مع اشتداد حدة المعارك في ريف
حماة، وسط
سوريا، تعددت غرف عمليات الفصائل، ومن هذه الغرف في خط المواجهة كانت "صدى الشام"، التي أطلقتها
أحرار الشام بالاشتراك مع فيلق الشام وأجناد الشام وفصائل أخرى.
ويُرجع الناطق العسكري في حركة أحرار الشام، عمر خطاب، تعدد غرف عمليات الفصائل، إلى أن "المحاور التي نهاجم منها النظام متعددة وشاسعة، ولذا نحتاج لغرف عمليات أكثر من أجل مرونة العمل العسكري، وسرعة تنفيذ المناورات والتكتيكات العسكرية"، لكنه أوضح أن ذلك "لا يعني خلافات بين الفصائل بل الهدف واحد عند الجميع، والعدو واحد للجميع، كما أن الكل ينسق بغض النظر عن تعدد الغرف وأسماء المعارك"، وفق قوله لـ"
عربي21".
ويؤكد خطاب أن هدف هذه المعارك "ضرب النظام قبل أن يشتد ساعده في حماة، ويبدأ بمهاجمة الفصائل"، مشددا على أهمية "تشتيته (النظام) وضرب عمقه وخزانه من الشبيحة في حماة وأريافها".
ولفت إلى أن "من الأهداف الأخرى؛ الضغط عليه هو ومن يدعمه، لكي يعلم أن الثوار لهم كلمتهم متى أرادوا أن يقولوها، ولهم تأثير، وهم من يختار الوقت والمكان المناسبين لضرب عدوهم، كما هي رسالة له بأن مناطقه تحت مرمى نيران الثوار، وليعرف من يشد على يديه أن هذه الثورة مستمرة، وتستطيع أن تنبعث كل يوم، وأن تنهض عقب كل كبوة"، كما قال.
كما يعتبر خطاب أن سير معارك دمشق تسير على ما يرام، قائلا: "المعارك في دمشق متجهة نحو الأحسن ولصالح الثورة، وما معارك حماة، إلا لشد أزر إخواننا في دمشق"، وفق تعبيره.
وكشف الناطق العسكري باسم الأحرار، أن هناك مساعي لتشكيل جسم عسكري من جميع الفصائل، مبينا أن "تشكيل جسم عسكري على غرار جيش الفتح سيكون قريبا، ونسعى مع إخواننا من الفصائل لتشكيل قوة عسكرية، وهذا مطلب يريده الجميع، وقد طلبته حركة أحرار الشام من الفصائل"، على حد قوله.
من جهة أخرى، رفض خطاب توجيه اللوم لأحرار الشام حول تأخرها عن المعارك، معتبرا ذلك "كلاما غير دقيق وغير متزن"، وقال إن "هذه معارك عسكرية تحتاج لتخطيط وترتيب، ولا يمكن أن نزج بشبابنا دون دراية ودراسة، وتأخر الأحرار عن المعارك هو لصالح الثورة والنتائج على الأرض هي تثبت ذلك"، كما قال.
من جهته، يقول الناطق باسم حركة أجناد الشام" أبو خالد الحموي، لـ"
عربي21"، إنه تم تشكيل
غرفة عمليات باسم صدى الشام وتتألف من عدة فصائل أبرزها أجناد الشام، وأحرار الشام وفيلق الشام، موضحا أن الهدف منها تخفيف الضغط على باقي جبهات ريف حماة، وفتح أكبر خط مواجهة مع قوات الأسد، "كما أنها تهدف لتحرير أكبر عدد من القرى في الريف الحموي، التي يحتلها النظام منذ ست سنوات ويهجر أهلها".
وأكد الحموي أن هناك تنسيقا مع غرف العمليات لباقي المعارك، "ولكن لا يوجد في المدى القريب جهود حقيقية لتوحيد هذه الغرف بغرفة واحدة، والسبب اتساع رقعة المعارك مع قوات الأسد"، وفق قوله.
واستبعد الحموي قيام تحالف عسكري بين الفصائل على شاكلة جيش الفتح؛ في المدى القريب، "ولكن يمكن أن يتحقق بعد انتهاء مهمات غرف العمليات وتحقيق أهدافها المرجوة"، بحسب تعبيره.