في مدينة ميونخ الألمانية، اختار المصور
الفلسطيني علي نور الدين تنظيم
معرضه الذي جمع فيه صورا التقطها في قطاع
غزة، أثناء عمله كمصور لوكالة الأنباء الألمانية.
يهدف نور الدين لعرض هذه
الصور للجمهور الألماني، لتقريب الصورة إليه والتعرف على الأوضاع في القطاع المحاصر منذ سنوات.
وافتتح المعرض الذي يركز على دعم الأطفال في قطاع غزة، في 23 آذار/ مارس الجاري، ويستمر لعدة أيام في ميونخ، وسط حضور ألماني كبير.
وفي هذا السياق، يقول المصور لـ"
عربي21": "إن المعرض هو نتاج صور من تغطيتي الصحفية في قطاع غزة، سواء إخبارية أو صورا للحياة اليومية، وكذلك جمالية تعبر عن جمال المدينة، وهي صور ملتقطة من زوايا عديدة في القطاع بحيث تعرف الناس عليه بشكل دقيق".
ويوضح أنه تشارك مع خبير الإعلام، يورغين تودنهوفر، وهو ألماني، نظرا لخبرته في دعم غزة خلال السنوات الماضية، وأنه اقترح عليه إقامة المعرض في مكتبه بمدينة ميونخ، وهذا ما كان، مشيرا إلى أن تودنهوفر ساهم في طباعة الصور وتكفل بجميع المصاريف.
ويلفت نور الدين إلى أن 70 في المئة من عائدات هذا المعرض، سوف تذهب لدعم قطاع غزة، عبر نشاطات ترفيهية للأطفال، وإنشاء حدائق صغيرة للألعاب، ودعم مشاريع للتدريب على السباحة في الصيف لقرابة 100 طفل، مشيرا إلى أنه يتم التعاون مع مؤسسات هناك لتنفيذ هذه المشاريع.
أما القسم المتبقي من العائدات فسيستخدم لبناء قاعة للمعارض، وتمويل النشاطات الفنية القادمة، وفق نور الدين.
وقد نُظمت فعاليات عدة إلى جانب المعرض الذي شهد حفل افتتاح ومؤتمرا صحفيا بحضور وسائل الإعلام، وكانت هناك وصلة فنية لفرقة "فولكان" الموسيقية الألمانية الشهيرة التي تغني ضد العنصرية.
وحول حجم الإقبال على المعرض يقول المصور الفلسطيني الحاصل على جوائز دولية: إنه "أكبر من المتوقع، ولم تتسع القاعة للحضور بسبب توافد المهتمين بالمعرض، وقد تلقينا بعض ردود الفعل من الوافدين إلى المعرض؛ بأن الصور فيه كانت قوية ومعبرة، واستطاعت أن توصل الصورة الحقيقة عن الأوضاع في غزة"، على حد قوله لـ"
عربي21".
وينوه علي نور الدين إلى جهود "الأصدقاء الألمان" الذين يدعمون مشاريعه ويقبلون بشكل كبير على زيارة وحضور معارضه والاستمتاع بصوره، وقال إن هؤلاء ساعدوه في إقامة سلسلة معارض في عدة ولايات ألمانية، مشيرا إلى أنه لم يتوقع بأن يكون التعاطف كبيرا مع غزة بهذا الشكل، في ظل إقبال كبير على شراء صوره.
وعن دوافعه لتنظيم المعرض، يجيب بأن ذلك يعود لحاجة قطاع غزة لدعم، موضحا أنه يريد استغلال طاقته وعلاقاته، سواء في ألمانيا أو بعض الدول الأوربية، لتوفير بعض الدعم لغزة، معنويا وماديا.
وحول تركيزه على الأطفال في المعرض، يقول المصور الفلسطيني: "معاناتهم دائما ما تدفعني لنشر صورهم بين الناس في أوروبا، لكي تجعلهم يشعرون بحجم المعاناة لشعبنا، لأن الأطفال لهم وضعية خاصة في التأثير لدى الأوربيين، وهذه من أهم الدوافع التي سيطرت عليّ لبناء المشروع".
أما بخصوص المعارض الأخرى التي يقوم عليها يوضح الصحفي الغزي بأنه بالإضافة إلى المعرض الذي أقيم في ميونخ، هناك معرض آخر افتتح بتاريخ 18 شباط/ فبراير 2017 وما زال مستمرا حتى نهاية آذار/ مارس، وهو مخصص لحياة اللاجئين، ويقام في جامعة في جامعة مدينة هانوفر.
وكشف عن نيته لإقامة معرض جديد في 15 نيسان/ أبريل القادم بجامعة كولون، بهدف دعم الفلسطينيين في الخارج، وخاصة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك في سوريا، وبعض مخيمات الشتات الأخرى، إلى جانب معرض آخر سيكون شاملا عن حياة قطاع غزة، وسيقام في متحف هامبورغ بداية شهر تموز/ يوليو القام.