قال الرئيس التركي،
رجب طيب أردوغان، إن "ما فعلته السلطات الهولندية تجاه قنصليتنا ومسؤولينا أمر مناف للأعراف والتقاليد الدولية، وهو أمر غير مقبول ولا يمكن السكوت عنه".
ودعا الرئيس التركي خلال كلمة له أمام حشد جماهيري بمدينة كوجالي التركية، الأحد،
هولندا إلى أن " تتعلم الديمقراطية أولا قبل أن تسعى لإعطاء النصائح والدروس للآخرين"، بعدما منعت الحكومة الهولندية أمس السبت، هبوط طائرة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على أراضيها.
وتوعد أردوغان في كلمة شديدة اللهجة هولندا بأنه "لن نتقبل هذه الفضيحة من هولندا.."، وقال: "نحن لن نركع أبدا إلا لله سبحانه.. ولن نركع أمام أي قوة أخرى.. لأن هذا الشعب سوف يقف إلى جانبنا".
ودعا المؤسسات الأوروبية الديمقراطية لأن تحاسب هولندا على ما ارتكبته أمس.
وأكد أردوغان أن هولندا "تعاملت بطريقة فاشية وواصلت عداءها للإسلام والشعب التركي.. وللأسف هذا تقوم به بعض الدول الأوربية الأخرى.. وهذا الأمر يهدد مستقبل
أوروبا والاتحاد الأوروبي".
وقال: "نحن صبورون ولكن سنرد عليهم بشكل قاس، وسوف نحاسب أولئك الذين قاموا بهذه الفعلة الشنيعة..".
وأضاف: "إن ما عشناه في هولندا إنما هي أمور تعارض وتخالف الديمقراطية، ولكن هل تسمعون أحدا في أوروبا يصرح حول الموضوع.. لا.. لأنهم يتفقون مع بضعهم البعض، لا يتعاملون معنا كدولة ديمقراطية ولكن كدولة فاشية..".
وخلص الرئيس التركي إلى أن "أوروبا فضحت نفسها أمس وكشفت أمام العالم كيف أنها بعيدة عن الديمقراطية"، مهددا كلا من هولندا وألمانيا بمحاسبتهما على سوء معاملتهما لمسؤولين أتراك منعت زيارتهم لتلك الدول وقال: "ما حدث تجاه مسؤولينا في أوروبا "فضيحة" لن نسكت عليها وحتما سنحاسب تلك الدول".
من جهته، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته اليوم الأحد إن "التصريحات النارية" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصف الهولنديين بالنازيين لن تساعد في نزع فتيل خلاف دبلوماسي بين البلدين.
وأضاف أن هولندا لا تسعى لمواجهة مع أنقرة لكنها ستبحث خيارات أخرى إذا لم تكف تركيا عن إصدار مثل هذه التصريحات.
وقال روته للصحفيين "والآن من مصلحة القيادة ومن مصلحة العمل المشترك محاولة وقف التصعيد لكن بالطبع يجب على الأتراك المساعدة وما يقولونه اليوم لا يفيد".
اقرأ أيضا: وزير الخارجية التركي يهاجم هولندا ويتوعدها بدفع الثمن غاليا
وعلى صعيد آخر كشف أردوغان عن وجود 18 تعديلا دستوريا وقال إنها "ستغير نظام الحكم في البلاد وستقوي من مؤسساتها في مواجهة المؤامرات"، ودعا أنصاره "أن يتكفلوا بشرح التعديلات الدستورية للمواطنين قبل الاستفتاء عليها".
فيما هاجم زعيم حزب المعارضة التركي وقال "إن زعيم حزب المعارضة يقف، للأسف، مع الإرهابيين الذين يرفضون التغيير"، وأضاف: "الإرهابيون الذين يقولون لا للتغيير هم من سفكوا الدماء"، ودعا "المعارضة إلى عدم التضامن معهم".
وقال الرئيس التركي إن حزب المعارضة يقوم بدعم الإرهابيين "ويخرج كل يوم ويقوم بتلفيق الأكاذيب ضد هذا النظام الجديد، ويقول إن هذا النظام إنما تسبب في كون رجل واحد يحكم البلاد..".
وأضاف: "أولئك الذين يزعمون أن التعديلات الدستورية تخلق حاكما ديكتاتوريا لا يعلمون عن الديمقراطية شيئا" مشيرا إلى أن زعيم المعارضة ظل يحكم حزبه رغم خسارته لسبع انتخابات حزبية سابقة، وتساءل: "فأين هي الديمقراطية إذن؟".
وشدد على أن "المعارضة في البلاد ليست معارضة قوية".