رغم ما ذكرته صحف ومواقع
مصرية، نقلا عن صفحة "رابطة المصريين في
إسرائيل"، من رقص نجلة الرئيس المصري الراحل، جمال
عبد الناصر، منى عبد الناصر، في حفل زفاف نجلها أحمد أشرف مروان، في حضور السفير الإسرائيلي بالقاهرة، ديفيد جوفرين، إلا أنه لم يصدر أي نفي للخبر، من منى، أو أحمد، أو السفير.
ذلك مع ما أثاره مقطع الفيديو من غضب في أوساط مفكرين عروبيين وقوميين قالوا إنه لن يضير عبد الناصر ما يفعله بعض أبنائه، وإنه ليس مسؤولا عن تصرفاتهم بعد موته قبل 47 عاما، داعين إلى التركيز في المعركة الحقيقية حاليا على مواجهة رئيس الانقلاب، عبد الفتاح
السيسي.
قصة مقطع الفيديو
وكانت مواقع مصرية عدة، سارعت بنشر الخبر، نقلا عن الصفحة، وأشارت صحيفة "
عربي21" إلى أنه قد ساد غضب عارم في أوساط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، من جرَّاء ظهور منى عبد الناصر، ابنة الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، وهي ترقص على أنغام أغنية شعبية، في الاحتفال بزفاف نجلها، أحمد أشرف مروان.. الذي كان مدعوا إليه السفير الإسرائيلي بمصر، ديفيد جوفرين، بحسب صفحة "رابطة المصريين في إسرائيل".
ولم يصدر أي نفي لاحق للخبر، فيما ذكر إعلاميون أن السفير الإسرئيلي كان يلقي محاضرة في الوقت نفسه، أي يوم الخميس 23 مارس، في تل أبيب، لكن نشطاء ردوا على ذلك مؤكدين أن الحفل كان يوم الجمعة 24 مارس، ونشرت عنه الصفحة والمواقع المصرية، وفي مقدمتها "اليوم السابع"، صباح السبت.
وأضاف النشطاء أنه سهل جدا أن يحضر السفير الإسرائيلي الحفل ثم يعود أدراجه مرة أخرى إلى تل أبيب، في اليوم نفسه، كما فعل قبله القنصل الإسرائيلي بمصر، الذي زارها سرا لساعات، ودخلها بتأشيرة منتهية الصلاحية، قبل أن يسارع إلى مغادرة البلاد، قبل أيام.
عطوان: أمر صادم لهذا السبب
وفي افتتاحيته بجريدة "رأي اليوم"، أعرب رئيس تحريرها، المفكر العروبي، عبد الباري عطوان، عن صدمته، فقال: "أن ترقص ابنة جمال عبد الناصر أمام السفير الإسرائيلي في عرس نجلها فهذا أمر صادم، ولكنه غير مفاجئ، فزوجها أشرف مروان كان الجاسوس الذي أنقذ إسرائيل من الهزيمة عندما سلمها خطط حرب عام 1973".
اقرأ أيضا: ابنة عبد الناصر ترقص بوجود سفير إسرائيل وتثير جدلا (شاهد)
وأضاف: "أصبت بالصدمة، والغضب الشديد في آن، وأنا أتابع السيدة منى عبد الناصر، ابنة الزعيم العربي الذي احتل قلوب مئات الملايين من العرب والمسلمين بسبب مواقفه المشرفة في دعم حركات التحرير والتصدي للاستعمارين الغربي والصهيوني، أتابعها في شريط فيديو بالصوت والصورة، وهي ترقص بفستان أحمر قصير في حفل زواج ابنها أحمد، في حضور السفير الإسرائيلي في القاهرة ديفيد جوفرين".
وعلل عطوان صدمته بالقول: "الصدمة ناجمة لأني، والكثيرون غيري، كانوا يعتقدون أنها ربما لم تكن تعلم بخيانة زوجها الجاسوس الإسرائيلي أشرف مروان، والدور الكبير الذي لعبه في إجهاض الانتصار العربي في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، والغضب لأنها دنست تاريخ والدها وأسرتها المشرف، بل مصر والأمة العربية كلها أيضا، ولكن استضافتها للسفير الإسرائيلي في بيتها، ولحضور عرس ابنها الذي نأمل أن لا يكون يسير على طريق والده أيضا، أكد لنا أنها ربما كانت تعرف الكثير، وإلا لنأت بنفسها عن خيانة زوجها، ولم توجه الدعوة لممثل مشغليه "الموساد" في تل أبيب لحضور عرس ابنها"، وفق قوله.
القزاز: للإلهاء.. والتركيز ضد السيسي مطلوب
ومن جهته، علق الأستاذ بجامعة حلوان، ضابط اتصال مظاهرات 30 يونيو، يحيى القزاز، على المقطع، فوصفه، في تدوينة عبر موقع "فيسبوك"، بأنه "فيديو للإلهاء عن واقع بائس".
وأكد أن ذلك أقل بكثير مما فعلته شقيقتها الدكتورة هدى عبد الناصر، حينما نسبت لوالدها وثيقة تدعي أنها وجدتها في ملابسه تثبت "سعودية تيران وصنافير"، مشددا على أن هذا ما يستحق التوقف والاهتمام والغضب، لأنه من "ابنة تنسب ما يشين لأبيها زورا وبهتانا"، بحسب تعبيره .
وقال: "حضور السفير الإسرائيلى من عدمه فى حفل زفاف أحمد ابن أشرف مروان حفيد عبد الناصر لا يحقر ولا يضيف لشأن عبد الناصر.. عبد الناصر رحل من 47 عاما، وغير مسؤول عما يحدث بعد وفاته".
وأضاف: "وحتى لو حضر السفير الصهيوني الحفل فهذا يتضاءل أمام ما صنعته د.هدى عبد الناصر حين نسبت لأبيها كذبا وزورا وثيقة تدعي أنها وجدتها في ملابسه تثبت "سعودية تيران وصنافير".
وأردف أن هذا ما يستحق التوقف والاهتمام والغضب لأنه من ابنة تنسب ما يشين لأبيها زورا وبهتانا، على حد قوله.
وتابع: "مرة أخرى موضوع الحفل، وحضور سفير الكيان الصهيوني، لا علاقة له بجمال عبد الناصر، فهو فعل حفيد وأمه.. ولا يهمنا في شيء.. الأخطر هو ما فعلته د.هدى عبدالناصر بأبيها بعد وفاته" .
وأضاف: "بالمناسبة: ابنة الشهيد مصطفى حافظ، حاكم غزة، الذي استشهد على أرضها هي من أشد أنصار الصهاينة في أمريكا.. ويبقى مصطفى حافظ شهيدا وطنيا عروبيا"، حسبما قال.
واختتم تدوينته قائلا: "هذه أشياء للاستهلاك المحلي، واللهو عن مشاكلنا المستعصية".
إبراهيم يسري: الحكم العسكري السبب
أما السفير إبراهيم يسري، فقال إنه كان ناصري الهوى حتى حدثت نكسة 67، مشيرا إلى أن أباه أكد له أن العسكر لن يمكن أن يحكموا حكما رشيدا، ولا يفهمون سياسة، ولكنه لم يصدقه.
وأضاف: إننا كسياسيين غير معنيين بأفعال أبناء الزعماء، مذكرا بالحكمة المأثورة “يخرج من ظهر العالم فاسق".
وصب يسري جام غضبه على الحكم العسكري، منددا بسرقة المصريين منذ القدم، وحتى الآن، مشيرا إلى أن منى عبد الناصر معروفة بأنها تحب "الفرفشة" والحفلات.
وأكد أنه لم يندهش من الفيديو المتداول، واصفا إياه بأنه لا يستحق الاهتمام، إذا وضعنا في الاعتبار المأساة التي يعيشها المصريون الآن بعد خراب دولتهم، حسبما نقلت صحيفة "رأي اليوم"، عنه.
ردود فعل صحفية مصرية وعربية
على صعيد المواقع والصحف العربية، قالت صحيفة "التحرير": "وسط صمت إسرائيلي من صحافة وقنوات ومسؤولين، وعدم النفي أو التأكيد عبر تقرير أو تصريح أو بيان، رددت مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن مشاركة ديفيد جوفرين سفير تل أبيب بالقاهرة، في حفل زفاف حفيد الرئيس جمال عبد الناصر".
وتحت عنوان جاذب للانتباه، قالت صحيفة "المصري اليوم"، الثلاثاء: "مصدر: ليلى علوي لم تقبل السفير الإسرائيلي في حفل زفاف حفيد عبد الناصر".
وتساءل موقع "إرم نيوز" الإماراتي: "هل شارك السفير الإسرائيلي بالقاهرة في حفل زفاف حفيد جمال عبد الناصر؟"، دون أن يتبنى أي وجهة نظر في الموضوع، أو يقدم إجابة واضحة عن السؤال.
ماذا قال جوفرين؟
وكان جوفرين أكد أن العلاقات بين سلطات الاحتلال والقاهرة تشهد تحسنا مستمرا في ظل نظام عبد الفتاح السيسي، في وقت باتت فيه القضية الفلسطينية على هامش جدول الأعمال القومي المصري.
ووفق ما أدلى به في كلمة ألقاها في "معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي بجامعة تل أبيب، الخميس الماضي، بمناسبة 40 عاما على إبرام معاهدة كامب ديفيد، فإن تغييرات كبيرة طرأت على نظرة المصريين لإسرائيل خلال السنوات الأخيرة، وذلك يشمل الإعلام وأوساط الأجيال الشابة في مصر، على حد قوله.
وأكد أن "العلاقات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وثيقة، وتقوم على الثقة والاحترام المتبادل".
وأوضح أن العلاقات بين الجانبين تعتمد إلى حد كبير على الجانب العسكري، مشيرا إلى تغيير آخر يتصل بطريقة تعاطي الإعلام المصري مع الاحتلال، التي وصفها بأنها "أكثر موضوعية".
ويذكر أن السفير الإسرائيلي لم يبين حتى الآن، رسميا أو إعلاميا، سر مغادرته للقاهرة في نهاية 2016، وعدم عودته حتى الآن، رغم تقديم أوراق اعتماده في القاهرة في نهاية آب/ أغسطس الماضي.