أعلنت إدارة مهرجان "الأقصر الدولي للسينما الأفريقية"، عن تكريم زوجة الممثل الهندي، أميتاب باتشان، النجمة الهندية، جايا بهادوري، كأم مثالية في
مصر، وذلك بمناسبة الاحتفال بيوم الأم، خلال زيارته وأسرته للأقصر، كضيف شرف لمهرجانها، في الفترة من 20 إلى 23 آذار/ مارس الجاري.
واعتبر معارضون للانقلاب العسكري في مصر، أن زيارة باتشان، تأتي في إطار سعي
السيسي لبناء شرعية له، وإرسال رسائل "وهمية" للعالم بأن مصر بلد الأمن والسياحة.
واتهموا أجهزة الاستخبارات المصرية بأنها تسعى لـ"تعويم السيسي" شعبيا وعالميا وبناء شعبية لا تعتمد على واقع الاقتصاد المنهار أو الانقسام السياسي والاجتماعي الذي يواجه المجتمع المصري، وإنما عبر حملات علاقات عامة ينفق عليها ملايين الدولارات، كما تم مؤخرا مع "لوبي صهيوني" بأمريكا، وكما حدث في استقبال فنانين ولاعبي كرة عالميين، بهدف جذب الأنظار لمصر "غير الحقيقية"، وفق وصفهم.
تفاصيل الزيارة
وبحسب صحيفة "الأهرام"، الأربعاء، أعلن رئيس مهرجان "الأقصر الدولي للسينما الأفريقية"، سيد فؤاد، في مؤتمر صحفي، مساء الثلاثاء، تكريم النجم الهندي وزوجته وابنته شويتا باتشان ناندا التي تعمل مذيعة أخبار بالتليفزيون الهندي.
وأشار إلى أن زيارة باتشان تتضمن لقاء صحفيا بمعبد الكرنك لمدة ساعتين لإجراء حوار مع صحفيين وفنانين، وكذلك تكريم زوجته كأم مثالية بمناسبة "عيد الأم"، واصطحابهم في نزهة إلى كل من البر الغربي والشرقي لمدينة الأقصر السياحية الرائعة.
وأضاف أن باتشان سيحضر أحد أفلامه مع جمهور الأقصر، وستعرض له خمسة أفلام، وسيقوم بزيارة المزارات السياحية والمعابد، مؤكدا أن زيارة باتشان للأقصر دفعة كبيرة للسياحة والسينما في مصر.
من جهتها، قالت مديرة المهرجان، عزة الحسيني، في المؤتمر، إن أميتاب باتشان سيحضر إلى الأقصر في 18 آذار/ مارس الحالي، وسيتم تكريمه في حفل الختام باعتباره ضيف شرف الدورة السادسة للمهرجان، ويرافقه في الزيارة زوجته وابنته.
وأضافت أنه سيتم تكريم زوجته "جايا" في احتفالية عيد الأم، التي ستقام يوم 21 آذار/ مارس، قائلة إن جايا جسدت دور الأم على شاشة السينما الهندية، وإنه سيتم أيضا تكريم الفنانة المصرية، رجاء الجداوي، التي برعت في تقديم دور الأم في السينما والدراما المصرية، وذلك بجانب تكريم الأمهات المثاليات بمحافظة الأقصر.
وأردفت أن مهرجان الأقصر في دورته السادسة سينطلق يوم 16 آذار/ مارس بمدينة الأقصر، وتستمر فاعلياته حتى يوم 22 من الشهر نفسه، ويكرم، أيضا، النجمة المصرية نيللي كريم، والفنان المغربي محمد مفتاح، والمخرجين: المصري يسري نصر الله، والموريتاني عبد الرحمن سيساكو، والأنجولية سارة مالدورور.
رسالة ودعم للسياحة
من جانبه، قال السفير الهندي سنانجاي باتشاريا، خلال المؤتمر، إن زيارة أميتاب باتشان إلى الأقصر، بمثابة دعوة لتنشيط
السياحة المصرية، وأنه "خير سفير يمثل بلاده".
وأشار باتشاريا إلى أن الزيارة تأتي متزامنة مع احتفالية "الهند على ضفاف النيل"، التي تربط بين نهر الجانجا والنيل.
إلى ذلك، علَّق الفنان المصري، حسن الرداد، على الزيارة بالقول إنه من عشاق النجم الهندي منذ صغره، وإن أحد أفلامه، وهو "مارد" قد شاهده أكثر من مائة مرة، ويحفظ أغنيات الفيلم كاملة.
وألمح الرداد إلى أن باتشان يعشق مصر، وقد زارها أكثر من مرة، لكن زيارته في هذه الفترة الزمنية، التي تمر بها مصر، تعد مهمة للغاية، ورسالة للعالم، بأن مصر سيدة المنطقة العربية، وفق تعبيره.
الزيارة الثالثة
وتُعد زيارة باتشان لمصر الثالثة، إذ زار القاهرة في عام 1991، من أجل حضور مهرجان القاهرة السينمائي، وأحدثت زيارته وقتها ضجة كبيرة، وخرج عدد كبير من المصريين لاستقباله بمطار القاهرة.
ثم زار مصر للمرة الثانية في آذار/ مارس 2015، في إطار خطة تنشيط السياحة المصرية تحت عنوان "الهند على ضفاف النيل"، واستغرقت الزيارة أياما عدة، وأعرب وقتها عن سعادته بزيارة مصر بعد غياب 24 عاما.
وتأتي هذه الزيارة الثالثة للنجم الهندي إلى مصر، في أعقاب اختتام النجم الأمريكي ويل سميث زيارة إلى القاهرة يوم الأحد الماضي.
وقالت وزارة الآثار المصرية، في بيان لها، إن زيارة ويل سميث جاءت دعما لحركة السياحة الوافدة إلى مصر، والترويج للمناطق الأثرية بها.
كما زار النجم الأرجنتيني، لاعب نادي برشلونة الإسباني، ليونيل
ميسي، مصر في أواخر شهر شباط/ فبراير الماضي، لمدة يوم واحد، للترويج للسياحة العلاجية من خلال حملة ضد مرض "فيروس سي".
لكن تقارير إعلامية أكدت فشل زيارة ميسي، في تحقيق فائدة تُذكر للسياحة المصرية، على الرغم من المبلغ الطائل الذي تلقاه مقابلا لها، لا سيما مع الخطأ الكارثي، الذي ارتكبه وزير الآثار المصري الأسبق، زاهي حواس.
وكان حواس قد رافق ميسي في زيارته لمنطقة الأهرامات، لكنه وصفه بـ"الأهبل"، في أحد تصريحاته. وعلى الرغم من تعميمه اعتذارا عن هذا التصريح إلا أنه لم يفلح في محو آثاره السلبية على الزيارة ونتائجها وحتى السياحة العلاجية نفسها.
ويعاني قطاع السياحة المصري، المصدر المهم للعملة الصعبة منذ سنوات، بفعل القلاقل التي أعقبت ثورة 25 يناير، والتفجير المحتمل لطائرة روسية في سيناء عام 2015، ومقتل 224 شخصا كانوا على متنها، فضلا عن الآثار المدمرة للانقلاب العسكري الدموي على البلاد، وتعليق الرحلات الروسية إلى مصر، والبريطانية إلى منتجع شرم الشيخ.