قالت صحيفة "الغارديان" إن الشرطة البريطانية "أسكتلند يارد" بدأت تحقيقا في إمكانية ارتكاب جرائم حرب في
اليمن، مشيرة إلى أنه تحقيق قد يثير عاصفة دبلوماسية، عشية زيارة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا
ماي إلى
السعودية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الشرطة البريطانية أكدت أن وحدة التحقيق في جرائم الحرب تقوم بتقييم ودراسة فيما إن كانت هناك أرضية قانونية لتقديم دعوى قضائية ضد السعودية والحملة الجوية التي تقوم بها في اليمن.
وتذكر الصحيفة أن القوة "أس أو 15" لمكافحة الإرهاب كشفت لمحامي حقوق الإنسان في لندن، أنها كانت تقوم بعملية فحص قبل زيارة الجنرال أحمد عسيري إلى لندن الأسبوع الماضي.
ويلفت التقرير إلى أن هذا الكشف يأتي في ضوء زيارة ماي هذا الأسبوع إلى المملكة العربية السعودية؛ من أجل إظهار قرب
بريطانيا إلى العائلة السعودية الحاكمة، حيث سيكون موضوع مكافحة الإرهاب على رأس موضوعات البحث بينها وبين المسؤولين السعوديين.
وتورد الصحيفة نقلا عن رئيسة الوزراء، قولها إنها تريد "تكثيف العلاقات بين بلدينا، وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين"، مشيرة إلى أن ماي ستزور الأردن قبل السعودية.
ويفيد التقرير بأن رئيسة الوزراء أكدت أن التعاون الأمني الاستخباراتي مع السعودية كان مهما، وأدى إلى حماية مئات الأرواح في بريطانيا، وقالت إن هناك إمكانية لإقامة علاقات تجارية معها بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وتبين الصحيفة أن خطط ماي للتعاون تأتي عقب هجوم ويستمنستر الإرهابي، حيث تعهدت بتقديم الدعم الإنساني للأردن لمساعدته في التعامل مع الأعداد الهائلة من اللاجئين السوريين بسبب الحرب الأهلية في بلادهم.
وينوه التقرير إلى أن الزيارة تأتي في ظل الحرب في اليمن، التي سقط فيها حتى الآن 10 آلاف مدني، مشيرا إلى أن التحالف يتهم بقتل الآلاف، وتحفيز كارثة إنسانية في أفقر دول المنطقة.
وتعرضت بريطانيا، التي تدعم إلى جانب الولايات المتحدة التحالف الذي تقوده السعودية، لضغوط لتعيد النظر في الدعم العسكري، وورد ذلك في رسالة اطلعت عليها "الغارديان"، أرسلت يوم الجمعة في تاريخ 31 آذار/ مارس الماضي من قسم مكافحة الإرهاب إلى إدارة "أسكتلند يارد"، ورد فيها: "نؤكد لكم أننا بدأنا النظر في تحديد نطاق تلك الادعاءات التي رفعتموها بشأن مزاعم بوقوع جرائم حرب محتملة في اليمن، ارتكبت من طرف قوات التحالف الدولي، الذي تدخل في الصراع بين مؤيدي ومناهضي الحكومة".
وتمضي الرسالة إلى القول إنه "لو اعتقد المحققون أن
العسيري في لندن، فإننا (سننتهز أي فرصة لاعتقال أو مقابلة أي فرد) لو اعتقدنا أن الإجراء مناسب، قانوني أو ضروري، ويمثل جزءا من التحقيق".
وتكشف الصحيفة عن أن المحققين يقومون بالنظر فيما إن تم ارتكاب جرائم حرب، حيث يحاولون النظر إن كان هناك مشتبه بهم أم لا، وإن كان هناك منظور واقعي لتحديد شخص معين، وفي حالة حدوث هذا سينظر المحققون فيما إن كانت هناك إمكانية للقيام بتحقيقات في الخارج، مع أن احتمالا كهذا سيكون صعبا في اليمن.
وينقل التقرير عن دانيال ماكفور من شركة "هيكمان أند روز" للخدمات القانونية في لندن، التي حصلت على الرسالة من "أسكتلند يارد"، قوله إن "سلطات الادعاء مجبرة للبحث عن إمكانية سماح الدليل بالاتهام أو الترحيل من أجل المحاكمة ممن ثبت أنهم متورطون في جرائم حرب، ونظرا لخطورة الاتهامات فيجب على وزارة الخارجية أن تؤكد أنها لن تقف أمام العملية القانونية، وألا تعطي حصانة في أي زيارة مستقبلية لهم إلى البلد".
وبحسب الصحيفة، فإن متحدثا باسم "أسكتلند يارد" أكد أنه "في يوم الخميس 30 آذار/ مارس 2017، تلقت خدمات الشرطة إحالة تتعلق بمزاعم جرائم حرب ارتكبتها السعودية في اليمن"، وقال: "بعد استلام الإحالة بدأ فريق خدمات الشرطة البريطانية (جزء من قيادة مكافحة الإرهاب) عملية تفحص، واتصل بالأطراف التي قامت بتوجيه الاتهامات، ولم يتم توجيه اتهامات في الوقت الحالي، والتحقيق مستمر".
ويشير التقرير إلى أن العسيري، الذي يعد وجه الحملة التي يقودها التحالف ضد الحوثيين، والمتحدث باسمه، تعرض لعملية قذف بالبيض ومحاولة الاعتقال قبل مشاركته في ندوة يوم الجمعة، واعتذر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن الحادث، لافتا إلى أن السعوديين عدوا محاولة اعتقال العسيري هجوما ضد ممثل حكومي، بحسب ما كشف موقع "ميدل إيست آي".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن العسيري اتهم في الندوة نقاد السعودية بفبركة المزاعم ضد بلاده دون وجود دليل، ووصف الحوثيين بالإرهابيين.