كشف ضابط مسؤول عن حراسة السجون في مدينة
الزنتان (جنوب غرب العاصمة طرابلس)، أن سيف الإسلام
القذافي، خارج السجن، لكنه موجود داخل التراب الليبي، وأن "أكثر من ثلثي الشعب الليبي مؤيدون له ولنظام والده بعد تدهور الوضع في البلاد"، بحسب تصريحات تلفزيونية له.
واعتبر العقيد العجمي العتيري، وهو آمر كتيبة أبو بكر الصديق، المسؤولة عن تأمين السجون بالزنتان، أن "سيف القذافي سيكون له دور كبير جدا في توحيد الصف الليبي"، على حد تعبيره.
وكان العتيري قد قال في تموز/ يوليو الماضي، إن "قانون العفو العام الذي أقر مؤخرا في
ليبيا، جرى تنفيذه على سيف القذافي، دون نفي أو تأكيد مغادرة سيف السجن".
وألقي القبض على سيف الإسلام القذافي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، في جنوب ليبيا، على يد إحدى الكتائب المسلحة التابعة للزنتان، أثناء محاولته الفرار إلى خارج ليبيا. وهو يخضع، مع 36 مسؤولا سابقا في نظام لقذافي، للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال قمع ثورة شباط/ فبراير 2011. وأصدرت محكمة جنوب طرابلس في تموز/ يوليو 2015، أحكاما بالإعدام بحق المتهمين، ويجري حاليا استئناف الأحكام.
اللجوء إلى روسيا
ونشر موقع "عربي21"، تقريرا مترجما عن صحيفة "كورياري ديلا سيرا" الإيطالية، جاء فيه سيف القذافي رفض عرضا مقدما من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له باللجوء إلى روسيا، بعد محاولات من قبل والدته، صفية فركاش، بإقناعه بقبول العرض، خلال زيارته في منزل يقيم في الزنتان، مؤكدا أنه "لا يثق ببوتين، ولم يعد يثق في أحد".
اقرأ أيضا: صحيفة إيطالية: لماذا رفض نجل القذافي عرض بوتين للجوء؟
من جهته، قال المحامي من الجنوب الليبي، طاهر النغنوغي، إنه "ليس من حق الشرطة القضائية أو جهة الحماية أن تصدر أحكام بالعفو أو البراءة أو أي حكم كان".
وأضاف لـ"عربي21": "العقيد العتيري مكلف فقط بالحماية، وليس مكلفا بدائرة قضائية للفصل في قضية سيف القذافي، والقضاء وحده هو المختص، ولا يحق لأي جهة التدخل في اختصاص القضاء"، كما قال.
عودة مستحيلة
من جهته، أكد الكاتب الصحفي الليبي المقيم في بريطانيا، عبد الله الكبير، أنه "من المستحيل عودة سيف القذافي إلى المشهد السياسي، ويكفي أن نتخيل انتقامه من قتلة والده حين يمسك بزمام السلطة حتي نستبعد فكرة عودته تماما"، على حد تعبيره.
وتابع: "بخصوص تأييد ثلثي الشعب الليبي له، كما قال العتيري، فهذا مجرد فكاهة أخرى تشبه فكاهة تأييد ثلثي الشعب الليبي لحفتر، ما جعلنا نشك في وجود عدة شعوب ليبية وليس شعب واحد".