قال الكاتب
الإسرائيلي، عاموس هرئيل، إن الأوضاع الإنسانية في
غزة، لا تزال مهيأة لنشوب مواجهة جديدة، وتشبه إلى حد كبير الأوضاع التي سبقت الحرب الأخيرة، التي حذر منها منسق أعمال الحكومة اللواء إيتان دانغوت، واللواء يوآف مردخاي، قبل عام ونصف من الحرب.
ولفت في مقاله المنشور في صحيفة "هآرتس" إلى أن المصاعب اليومية في قطاع غزة كالقنبلة الموقوتة، التي من شأنها دفع حركة
حماس إلى صدام جديد مع إسرائيل، ولا يستطيع رئيس الوزراء حينها القول إنه لم يعرف بذلك، بحسب تعبيره.
وتابع: "في تقرير المراقب عن الحرب التالية لن يكون هناك تقصير في عدد المرات التي طرح فيها الوضع الإنساني في القطاع من أجل البحث في الكابنيت. ففي إسرائيل يعرفون جيدا تقرير الأمم المتحدة الذي يدعي أنه حتى العام 2020 سيصبح القطاع مكانا مشكوكا فيه أن يكون مناسبا لحياة الإنسان. بل إن رئيس شعبة الاستخبارات اللواء هيرتسي هليفي قال أول أمس في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست إن قطاع غزة يعيش أزمة اقتصادية شديدة".
وكان مراقب الدولة، يوسف شبيرا، هاجم في التقرير الكابنيت الإسرائيلي كونه لم يبحث على الإطلاق بديلا سياسيا للحرب، ولم يكن البديل السياسي بحسب المراقب عقد اتفاق سلام مع "حماس"، بل كان يتحدث عن تسهيلات لتخفيف الأزمة في القطاع.
وأضاف: "أما اقتراح الوزير إسرائيل كاتس لإقامة ميناء في غزة على جزيرة اصطناعية أمام القطاع، فقد أغرق منذ الآن، حتى لو عاد كاتس للحديث عنه هذا الأسبوع في أعقاب نشر التقرير. أفكار أخرى، كنشر شرطة من السلطة الفلسطينية على معابر الحدود في القطاع، للسماح للسلطة بموطئ قدم متجدد في غزة، رفضت هي الأخرى، فنتنياهو يخشى من ذلك وكذا السلطة وحركة حماس بعيدتان عن الحماسة. في هذه الظروف يوجد احتمال معقول في أن تكون غزة تسير نحو انفجار آخر".
على الجانب الأزرق
ويتابع المقال: "إحدى النقاط العمياء لرجال الاستخبارات عند تحليلهم التطورات المحتملة، ترتبط دوما بالصعوبة في شمول ما يحصل في الجانب (الأزرق) في السيناريوهات، الجانب الإسرائيلي، مقارنة بالخصم، الجانب (الأحمر). فمعظم رؤساء جهاز الأمن في الحرب الأخيرة يتفقون اليوم على أن الخطوات الإسرائيلية، مثل استمرار الحصار ورفض السماح بنقل الرواتب لموظفي حركة حماس في القطاع، ساهم مساهمة معينة في الاشتعال، وتضيف شعبة الاستخبارات فتدعي أن قادة حركة حماس لم يرغبوا في الحرب بل انجروا إليها، نظرا لأنهم لم يفهموا نوايا إسرائيل".
ولفت إلى أن تغيران هامان حدثا في الجانب الإسرائيلي.. الأول؛ يتعلق برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي ينفر من المغامرات العسكرية، لكنه بنفس الوقت تحت ضغوطات أكثر من الماضي، أهمها التحقيقات الجنائية ضده، والشبهات ضد عائلته، والتوتر بينه وبين أحزاب الائتلاف وفي داخل الليكود نفسه..
والتغير الثاني؛ يتعلق بوزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، الذي كان يهدد إسماعيل هنية قبل ساعات من تسلم مهامه وزيرا للدفاع، لكنه منذ دخل إلى مكتب الوزير غير نبرته واكتسى مسحة معتدلة.. وفي كل مرة ينجرف فيها نتنياهو بالتهديد يكون ليبرمان "المهدئ الوطني".
وتابع هرئيل بأن الإغراء بتغيير حكم حركة حماس في غزة يرتبط بالوضع العالمي؛ "ست سنوات من الهزات والحروب الأهلية في العالم العربي، أعمال الفظائع في سوريا وفي اليمن، الانتصار المفاجئ لدونالد ترامب في الانتخابات للرئاسة الأمريكية وسلسلة معارك انتخابية في أوروبا تحتمل فيها إنجازات لأحزاب اليمين المتطرف. ظاهرا، هذا مناخ دولي كفيل بأن يكرس إنصاتا أقل وتنديدات أقل لخطوات إسرائيلية في القطاع".
وعن أي دخول بري إلى القطاع في أي حرب قادمة، قال الكاتب إن هذا سيترافق مع مخاطر كبيرة على الجنود، فهنالك ينتظرهم أنفاق ومقاتلون وانتحاريون وعبوات ناسفة وقناصة، إلى جانب أن قدرة الإسرائيليين على قبول خسائر عسكرية جديدة تتناقص مع الأيام.
وختم الكاتب بأن "فكرة إعادة احتلال القطاع سيئة، مقتبسا من كلام وزير الحرب السابق، موشيه يعلون، بأنه لو سقطت حركة حماس في غزة عام 2014، لنزفت إسرائيل شهورا طويلة في غزة، وإن من يظن أن محمد دحلان أو غيره يمكنه حكم غزة فهو واهم".