نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للكاتب مايكل غوردون، يتحدث فيه عن الدور الذي تؤديه القوات الأمريكية في مدينة
الموصل العراقية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه بعد أسبوع من بدء القوات العراقية بالدفع نحو غرب الموصل، فإن قوة أمريكا النارية تؤدي دورا مهما في تخفيف المقاومة من
تنظيم الدولة، لافتا إلى أن أصوات القنابل المدوية في حمام العليل على نهر دجلة، والمقذوفة من مدافع الهاوتز، هي مجرد جزء من المشاركة العسكرية الأمريكية.
وينقل الكاتب عن الكابتن جيفري روس، الذي يقود وحدة المدفعية، قوله إن جنوده انشغلوا أكثر مما كان يتوقع، ويضيف روس في الوقت الذي أطلقت فيه مدافعه قذيفة أخرى باتجاه الموصل، التي تبعد 15 ميلا باتجاه الشمال الغربي، أن "حجم إطلاق النار أكثر مما توقعنا عندما غادرنا معسكر فورت هود".
وتذكر الصحيفة أن وحدة من الجيش الأمريكي تقوم بإطلاق صواريخ "هيمارس"، الموجهة بالأقمار الصناعية، في مطار القيارة العسكري، الى الغرب، الذي أصبح قاعد عسكرية عراقية مزدهرة على بعد 40 ميلا جنوب الموصل، مشيرة إلى أن طائرات الأباتشي، التي تحمل صواريخ "هيلفير" تقف جاهزة للانطلاق في مهمات من القاعدة العسكرية، بالإضافة إلى الغارات الجوية من التحالف الذي تقوده أمريكا، باستخدام الطائرات والطائرات دون طيار، حيث قام التحالف بمجموعة هجمات على الموصل وحولها يوم السبت، بعضها تم فيها إلقاء عدة قنابل.
ويلفت التقرير إلى أن كثافة النيران، والقرار الأمريكي بوضع مستشارين أمريكيين على الأرض أقرب من ساحة القتال، بالإضافة إلى الجهود المصممة للقوات العراقية ذاتها، أسفرت عن مكاسب ملحوظة، مشيرا إلى أن قوات الشرطة الفيدرالية قامت بتأمين مطار الموصل، في الوقت الذي قامت فيه القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب بالسيطرة على قاعدة عسكرية قريبة الأسبوع الماضي.
ويبين غوردون أنه "تمت السيطرة على تلك الأراضي مقابل ثمن، حيث قتل 4 عراقيين، وجرح 53 يوم الجمعة، بحسب مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه، ليتحدث عن الإحصائيات التي لم ينشر أي منها رسميا، وهذا جزء قليل مما يقارب 500 قتيل وثلاثة آلاف جريح هي حصيلة خسائر الجيش العراقي في عملية استعادة شرق الموصل خلال هجوم سابق دام مئة يوم".
وتستدرك الصحيفة بأن أصعب جزء في المعركة هو القتال من بيت إلى بيت في الأزقة الضيقة في المدينة القديمة في غرب الموصل، الذي لا يزال ينتظر، بالإضافة إلى أن تكتيكات تنظيم الدولة تزيد من التحدي، لافتة إلى أنه بتشجيع من الأمريكيين، فإن الاستراتيجية العراقية ارتكزت على الهجوم من أكثر من محور لخلق مشكلات للإرهابيين، إلا أن تنظيم الدولة رد بأن ركز على الجبهة التي ظن أنها خط الهجوم الرئيسي.
وينوه التقرير إلى أن التنظيم قام بأسلوبه، الذي يعتمد على الهجمات المركبة، بإرسال طائرات دون طيار، تحمل قنابل، وفي الوقت ذاته قصفت بالهاون، بالإضافة إلى أنه استخدم الانتحاريين، وهي الوسيلة البدائية لإيصال القنابل إلى أهدافها بدقة.
ويقول الكاتب إن "طائرات تنظيم الدولة أفزعت الجيش العراقي، حيث كانت تحلق فوقهم بأسراب من ثلاث أو خمس طائرات في آن واحد، ولم يجد لها العراقيون ولا الأمريكيون حلا، وليس من السهل إسقاطها، بالإضافة إلى أن محاولة التشويش عليها قد تشوش على اتصالات الجيش العراقي ذاته".
وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الأمريكي استخدم القوة النارية التي يمتلكها للتخفيف من مشكلة تلك الطائرات بالطريقة ذاتها التي استهدفت مراكز تفخيخ السيارات وفرق الهاون ومواقع القيادة، مشيرة إلى أن القوات الأمريكية أعلنت يوم السبت أنها ضربت "منطقة إطلاق" للطائرات دون طيار ومخبأ للأسلحة.
ويفيد التقرير بأن قاعدة القيارة، التي كانت تعرف باسم قاعدة صدام حسين الجوية، تعد قاعدة محورية في الهجوم على الموصل، حيث تم إصلاح المدارج بعد ان تمت استعادة القاعدة من تنظيم الدولة في تموز/ يوليو، لافتا إلى أن المهندسين العسكريين الأمريكيين قاموا بإصلاح القاعدة، ما يجعلها مركز لوجيستيا مهما.
ويورد غوردون أن الملازم أول ماري فلويد، التي نشأت في جنوب كاليفورنيا، تقود الوحدة التي تطلق صواريخ "هيمارس" من القاعدة، التي ساعدت في تدمير بناية من خمسة طوابق، تقول القوات الأمريكية إن تنظيم الدولة كان يستخدمها مركزا للقيادة، منوها إلى أن فلويد تقول إن وحدتها أطلقت الصواريخ على مدى الأسبوع الماضي تجاه الموصل من 10 إلى 20 مرة.
وتجد الصحيفة أن "إطلاق الصواريخ على مدينة كثيفة السكان أمر صعب، لكن لكون هذا النوع من الصواريخ يتم ضبطه عن طريق الأقمار الصناعية، ويهاجم بشكل عمودي، ويحمل رأسا حربيا خفيفا نسبيا، فإن هذا جعل الجيش يلجأ إليه في حروب المدن، بما في ذلك معركة الرمادي عام 2006، وفي محاولة السيطرة على شارع حيفا في بغداد عام 2007".
ويكشف التقرير عن أن أمريكا ليست الوحيدة التي تدعم الحكومة العراقية باستخدام المدفعية، بل هناك مدفعية فرنسية نشيطة أيضا.
ويشير الكاتب إلى أن القوات العراقية استعادت حمام العليل من تنظيم الدولة في تشرين الثاني/ نوفمبر، ووجد قبر جماعي لضحايا تنظيم الدولة بالقرب من الكلية الزراعية، وتخيم فيه اليوم قوات مدفعية أمريكية تنتظر الأوامر بالقصف.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الكابتن روس رفض الإفصاح عن عدد القذائف التي أطلقتها وحدته، لكنه قال إنهم جاهزون للقصف ليلا أو نهارا، مشيرا إلى أن المدينة كلها تقع ضمن مدى مدفعيتهم.