وصل وفد أمريكي يضم أعضاء في الكونغرس إلى "
إسرائيل" الجمعة، لبحث
نقل السفارة الأمريكية من "
تل أبيب" إلى مدينة
القدس المحتلة، وهو ما ينذر بدخول الحرب على القدس والأقصى "مرحلة مفصلية" وفق مختصين.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن الوفد الذي وصل من اللجنة الفرعية للأمن القومي التابعة لمجلس النواب الأمريكي، قدم إلى "إسرائيل" من أجل "إجراء فحوصات دقيقة على الصعيدين الميداني والسياسي؛ لعملية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس" بحسب موقع "i24" الإسرائيلي الذي أشار إلى أن "زيارة الوفد لإسرائيل تستمر لـ24 ساعة".
وأفاد الموقع بأن من بين أعضاء الوفد؛ رئيس اللجنة الفرعية رون دا سانتوتس، وعضو الكونغرس دينس روس، لافتا إلى أن الوفد "سيلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين على علاقة بالوضع في القدس، وسيجري جولة ميدانية في عدد من المواقع داخل مدينة القدس".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، قد وعد خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس، وهو ما أثار ردود فعل فلسطينية غاضبة، في الوقت الذي رحبت فيه "إسرائيل" بهذه الخطوة التي طالما طالبت بها.
ولفت الموقع الإسرائيلي إلى أن "مقربين من ترامب أكدوا عزمه على تنفيذ وعده بنقل السفارة"، وهو ما دفع برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى إرسال رسالة لترامب، شرح فيها مخاطر نقل السفارة إلى القدس.
الحرب على القدس
وقال المحامي المختص في الشأن المقدسي، خالد زبارقة، إن "الحرب على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك بدأت تدخل مرحلة جديدة جدا، وهي مرحلة أكثر وضوحا وشراسة، وستكون مفصلية".
وأكد لـ"
عربي21" أن "كافة الدلائل والمؤشرات تؤكد أن الحرب على القدس هي حرب دولية يقودها المشروع الصهيوني الصليبي العالمي"، وقال: "لقد التقت إرادة المشروع الصهيوني بإرادة المشروع الصليبي في الإدارة الأمريكية الحالية، من أجل إتمام السيطرة على المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة".
وبيّن زبارقة أن "الحرب على القدس والأقصى هي حرب تنبع من منطلقات عقائدية دينية"، مشيرا إلى أنها "تجري في ظل صمت رسمي عربي، وبالتزامن مع عملية تغييب ممنهج للشارع العربي عن مسرح الأحداث من قبل الأنظمة الحاكمة".
وحول زيارة اللجنة الأمريكية لـ"تل أبيب" قال إنها "تدل على النوايا الحقيقية للإدارة الأمريكية في نقل السفارة وحسم قضية القدس"، مؤكدا أن "ما تقوم به أمريكا اليوم؛ هو تجاوز وانتهاك وخرق خطير جدا لكل منظومة الشرعية الدولية".
وأضاف زبارقة أن "الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب وعبر هذه السياسة؛ تعمل على دعم ونشر الفوضى في العالم أجمع من منطلق خدمة أجندتها العقائدية في ما يخص القدس والأقصى"، لافتا إلى أن "الشرعية الدولية اليوم على مفترق طرق، إما أن تنتصر لنفسها وللأمن والسلم الدوليين، أو أن تكون أداة طيعة في يد المشروع الصهيوني والصليبي؛ عبر نشر الفوضى في العالم من خلال سياسات عدوانية متطرفة".
اقتراب نقل السفارة
من جانبه؛ رجح المختص في الشأن الإسرائيلي، مأمون أبو عامر، أن "ترامب يسير في اتجاه نقل السفارة خلال المرحلة المقبلة"، معتبرا أن "حالة الانشغال العربي وعدم اهتمام الزعماء العرب بهذه القضية؛ ربما شجعه على ذلك".
وأشار في حديثه لـ"
عربي21" إلى أن "ترامب وعد نتنياهو خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، بمناقشة تداعيات نقل السفارة مع بعض الزعماء العرب والمسؤولين الأمنيين الأمريكيين، ومدى تأثيرها على المصالح الأمريكية في المنطقة".
وحول كيفية مواجهة سعي الاحتلال لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس؛ لفت أبو عامر إلى أهمية "إفساح المجال أمام التحرك الشعبي؛ الفلسطيني والعربي والإسلامي؛ لأنه يمثل وسيلة ضغط كبيرة ومؤثرة على الاحتلال، الذي قد يطلب تأجيل نقل السفارة الأمريكية لعدم رغبته في توتير الأوضاع، وخاصة في الداخل المحتل".
وأصدرت محكمة إسرائيلية الأحد الماضي، قرارا يجرم كل من يمنع يهوديا من الدخول إلى المسجد الأقصى، معتبرة أنه "مكان مقدس لليهود"، ما دفع جامعة الدول العربية إلى إدانة هذا القرار، ووصفه بأنه "تطور خطير" في سياسة الاحتلال تجاه المقدسات الإسلامية.