لم تمض ساعات على الضربة الأمريكية للنظام السوري بعد استهداف بلدة خان شيخون بريف إدلب بالغازات السامة، حتى بادرت روسيا والنظام السوري إلى الرد على الرسالة الأمريكية بالفعل وليس بالقول.
هذا ما دلل عليه حدثان اثنان، قرأهما مراقبون وناشطون سوريون على أنهما رد سريع على الضربة الأمريكية، الأول بإعادة استخدام قاعدة الشعيرات الجوية بعد ساعات من استهدافها، حسب ما تحدثت به وسائل إعلام سورية وروسية وإيرانية.
أما الحدث الثاني، فهو تصعيد النظام السوري استهداف مناطق سيطرة المعارضة وبأسلحة محرمة دولية وتحديدا النابالم والفسفور وغاز الكلور، بحسب ما وثقه ناشطون في كل من ريفي إدلب وحماة بل وفي العاصمة دمشق أيضا.
رد بالفسفور والنابالم
ناشطون وإعلاميون سوريون بثوا السبت تسجيلا مصورا قالوا إنه يظهر آثار قصف شنته طائرات روسية على بلدة معرتحرمة في ريف
إدلب الجنوبي بقنابل
النابالم الحارقة والمحرمة دوليا.
ويظهر التسجيل اشتعال مقذوفات نارية بين الأحياء السكنية في البلدة، وتنبعث منها أعمدة كثيفة من الدخان فيما تسمع أصوات سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان.
الناشط والصحفي السوري أبو الهدى الحمصي أكد لـ"عربي21" أن الطائرات الروسية هي من شنت هذه الغارة دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، وذلك بعد ليلة واحد من قصف مماثل نفذته وطال بلدة اللطامنة بريف حماة ولكن بقنابل الفسفور، حسب قوله.
أما في دمشق، فتحدثت وسائل إعلام وصفحات تابعة للمعارضة السورية عن استهداف قوات النظام مواقع المعارضة المسلحة في حي القابون بصواريخ تحمل غاز الكلور ما تسبب بحالات اختناق في صفوف المقاتلين.
المسموح والممنوع
ويرى الحمصي أن القصف الروسي بالنابالم والفسفور المحرمين دوليا على اللطامنة بريف حماة ومعرتحرمة بريف إدلب الجنوبي "ربما يكون رسالة روسية إلى
الولايات المتحدة بأننا مستمرون بدعم الأسد، خاصة أن القصف على هاتين المنطقتين تم بطائرات روسية".
ويضيف الحمصي: "هنا السؤال نوجهه كسوريين إلى الولايات المتحدة، هل مسموح لبشار الأسد وبوتين بأن يقتلوا الشعب السوري بالبراميل المتفجرة والقنابل الحارقة وممنوع عليهم قتلهم بالسلاح الكيميائي؟".
وعن توقعاته بتكرار استخدام النظام للسلاح الكيماوي، يقول الحمصي: "هم استخدموا السلاح المحرم دوليا بالأمس (الجمعة) على اللطامنة واليوم (السبت) على معرتحرمة، أما الأسلحة الكيماوية فربما يتم استخدامها مرة أخرى".
ويتابع: "الضربة الأمريكية كانت محدودة وغير مؤثرة لا على نظام بشار الأسد ولا على
روسيا، ولو كان الأمريكيون جادون بهذا الأمر لمنعوا تحليق طيران النظام أو لقصفوا جميع مطاراته العسكرية مثل الضمير وحماة العسكري"، متسائلا: "لماذا تم التركيز فقط على مطار واحد، بينما بقية المطارات تعج بالطائرات التي تقصف المدن والبلدات السورية؟".
رسالة تحد
وكان النظام السوري أعاد استخدام قاعدة الشعيرات التي استهدفتها الولايات المتحدة فجر الجمعة، حيث أقلعت طائرات تابعة للنظام مجددا من القاعدة وشنت غارات على مناطق في ريف إدلب، في رسالة فسرها ناشطون سوريون على أنها رسالة تحد للولايات للمتحدة الأمريكية.
وبثت قناة "العالم" الإيرانية تسجيلا مصورا قالت إنه يظهر إقلاع أول طائرة مقاتلة تابعة للنظام بعد ساعات من القصف الأمريكي، فيما نقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية عن مراسلها في مطار الشعيرات أنه شهد إقلاع طائرة منه وعودتها إليه وعمليات فحص تقني وإعادة تزود بالوقود.