يرى بعض المراقبين للأوضاع في
الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، أن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد
ترامب، بمنع رعايا عدد من الدول الإسلامية من دخول الأراضي الأمريكية، بحجة حماية البلاد من خطر الإرهاب، له جانب إيجابي يتمثل في ازدياد الإقبال على التعرف على الإسلام والمسلمين في المجتمعات الغربية.
وكأي تصرفات مسيئة سابقة؛ مثل الفيلم الهولندي المسيء، والرسوم الكاريكاتورية الساخرة من النبي محمد في الدنمارك سابقا، وفي فرنسا حديثا، جاء قرار ترامب ليحث الأمريكيين، وغيرهم، على البحث أكثر عن الإسلام والمسلمين.
وغطت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية فعاليات عدة في المساجد والمراكز الإسلامية التي فتحت أبوابها للعامة من أجل التعرف أكثر على الإسلام والمسلمين، بحسب ما رصدت "
عربي21".
في ولاية تينيسي الأمريكية، فتح مسجد جونسون سيتي أبوابه لغير المسلمين الجمعة الماضية، داعيا إياهم لتبادل رسائل السلام، حاثا المجتمع كاملا على الوقوف إلى جانبهم.
وقال قيم المنظمة الإسلامية في الجنوب، احتشام صديقي، إن المسلمين ضد العنف والإرهاب من أي نوع.
وقال المشارك ستيفن بينغهامتون لـ"تي دبلو سي نيوز" إنه يتعاطف مع المسلمين في المشاكل التي يمرون بها، وإنه مستعد للعمل معهم تعبيرا عن التضامن معهم.
وفي ولاية يوتا، قرر إمام أكبر مساجدها في غرب "سيتي فالي" فتح أبواب المركز الإسلامي في "غريت سولت ليك" للعامة للتعرف أكثر على المسلمين.
وبحسب ما نقل قناة "كي يو تي في" التلفزيونية، فقد قال الإمام محمد محتار: "يظن الناس أن 1.6 مليار مسلم على وجه الكرة الأرضية جاؤوا من الشرق الأوسط، المسلمون ليسوا هناك فحسب هم في كل مكان".
والمسجد الذي فتح أبوابه للناس كي يأتوا ويشاهدوا كيف يتعلم الناس "الحب وليس الكراهية"، هو أحد أكبر المساجد التسعة في الولاية.
إيمي والدرون وابنتها، زارتا المركز الإسلامي هناك لإظهار الدعم للعديد من أصدقائهما المسلمين الذين "ربما يشعرون بالعزلة"، بسبب المناخ السياسي الحالي.
وقالت والدرون للقناة: "جئنا اليوم لأن لدينا العديد من الأصدقاء المسلمين الذين نحبهم كثيرا، إنهم لطفاء وجيدون".
وتابعت: "رغم عدم دخولنا إلى قاعة الصلاة الرئيسية، إلا أن ذلك لم يؤثر على مشاركتنا، لقد كانت تجربة جميلة، وتعلمناها ممن لديهم خبرات مختلفة".
ورحب إمام المركز الإسلامي بالجميع قائلا إنها تجربة رائعة، كان المشاركون إيجابيون ورائعون.
ولم تقتصر الفعاليات على الولايات المتحدة الأمريكية فقط فقد فتحت المساجد والمراكز الإسلامية في
بريطانيا أيضا أبوابها للعامة، للتعريف بالمسلمين ولتحسين الصورة النمطية عن الإسلام.
وفتح مركز "اقرأ" في مسجد ليدز الكبير، أحد أكبر مساجد مدينة مورتاون البريطانية إلى جانب 150 مسجدا في أنحاء البلاد، أبوابه للترحيب بغير المسلمين من المجتمع المحلي لتعريفهم على الإسلام والمسلمين.
وتهدف هذه الفعاليات بحسب المنظمين إلى تغيير الصورة النمطية عن الإسلام بإقامة ورشات عمل مشتركة وإتاحة فرصة مشاهدة صلاة المسلمين لمن يعيش في جوارهم.
وتقوم مبادرة "تفضل بزيارة مسجدي"، التي تنطلق في 150 مسجدا، 30 منها في لندن وحدها، على فتح المجال أمام غير المسلمين لطرح أسئلتهم عن الإسلام مباشرة.
وفي إطار الفعالية، عرضت مساجد المملكة المتحدة؛ في إنجلترا وويلز واسكتلندا وشمال إيرلندا، لوحات للتعريف بالمفاهيم الأساسية للإسلام، إلى جانب توزيع منشورات حول الإسلام.
وزار رئيس حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربين، مسجد فنزبري بارك، الواقع شمالي العاصمة لندن.
وجاءت المبادرة بعد أسبوع واحد على مقتل عدد من المسلمين في هجوم على مسجد بكندا، وقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمنع مواطني دول ذات غالبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة.
وتاليا مجموعة من الصور عن الفعاليات في الولايات المتحدة وبريطانيا: