من كتابي الجديد «روزنامة» الذي سيصدر - بحول الله - مطلع الشهر القادم، قطفت لكم فاكهة هذا الأسبوع، والتي أرجو أن يروق لكم طعمها.
(أ)
عندما تُدخل يدك في فرن الكتابة..
لا تصرخ لأن إحدى أصابعك لسعتها فكرة ساخنة!
الذي يحسب عدد أصابعه قبل الكتابة..
يخرج بعد الكتابة: بأصابع كاملة وكلمات ناقصة!
(ب)
العبد الذي سُبي: يُباع ويُشترى في أسواق النخاسة رغمًا عن إرادته المسلوبة.
الخائن: يذهب إلى أسواق النخاسة بإرادته ليعرض نفسه لمن يدفع أكثر!
الخائن لم - ولن - يكون حرًا أبدًا.. حتى وإن ظن ذلك.
(ج)
الحكمة الفاسدة تقول لكم: ارتكب الفساد فـ سَـاد!!
(د)
تعرف هذه اللوحة الإرشادية المرورية (قف - STOP) تلك التي تراها في الشارع؟
ما الذي يجعلك تحترمها، وتنفذ أمرها، وتقف؟!
هي مجرد لوحة معدنية رخيصة..
ربما: تحترم (النظام) الذي وضعها..
أو: تخاف من السلطة التي تحميها..
أو: تهاب (العقوبة) التي ستأتيك لو لم تنفذ أمرها.
كم (قف) موجودة في حياتك، ولا تراها، لأنها لم تكتب على لوحة معدنية؟!
(هـ)
وجود مفردة «ذكر» في خانة: نوع الجنس..
هذا ليس كافيا لكي تكون رجلا حقيقيا!
(و)
غسيل المعدة: يعني إصابتك بالتسمم.
غسيل الأموال: يعني ارتكاب جريمة.
غسيل المخ: يعني اختطاف العقل.
غسل بعض الأشياء لا يعني نظافتها!
(ز)
الجوع يبتكر أخلاقه!
وتقلّب الحالة الاقتصادية لأي مجتمع بإمكانها أن تعيد تشكيل وعيه وطباعه وأخلاق الشارع.
الطباع تتغيّر، والكلمات- ومعانيها - تتغيّر، وأخلاق الناس تتغيّر مع تغيّر حجم الرغيف..
طباع الجائع سيئة.. وطباع المتخم من الطعام أسوأ!
قلت سابقاً:
إنني لا أحبُّ الحديث في السياسة، ولكن.. ماذا أفعل و«السياسي» هو مَن يُحدِّد شكل وحجم الرغيف، وسعره، ومقدار الملح فيه.. وموعد وصوله إلى مائدتي؟!
(ح)
الرأي العام:
رأي يقوم الذين يمتلكون المنابر بتشكيله وتحديده وتوجيهه..
وتظن الأغلبية أنه «رأيها»!
(ط)
في التنس.. أنت تحتاج إلى ملعب.
في كرة القدم.. أي شارع بإمكانه أن يتحوّل إلى ملعب.
التنس لعبة أولاد الأثرياء الذين يولدون ويجدون الملعب في باحة المنزل.
كرة القدم لعبة الفقراء: عارضة خشبية وكرة.. ويتحوّل المكان إلى ملعب.
التنس لعبة أنانية، الفريق: أنت.. وحدك!
في كرة القدم لا بد من الفرقة والرفقة.
الحياة ليست مباراة كرة تنس.. تلعبها لوحدك.
الحياة: أشبه بمباراة كرة قدم!
(ي)
كم هو قاس ومؤلم أن تكتشف في آخر العمر أنك لم تكن:
سوى «جندي» صغير في لعبة شطرنج كبرى!
(ق)
تخبرني عن كل الأهداف الرائعة التي سنصل إليها.. ولكنك تنسى أن تدلني على الطرق الآمنة.
في كل زاوية أرى هذه اللوحات:
- منعطف خطر!
- قف.
- ممنوع التجاوز.
- الطريق مغلق للصيانة!
- ممنوع الدوران!
أحتاج إلى لوحة تقول لي: كل الدروب الحرة ممهدة أمامك.. رافقتك السلامة.
(ل)
الجنون- في بعض صوره- هو:
أفكار تحرّرت من معتقل العقل، ولم يستوعبها الفهم السائد!
(م)
امتلاكك لهذا الكم الهائل من
المعلومات لا يصنع منك مثقفاً..
الثقافة هي أن تُشكل من تلك
المعلومات: رأياً، وتتخذ: موقفاً.
مثقف بارد..
من يظن أن القراءة- وحدها- هي التي ستشكله ثقافياً!