هاجمت الجريدة الفرنسية الواسعة الانتشار "LE MONDE" المحيط
الملكي وصديق الملك الجديد الميلياردير "عزيز أخنوش"، الذي أصبح رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار واتهمته بالوقوف وراء عرقلة تشكيل
الحكومة.
وقالت "لوموند" في "بورتريه" نشرته الثلاثاء: "يصفه البعض رجل (المرحلة)، وعند آخرين (رجل البلاط)، أصبح الملياردير عزيز أخنوش (56 سنة) في غضون أشهر قليلة واحدا من أكثر الرجال نفوذا في السياسة
المغربية. يملك ثورة ضخمة ووزيرا للفلاحة منذ سنة 2007".
وتابعت الجريدة: "بعد توليه رئاسة حزب (التجمع الوطني للأحرار)، أصبح أخنوش يقف في قلب (البلوكاج) الذي يعرقل تشكيل الحكومة ويضع البلاد أمام أزمة سياسية حقيقية".
وأضافت: "منذ خمسة أشهر، ورئيس الحكومة عبد الإله بن كيران غير قادر على تشكيل حكومة ائتلافية، رغم أن حزبه (العدالة والتنمية) الذي يقوده بنكيران قد حاز المرتبة الأولى في انتخابات 7 تشرين الأول/أكتوبر بـ 125 مقعدا من أصل 395، ولم يحصل على الأغلبية، وكل محاولات التحالف باءت بالفشل إلى حد الآن".
وزادت: "من موقعه على رأس (الأحرار)، استطاع عزيز أخنوش أن يشكل تحالفا من الأحزاب سمح له أن يجعل
ابن كيران ينتظر طويلا ليمنحه عرضا أقل مما كان يتوقع".
وسجلت: "في الحقيقة فإن صعود الرجل المقرب من الملك، هو محاولة جديدة من
القصر لمواجهة نفوذ الإسلاميين الذين فازوا للمرة الثانية منذ الانتخابات التشريعية لـ2011".
وأوضحت أن "بروز عزيز أخنوش إلى واجهة المشهد السياسي حمل مفاجأة كبيرة، حيث اشتهر الرجل بنجاحه في مجال الأعمال، وحقق ثروة كبيرة منذ توليه تسيير شركة لتوزيع المحروقات في المغرب، وهي شركة (إفريقيا) التي حصلت على رخصة التوزيع منذ الاستقلال".
وقالت: "عمل أخنوش على تنمية مجموعته القابضة (أكوا) التي أصبحت تضم 60 مقاولة في مجال الطاقة، والإعلام، والعقارات، وتحقق رقم معاملات سنوي يقدر بـ2.5 مليار يورو، وحسب مجلة (فوربيس) تبلغ ثروة عزيز أخنوش 1.4 مليار دولار، مما يجعله واحدا من أغنى الرجال في المملكة".
وزادت أن "الملك عين في 2007 التكنوقراط عزيز أخنوش على رأس وزارة الفلاحة، ليتفاجأ عامة المتتبعين من وصول أخنوش إلى رئاسة حزب (التجمع الوطني للأحرار) في تشرين الأول/أكتوبر، بعد أسابيع قليلة من إجراء الانتخابات".
ومضت تقول إن أخنوش كان قد ترك الحزب في أواخر 2011، الذي يرأسه حاليا، أو قام بتعليق عضويته حسب ما يدعي، لأن (الأحرار) رفض أن ينضم إلى حكومة بن كيران، في الوقت الذي كان فيه أخنوش على وشك إعادة توليه لمنصب وزير الفلاحة".
ونقلت عن أحد الخبراء المختصين قوله: "إلى حدود الآن، فإن محاولات القصر لمواجهة الإسلاميين باءت بالفشل، لأن حزب (الأصالة والمعاصرة) بقيادة إلياس العمري، الذي أسسه صديق ومستشار الملك فؤاد عالي الهمة، لم يفز بالمرتبة الأولى في الانتخابات".
وتابعت الجريدة نقلا عن الخبير: "مقارنة بالعماري، فإن أخنوش أكثر منه لطفا ومهذب وتوافقي". حيث يطمح حزب (الأعيان) إلى أن يصبح حزبا جماهيريا، بعد أن تراجعت مقاعده في البرلمان من 57 إلى 37 مقعدا".
وشددت على أن "عزيز أخنوش يتمتع بشعبية كبيرة في منطقة سوس ماسة التي يتحدر منها، كما أنه من الصعب تحديد منذ متى أصبح قريبا من الملك، لكن علاقتهما أضحت جلية عندما عين وزيرا للفلاحة".