نشرت صحيفة "كورياري ديلا سيرا" الإيطالية تقريرا، تحدثت فيه عن رفض سيف الإسلام
القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، عرض
بوتين له باللجوء إلى
روسيا، علما أن أمه، صفية فركش، قد قبلت بهذه الدعوة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أرملة القذافي، قد انتقلت إلى المنزل الذي يعيش فيه ابنها تحت الإقامة الجبرية، في مدينة
الزنتان، بغية إقناعه بالعرض الذي تقدمت به روسيا، ولكنه لم يقبل بذلك، وأكد أنه "لا يثق ببوتين، ولم يعد يثق في أحد".
وذكرت الصحيفة أن سيف الإسلام يخاف على أمواله من القوى الخارجية، ومن بينها روسيا، بالقدر الذي يخاف به على حياته. ومن جهته، يهدف بوتين، من خلال عرضه هذا، إلى تعزيز مصالح روسيا في
ليبيا. كما تعي عائلة القذافي أيضا أن التقرب من سيف الإسلام، هو المنفذ الوحيد لاسترجاع السلطة، وفق الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن روسيا تعتقد أن سيف الإسلام له علم بكل الأرصدة الكبيرة التابعة لعائلته التي توجد خارج ليبيا.
وقد كشف هذا العرض بعض الموالين للقذافي، الذين حلوا مؤخرا ضيوفا على روسيا، وذلك خلال مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية، لكن ليس هناك أي تأكيد رسمي حول هذا الأمر حتى الآن.
وأوضحت الصحيفة أنه في حال تم ثبوت صحة هذه المعلومات، فإن ذلك قد يساهم في تأكيد صحة التوقعات بشأن الخطة التي شرعت روسيا في تنفيذها في ليبيا، خلال الأشهر القليلة الماضية، فضلا عن أن ذلك سيؤكد أن الكرملين قد نجح في بلوغ أهدافه، وسط غياب الولايات المتحدة وتغاضي الاتحاد الأوروبي.
وبيّنت الصحيفة أن روسيا قد سعت إلى التقرب من الجنرال خليفة حفتر في مرحلة أولى؛ ولذلك، وقع الكرملين جملة من اتفاقيات النفط. أما اليوم، فتسعى روسيا إلى التفاوض مع المليشيات المسيطرة على مدينة الزنتان، والموالية لحفتر، بشأن إطلاق سراح سيف الإسلام.
وفي هذا الصدد، أشارت الصحيفة إلى أن السلطات في مدينة الزنتان تشهد انقساما حادا، بسبب الاختلاف حول مصير سيف الإسلام. ففي سنة 2015، رفضت مليشيات المدينة تسليمه إلى محكمة طرابلس، قبل أن يصدر حكم غيابي بالإعدام في حقه. مع ذلك، لا يزال الاختلاف قائما بين كتيبة أبو بكر الصديق، المستعدة لإطلاق سراحه، وأعضاء المجالس البلدية، الذين يرفضون ذلك، حيث يخشون على مكانتهم وصورتهم العامة أمام الليبيين.
وقال القائد السابق للكتائب الثورية، إبراهيم المدني، إن سيف الإسلام يرفض ترك مدينة الزنتان، مهما كانت الأسباب.. هنا هو يشعر بالأمان أكثر". وأضاف المدني: "لقد صدرت مذكرة توقيف دولية بخصوص سيف الإسلام، وهو يعي جيدا من يسعى لتسليمه إلى محكمة لاهاي، في حال التراب الليبي".