلب.
بدوره، قال مدير دائرة الميكانيك سابقا في السد، المهندس "هيثم بكور" لـ"
عربي21": إنّ "الخطر زال بشكل جزئي عن السد، حيث يوجد خطر من غرق تجهيزات المحطة الكهرمائية، مشيراً إلى أنّ إعادة السد إلى العمل تحتاج إلى جهد طويل، وتجهيزات خاصة، حيث لا يمكن، بحسب بكور، إعادة السد للوضع الذي كان عليه قبل احتراق غرفة العمليات".
هذا ويعتبر سد الفرات من أهم السدود في الوطن العربي، والشرق الأوسط من حيث قدرته على توليد الطاقة الكهربائية، وتخزين المياه، حيث تم بناؤه عام 1968 بدعم وتنفيذ من قبل الروس.