نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا للكاتبة راتشيل روبرتس، تقول فيه إن سياسيا هنديا كبيرا دافع عن حشد من
الهندوس أقدموا على
قتل رجل بسبب نقله للأبقار، قائلا إن الضحية يتحمل جزءا من اللوم.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن وزير راجستان المحلي غولاب تشاند كاتاريا دافع عن مئات ممن يدعون "غواراكشاكس" أو "حماة
الأبقار"، الذين هاجموا 15 رجلا مسلما في الوار في شمال
الهند، في الوقت الذي كانوا ينقلون فيه الأبقار، التي تعد مقدسة في الديانة الهندوسية.
وتورد الكاتبة نقلا عن كاتاريا، قوله للإعلام الهندي: "مات شخص بسبب الضرب، وسجلت الشرطة قضايا ضد الرجال الذين هربوا الأبقار، وسجلت مقتل الرجل أيضا.. ويقع اللوم على الطرفين، فهم يعرفون أن تهريب الأبقار في راجستان ممنوع، وبأن هناك قانونا يحظره، فلماذا فعلوا ذلك؟"، وأضاف: "لكن من الخطأ أن يأخذ الناس تطبيق القانون على عاتقهم، وستقوم الشرطة بمعاقبة الطرفين".
وتلفت الصحيفة إلى أن الهجوم وقع على خط بهرور السريع في الوار، على بعد حوالي 150 كم من دلهي، عندما تم الهجوم على ما لا يقل عن 15 رجلا من هاريانا من حشد من الهندوس، بعد أن أظهروا وثائق تثبت أنهم قاموا بشراء الأبقار بشكل قانوني من سوق المواشي في جايبور.
ويفيد التقرير بأن بيهلوا خان (50 عاما) مات بعد يومين من آثار الضرب الوحشي الذي تعرض له في نهاية الأسبوع، حيث يقال إنه أصيب بكسور متعددة في الأضلاع بعد أن هجم عليه الرعاع الغاضبون.
وتنقل روبرتس عن عم الضحية حسين خان، قوله لـ"بي بي سي"، إن ابن أخيه لم يكن جزارا، لكنه كان مزارعا اشترى الأبقار بشكل قانوني لتجارة الألبان التي كان يديرها.
وتذكر الصحيفة أنه يعتقد أن شرطة راجستان اعتقلت الرجال الذين تم الهجوم عليهم؛ بتهمة "التهريب"، حتى بعد إبرازهم إيصالات حكومية تظهر أنه يسمح لهم بنقل الأبقار.
وبحسب التقرير، فإن هناك عددا من الرجال المصابين، الذين نقلوا إلى المستشفى للتعافي، مشيرا إلى أن الشرطة لم تقم إلى الآن بأي اعتقالات للمهاجمين، لكنها فتحت تحقيقا في وفاة خان، باعتبارها جريمة قتل.
وتنوه الكاتبة إلى أن ذبح الأبقار محرم قانونيا في عدد من الولايات الهندية، حيث تقوم مجموعات من الهندوس بمراقبة الطرق السريعة وقطارات المواشي للبحث عن آثارها.
وتبين الصحيفة أنه يعتقد بأنه قتل ما لا يقل عن عشرة رجال مسلمين على مدى العامين الماضيين في أحداث مشابهة؛ للاشتباه بقيامهم بتهريب الأبقار، أو أكل لحم البقر، لافتة إلى أن الجيران الهندوس قاموا بقتل رجل مسلم في عام 2015؛ بناء على إشاعة بأنه ذبح بقرة، وقالت الشرطة فيما بعد بأن الرجل أكل لحم غنم.
ويورد التقرير نقلا عن ناقدين قولهم إن انتخاب رئيس الوزراء الهندوسي المتطرف نيراندرا مودي عن حزب بهاراتيا جاناتا في عام 2014 شجع هذه الظاهرة، منوها إلى أن عدة ولايات هندية بدأت تفرض حظرا على ذبح الأبقار بعد انتخابه، حيث يتهم مودي بتردده في شجب أفعال من يقومون بتطبيق القانون بأيديهم.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن الهندوس يشكلون 80% من سكان الهند، البالغ عددهم 1.2 مليار، في الوقت الذي يشكل فيه
المسلمون 14% فقط، بالإضافة إلى أنه يعيش فيها أقليات مهمة من السيخ والمسيحيين والبوذيين.