لا زالت
تسريبات ويكليكس لآلاف الوثائق السرية الصادرة عن وكالة المخابرات الأمريكية (سي أي ايه) تلقي بظلالها على المشهد السياسي في الولايات المتحدة.
وقدم مسؤولان أمريكيان بارزان تقييمها لتلك التسريبات ولموقع ويكليكس كذلك.
فقد أعرب المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، مايكل هايدن، أن موقع "ويكيليكس" يعمل كـ"ذراع" لروسيا، بعد نشر الموقع لوثائق جديدة قال إنها تم تسريبها من داخل الوكالة.
ونشر ويكيليكس، الثلاثاء الماضي، الوثائق قائلا إنها تظهر أن (
سي آي إيه) تتجسس على الناس حول العالم باستخدام تقنيات تتيح لها اختراق أجهزة الهاتف المحمول والتلفاز والكمبيوتر، وقال الموقع إن الوثائق لا تكشف وجود الاختراق فحسب وإنما تدل على تزييف الوكالة له ليظهر وكأنه صادر من روسيا.
وقال هايدن، في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الأمريكية: "أنا الآن قريب جدا من أن ويكيليكس يعمل كذراع أو كعميل لروسيا".
لكن هايدن نفى امتلاكه أي دليل ملموس على اتهامه، وقال: "أنا أفترض ذلك بناء على ما حدث خلال العام الماضي، وبناء على ما يفعله ويكيليكس، هم يدعون أنهم منظمة شفافية، أتمنى أن يدعموا الشفافية في بعض الدول الاستبدادية حول العالم بدلا من التركيز على واحدة من أعظم الديمقراطيات".
وفي السياق ذاته، أكد وزير الدفاع الأمريكي السابق والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه)، ليون بانيتا، أن تسريبات موقع "ويكيليكس" حول وثائق (سي اي ايه) تجعل مهمة أجهزة الاستخبارات الأمريكية أكثر صعوبة وتضعف ثقة أجهزة مخابرات الدول الحليفة في التعاون معها.
وقال بانيتا، في مقابلة مع شبكة (سي ان ان) الأمريكية، إن "هذه التسريبات تدمر بشكل كبير قدرة عناصرنا الاستخباراتية على تنفيذ المهمات المفترض تنفيذها وهي جمع المعلومات من أجل حماية بلدنا"، وأضاف: "عندما تحدث مثل هذه التسريبات فهي لا تدمر فقط المصادر بل أيضا التقنيات المستخدمة ونقل هذه المعلومات إلى الأعداء أمر خطير جدا بالنسبة لقدرتنا على حماية بلدنا".
وحذر بانيتا من أنه "عندما تحدث مثل هذه التسريبات لمعلومات سرية للغاية وترى دول أخرى أن هذا النوع من المعلومات الحساسة يتم تسريبه فيمكن أن يؤثر على علاقتنا بأجهزة الاستخبارات حول العالم لأنهم سوف يصبحون حريصين جدا في مشاركتنا المعلومات الحساسة التي قد نحتاجها كي نكون قادرين على حماية أمننا"، وأضاف: "إنه أمر مقلق جدا أن يتم عرض هذا النوع من المعلومات الحساسة علانية من قبل ويكيليكس وجعل مهمة أجهزتنا الاستخباراتية أكثر صعوبة".