قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن علامات التمرد ضد وابل من التحركات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب واضحة للعيان في الشوارع والمطارات، مترافقة مع عاصفة الغضب الشعبي على وسائل التواصل الاجتماعي، التي أعقبت صدور أمر تنفيذي يمنع رعايا سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21" إلى "وجود مقاومة لترامب ليست ظاهرة للعيان، لكنها مثيرة للمشكلات للإدارة، وهي نابعة من الموظفين الفيدراليين المسؤولين عن تنفيذ أجندة الرئيس في الأيام المقبلة، فبعد أقل من أسبوعين على توليه الرئاسة، فإن الموظفين الفيدراليين يقومون باتصالات منتظمة مع المسؤولين السياسيين الذين عينهم الرئيس السابق باراك أوباما، وتركوا وظائفهم بعد تولي الإدارة الجديدة، حيث يطلبون النصيحة حول كيفية الوقوف أمام مبادرات ترامب، وقام بعض الموظفين الفيدراليين بفتح حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، وبأسماء مستعارة؛ من أجل تسريب التغييرات التي يقوم بها المعينون من ترامب".
وتبين الصحيفة أنه في الوقت ذاته، فإن موظفين في الحكومة يدفعون
المعارضة وبشكل مفتوح، ما جعلهم محلا لغضب المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، الذي قال إنه "يجب عليهم تنفيذ البرنامج أو ترك عملهم"، مشيرة إلى أن موظفين فيدراليين اجتمعوا الأسبوع الماضي في كنيسة في كولومبيا هايتس؛ سعيا للحصول على منبر لموظفي الخدمة المدنية لمناقشة معارضتهم لإدارة ترامب، ووقع 180 موظفا فيدراليا لحضور اجتماع في الأسبوع المقبل، حيث سيقدم الخبراء النصح لهم حول حقوق العمال وطريقة التعبير عن عصيانهم المدني.
وينقل التقرير عن موظف في وزارة العدل، في القسم الذي يشرف على إدارة المنح غير الربحية لمكافحة العنف المنزلي، ويقوم بالبحث في جرائم الجنس، قوله إن مكتبه يحضر لتقديم شكوى للمفتش العام في حال طلب منهم تغيير شكل المهمة التي يقومون بها، وأضاف: "سنشاهد البيروقراطيين وهم يستخدمون الوقت لصالحهم"، وقال إنه من خلال التسريبات للمنظمات الإخبارية والشكاوى الداخلية سيقوم الموظفون بالمقاومة.
وتعلق الصحيفة قائلة إن "المقاومة في مراحلها الأولى، لكنها واسعة، ويمكن ملاحظتها إلى درجة يخشى فيها المسؤولون من الشلل في حال رفض الموظفون القيام بأعمالهم".
ويورد التقرير أن الوزير السابق في حكومة باراك أوباما لشؤون حالة الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل توم مالينوسكي، سئل عما إذا كان العمال سيرفضون بطريقة تتجاوز التغيرات في البيت الأبيض، فأجاب قائلا: "هل هذا أمر غير عادي؟ لا يوجد شيء غير عادي فيما يتعلق بالبيروقراطية للولايات المتحدة، تشعر بالخوف من القائد العام بصفته تهديدا للأمن القومي، وهذا يحدث في كل الأحيان، وهذا أمر عادي ولا يدعو للخوف".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "البيروقراطية الدائمة هي عصب الحكومة الفيدرالية، وحصن منيع ضد نوايا أي رئيس، إلا أن الكثير من المحافظين عادة ما تعاملوا مع البيروقراطية الفيدرالية على أنها تعمل ضدهم، بشكل صعب من مهمة تحقيق ما يريدون حتى عندما يسيطرون على البيت الأبيض والكونغرس".
وينقل التقرير عن رئيس الكونغرس السابق وأحد المستشارين لترامب ومن أشد النقاد للبيروقراطية نيويت غينغريتش، قوله إن محاولة المقاومة تظهر تحصن الليبراليين في البيروقراطية، وشعورهم بالتهديد من تغيير النظام في البيت الأبيض، وأشار إلى تحليل لموقع "ذا هيل"، حيث قال إن نسبة 95% من تبرعات موظفي 14 مؤسسة فيدرالية ذهبت لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وعلق قائلا: "هذه بالضرورة معارضة تنتظر"، وأضاف: "ربما احتاج لتطهير وزارة العدل؛ نظرا لوجود اليساريين فيها، والوضع في وزارة الخارجية أسوأ"، لافتا إلى أن ترامب ربما دفع نحو مراجعة الخدمة المدنية، بحيث يكون من السهل عزل موظفين في المؤسسات الفيدرالية.
وتجد الصحيفة أن "علامات المقاومة في مكاتب المؤسسات الفيدرالية تتراوح من التذمر إلى التعليقات الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى العصيان الواضح مع تطور السياسات الجديدة".
ويلفت التقرير إلى أن وزارة الخارجية أصبحت مركز المقاومة لسياسة ترامب المتعلقة باللاجئين؛ بسبب وجود قناة للاعتراض، وهي القناة التي يستطيع فيها الموظفون تسجيل مواقف معارضة دون الخوف من تداعيات سلبية، مشيرا إلى أن وزراء الخارجية تعاملوا مع مواقف الموظفين بجدية، حيث وقع أكثر من 700 موظف على قناة المعارضة لسياسات الإدارة المتعلقة باللاجئين.
وتستدرك الصحيفة بأن موظفي الخارجية يشعرون بالقلق بعدما أرسلت جمعية الخدمات الأجنبية الأمريكية مذكرة نصح، حملت عنوان "ما يجب أن تعرفه عندما تعارض السياسة الخارجية الأمريكية"، ووضحت المذكرة الحقوق القانونية للموظفين، لكنها حذرت من أي احتجاج ضد سياسة الحكومة الأمريكية، حتى لو كان مؤقتا؛ لأنه سيكون إضرابا يؤدي إلى الفصل.
وينوه التقرير إلى أنه على خلاف الخارجية، فإن العاملين في وزارة التعليم، التي اقترحت الإدارة حلها، لم يلحظوا تغيرات في طريقة معاملة الإدارة الجديدة، مستدركا بأن هناك مخاوف في وكالة حماية البيئة، حيث قال رئيس اتحاد الوكالة إنه تلقى رسالة إلكترونية الأسبوع الماضي من اتحاد محلي، يسأل عما يجب أن يفعله الموظفون عندما يطلب منهم تطبيق سياسات غير قانونية.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن الاتحاد الذي يمثل الباحثين العلميين وبقية الموظفين، قال إنه يفكر بإنشاء صندوق لجمع المال؛ ليدعم الباحثين العلميين الفيدراليين، الذين يتوقع تعرضهم للمعاقبة في حال دفاعهم عن الحقائق العلمية.