مضت ستة أعوام من عمر ثورة 11 فبراير التي اندلعت في العام 2011 ضد الرئيس
اليمني المخلوع، علي عبدالله
صالح وأجبرته على التنحي عن السلطة، إلا أنها لم تغب عن ذاكرة اليمنيين الذي بدأوا مراسيم الاحتفال بحلول ذكراها السادسة، وسط احتفاء وتفاعل رسمي واسعين.
ففي الوقت الذي اعتبرها الرئيس عبدربه منصور هادي بأنها "ثورة إنسانية نبيلة"، أظهرت الوجه القبيح لصالح ولحلفائه
الحوثيين، أعلنت وزارة الخدمة المدنية التابعة لحكومته، يوم الأحد القادم، إجازة رسمية، عوضا عن يوم السبت ـ كونه إجازة رسمية دائمة ـ الذي يصادف 11 من فبراير ذكرى ثورة الشباب في البلاد.
وخرجت مسيرة حاشدة في مدينة عدن جنوبي البلاد، احتفاء بمرور ستة أعوام على اندلاع ثورة فبراير، حيث رفعت شعارات معبرة عن أهدافها الثورية.
وحملت المسيرة التي حضرها مسؤلون حكوميون أبرزهم"نائف البكري" المحافظ السابق لعدن، ووزير الشباب والرياضة، عنوان "فبراير ثورة تتجدد".
ثورة إنسانية نبيلة
الرئيس اليمني من جهته قال إن ثورة فبراير ليست "يتيمة"بل هي امتداد للحركة النضالية الوطنية بعناوينها العظيمة، التي جسدها مناضلو ثورتي 26سبتمبر (1962 ضد حكم الإمامة في الشمال)، وأكتوبر (1963 ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب) المجيدتين.
كما أنها جاءت بعد نضال سلمي ومسيرة حافلة للحراك الجنوبي الذي بدأ في العام 2007، على حد قوله.
ووصفها هادي في كلمة له بمناسبة الذكرى السادسة لثورة التغيير (11 فبراير) بأنها "إنسانية ونبيلة"، وعدها في الوقت نفسه بـ"الهزة العميقة على كل المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية"... فهي في السياسة أخرجت كل المشاريع المختبئة إلى العلن سواء "مشاريع الإمامة" أو "الإرهاب" أو "وكلاء إيران"وغيرها، وتركت الشعب في مواجهة مفتوحة معها جميعا".
وأكد رئيس اليمن أن ثورة فبراير أظهرت أجمل ما في اليمن إنسانا وحضارة وفنا وثقافة، بالإضافة إلى أنها أظهرت الوجه القبيح لنظام العائلة (في إشارة إلى نظام علي صالح)، وكشفت مشروع التوريث على حقيقته.
فضلا عن ذلك، يتحدث الرئيس هادي أن ثورة فبراير أخرجت أيضا "أفاعي الإمامة"من جحورها، التي كانت تقتات في حمى الفساد وظل العائلة، في تلميح منه إلى "جماعة الحوثيين التي توصف بأنها امتداد لحكم أسرة آل حميد الدين التي أطاحت بهم ثورة 26 سبتمبر في الستينيات".
وأضاف أنها كانت ثورة شعب ضد العائلة وضد النخب المغلقة التي اختارتها، وضد شبكة المصالح والفساد التي أنتجتها وطوعت النظام لخدمتها.
وأوضح الرئيس منصور هادي أنه بعد ست سنوات صعبة ومرهقة مرت على انطلاقها، إلا أن الشعب اليمني العظيم مازال مؤمنا بخياراته" بل أشار إلى أن انقلاب الحوثي وصالح على الشرعية زاد شعبنا يقينا بصواب موقف الثورة السلمية، وأسدلت القناع عن الوجه الحقيقي القبيح والبشع لمن ثار الشعب عليه ورفض استمراره في الحكم، في إشارة إلى المخلوع صالح.
ولفت إلى أن "هذه الثورة أبانت عن طموح الشعب اليمني لمغادرة مربع الماضي والتوق نحو بناء اليمن الاتحادي الجديد، يمن العدالة والمواطنة والحكم الرشيد ، يمن البناء والنماء والاستقرار".
إيقاد الشعلة في تعز
وفي سياق الاحتفاء الشعبي بهذه المناسبة، أوقد شباب الثورة مساء الجمعة، شعلة الذكرى السادسة لثورة فبراير وسط مدينة
تعز (جنوبا)، بحضور حشود جماهيرية غفيرة من أبناء المدينة.
مراسيم الاحتفال تخلله إطلاق الألعاب النارية في تعز، المدينة التي توصف بـ"مهد الثورة الأول" ضد نظام المخلوع صالح.
وجدد المشاركون في هذه التظاهرة وفقا لوكالة "سبأ" الحكومية، استمرارهم في المقاومة الشعبية التي تعد امتدادا لثورة 11 فبراير "للتخلص من الانقلابيين واستعادة ما تبقى من المناطق الخاضعة لسيطرتهم".
ومن المتوقع أن تشهد المدن اليمنية التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، مهرجانات احتفالية بالذكرى السادسة لثورة فبراير، بينما المدن الخاضعة لسيطرة الحوثي وصالح، يواجه أنصار الثورة صعوبة في إقامة احتفالات بهذه المناسبة في مخاوف من موجات اعتقال واختطاف قد يتعرضون لها.