أفاد بلاغ صادر عن الديوان الملكي في
المغرب بإبعاد الملك
محمد السادس للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران، عن رئاسة الحكومة، وتعويضه بشخصية بديلة من حزب العدالة والتنمية أيضا، يستقبلها لاحقا.
وأشارت مصادر خاصة لـ"
عربي21"، رفضت الكشف عن اسمها، إلى أن هناك 3 أسماء مقترحة ومتداولة بقوة لخلافة
ابن كيران، وهم سعد الدين العثماني وعبد العزيز الرباح ومصطفى الرميد.
وأفاد موقع حزب العدالة والتنمية بأن ابن كيران وجه نداء إلى أعضاء الحزب بعدم التعليق بأي شكل من الأشكال على البلاغ الصادر عن الديوان الملكي هذه الليلة، المتعلق بتعيين رئيس حكومة جديد من الحزب.
ويتوقع مراقبون أن يعقد العدالة والتنمية مؤتمرا وطنيا استثنائيا؛ للتباحث حول تعامله مع الموقف.
وسيكون أمام الحزب خياران؛ أولهما، أن "يعتذر عن قبول ترشيح شخصية أخرى من الحزب بدلا من ابن كيران، وهو ما سيشكل ضغطا على الدولة، بحيث سيرشح الملك شخصية من حزب آخر لتشكيل الحكومة، وفي هذه الحالة ستكون حكومة ضعيفة في مقابل معارضة قوية من العدالة والتنمية وحلفائه".
فيما سيكون الخيار الثاني أن "يقرر الحزب قبول تكليف شخصية أخرى من قياداته، إذا رأت قيادة العدالة والتنمية أن هذا القبول يمكن أن يمثل حلا لأزمة تشكيل الحكومة التي أثرت على عموم الأوضاع في البلاد".
وفي الحالة الثانية "قد تظهر مشكلة جديدة تتمثل في وجود رئيس حكومة من العدالة والتنمية في ظل وجود رجل قوي خارج الحكم مثل ابن كيران".
وجاء في البيان، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، أنه "وبعد عودة جلالة الملك -أعزه الله- في حفظ الله ورعايته إلى أرض الوطن، بعد الجولة التي قادته إلى عدد من الدولة الإفريقية الشقيقة، أخذ علما بأن المشاورات التي قام بها السيد رئيس الحكومة المعين، لمدة تجاوزت خمسة أشهر، لم تسفر إلى حد اليوم عن تشكيل أغلبية حكومية، إضافة إلى انعدام مؤشرات توحي بقرب تشكيلها".
وأضاف البيان أنه "وبمقتضى الصلاحيات الدستورية لجلالة الملك، بصفته الساهر على احترام الدستور وعلى حسن سير المؤسسات، والمؤتمن على المصالح العليا للوطن والمواطنين، وحرصا من جلالته على تجاوز وضعية الجمود الحالية، فقد قرر -أعزه الله- أن يعين كرئيس حكومة جديد شخصية سياسية أخرى من حزب العدالة والتنمية".
وأضاف البيان: "وقد أبى جلالة الملك إلا أن يشيد بروح المسؤولية العالية والوطنية الصادقة، التي أبان عنها السيد عبد الإله بنكيران طيلة الفترة التي تولى خلالها رئاسة الحكومة، بكل كفاءة واقتدار ونكران ذات".
وكان العاهل المغربي عين، في تشرين أول/ أكتوبر الماضي، عبد الإله بن كيران رئيسا للحكومة، وكلفه بتشكيل حكومة جديدة، عقب تصدر حزبه "العدالة والتنمية" الانتخابات البرلمانية، التي جرت في السابع من الشهر نفسه.
ودخلت مشاورات تشكيل الحكومة "نفقا مسدودا"، عقب تشبث حزبي "التجمع الوطني للأحرار" و"الحركة الشعبية" بمشاركة "الاتحاد الاشتراكي"، بينما رفض ابن كيران ذلك، مصرا على الاقتصار على الأحزاب الأربعة التي كانت تشكل الحكومة المنتهية ولايتها، بحسب وسائل إعلام مغربية.