قالت مصادر محلية في مدينة
الموصل اليوم الخميس، إن قوات أمنية تمنع سكان سبعة من أحياء الجانب الشرقي المحرر من مغادرة منازلهم مهما كان السبب، مهددة بقتل أو اعتقال من يخالف أمرها.
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن عدة مصادر من داخل المدينة طلبوا عدم نشر أسمائهم خوفا على حياتهم، إن قوات يرتدي عناصرها الزي العسكري، وتستقل سيارات حكومية لا تحمل لوحات رقمية، تمنع أهالي أحياء النبي يونس، والجزائر، ونينوى الشرقية، ونينوى الغربية، وكراج الكوير، وكراج الشمال، وباب شمس، من الخروج من منازلهم، وتهدد المخالف منهم بالقتل أو الاعتقال.
وأضافت أن سبب هذا المنع غير معروف حتى الآن، إلا أن إطلاق عناصر من هذه القوات، وعبر مكبرات الصوت، عبارات طائفية والاعتداء على المدنيين بالشتم، يثير الشكوك بأن تلك الأفعال "انتقامية بهدف المساس بكرامة المدنيين"، وفق المصادر نفسها.
وأوضحت المصادر أن أغلب العائلات في الأحياء المحاصرة لا تمتلك الغذاء والماء الكافي؛ لأنها لم تكن مستعدة لهذا الحصار، محذرة من وقوع كارثة في حال استمر الوضع على ما هو عليه لفترة أطول.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات
العراقية حول ما ذكرته تلك المصادر.
من جانب آخر قال النقيب شامل عبد العزيز العكيدي، من قوات جهاز مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الدفاع، في تصريح صحفي إن "قوة من جهاز الأمن الوطني التابع للداخلية، تساندها قوة قتالية من قوات جهاز مكافحة الإرهاب، طوقت أحياء النور والبكر والقاهرة شرق الموصل، فجر اليوم، ونفذت عملية دهم وتفتيش دقيقة للدور السكنية، وأجرت عملية تدقيق أمني لسكان تلك الأحياء".
وأضاف العكيدي أن "العملية أسفرت عن اعتقال 32 شخصا ظهرت أسماؤهم في قاعدة البيانات والمعلومات التي تمتلكها القوات الأمنية عن أسماء عناصر التنظيم (داعش) وخلاياه النائمة والمؤيدين له".
وبين أنه "جرى نقل المعتقلين إلى مقر جهاز الأمن الوطني جنوب الموصل للتحقيق معهم، والحصول على معلومات خاصة تساعد في الوصول إلى العناصر التي تحاول زعزعة استقرار الأمن في المناطق المحررة".
وشدد العكيدي على أن "الحملات الأمنية ستتواصل، وبشكل أوسع، للإسراع في القضاء على بقايا التنظيم.. وقد تطور بنحو واضح تعاون الأهالي مع القوات وتزويدها بالمعلومات الاستخباراتية الدقيقة".
وأعلنت
بغداد، في 24 كانون ثاني/ يناير الماضي، استعادة الجانب الشرقي من الموصل، بعد قرابة 100 يوم من القتال تكبدت خلالها القوات العراقية خسائر بشرية ومادية لم تعلن عن حجمها.
وانطلقت، في 19 شباط/ فبراير الجاري، المرحلة الثالثة من عملية "قادمون يا نينوى" العسكرية لاستعادة السيطرة على الجانب الغربي من المدينة، التي يسيطر عليها
تنظيم الدولة منذ حزيران/ يونيو 2014، وهي آخر معقل كبير له بالعراق.