السيسي يتجاهل مضار سد النهضة بكلمته الأفريقية عن المناخ
القاهرة- عربي21- زكي توفيق01-Feb-1712:29 AM
شارك
ا ف ب
تجاهل رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، في كلمته التي ألقاها، الثلاثاء، أمام القمة الأفريقية بأديس أبابا، أي إشارة إلى الأخطار والمضار التي ستترتب على قيام إثيوبيا ببناء سد "النهضة"، على المناخ والبيئة في دول حوض النيل، وبصفة خاصة في مصر والسودان، وهو أمر أكده كوكبة من علماء المناخ والبيئة في مصر والعالم.
وألقى السيسي كلمته أمام القمة بصفته رئيسا للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ، "كاهوسك"، بعد أن ترأسها، الثلاثاء، بمقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية، وذلك قبل أن يقوم بتسليم رئاستها للعامين المقبلين إلى رئيس الجابون، علي بونجو.
السيسي يتناول كل شيء إلا "النهضة"
وفي كلمته التي نشرتها وكالة أنباء "الشرق الأوسط" الرسمية، اعتبر السيسي أن "موضوع تغير المناخ أصبح أحد أهم الموضوعات على الأجندة الدولية"، مؤكدا "انعكاس آثاره السلبية على قطاعات حيوية من اقتصاداتنا الأفريقية، وبصفة خاصة قطاعي الزراعة والطاقة"، وفق قوله.
ومشيرا إلى توليه مسؤولية تنسيق أعمال لجنة "كاهوسك"، أكد السيسي ضرورة العمل على ألا يؤدي اتفاق باريس، وسائر القرارات التي يتم تبنيها بشأن مكافحة ظاهرة تغير المناخ، إلى اتخاذ بعض الدول إجراءات، جماعية أو أحادية، كفرض الضرائب على الكربون، أو تطبيق معايير البصمة الكربونية، وغير ذلك من إجراءات، تنعكس بالسلب على صادرات الدول النامية، وتلحق أضرارا جسيمة بقطاعات حيوية في دولنا، وعلى رأسها قطاعي الزراعة والنقل، وفق قوله.
تجاهل "النهضة" برغم دراسات واسعة
ويأتي تجاهل السيسي لأي إشارة في تقرير لجنة المناخ الأفريقية التي رأسها عامين، لمضار وأخطار سد النهضة الإثيوبي على البيئة والمناخ في مصر والسودان وحوض النيل، على الرغم من تحذير عشرات الدراسات الدولية والمحلية، والعديد من خبراء البيئة والمناخ في مصر والعالم منها.
وبحسب دراسة أصدرتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، في آب/ أغسطس الماضي، فإن هناك توقعات بأن يقل تدفق نهر النيل بعجز يقارب ثمانية مليارات متر مكعب، نتيجة للتغيرات المناخية وإنشاء سد النهضة.
واستنبطت دراسة أعدها نخبة من الخبراء الدوليين تناقص إيراد النيل عند السد العالي، بنحو 10% من الحصة المائية لمصر حاليا، بحلول عام 2060، وفقا للبرنامج الألماني "ECHAM"، فيما توقع البرنامج الكندي "CGCM63" تناقصا مقداره 36% للعام ذاته، بنقص نحو 8.4 مليار متر مكعب من المياه.
وتابع التقرير: "بحلول عام 2060، سوف يؤدي تناقص تدفق نهر النيل بمقدار 11% لخفض في الإنتاجية المحصولية يفوق ربع الإنتاجية، بينما يؤدي تناقص إيراد النهر بمقدار الثلث إلى عجز في الإنتاجية الزراعية يقارب النصف".
وحذر التقرير أيضا من احتمال تعرض السد للانهيار؛ نتيجة عمل عسكري أو الهزات الأرضية أو استقباله لحجم من مياه الفيضانات تفوق الحمل الإنشائي التصميمي حال حدوثها تحت تأثير ظروف جيولوجية أو مناخية مفاجئة.
وعاد السيسي، مساء الثلاثاء، إلى القاهرة، بعد مشاركته في أعمال الدورة العادية الثامنة والعشرين لقمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقي، التي عقدت بأديس أبابا، تحت شعار "تسخير العائد الديمغرافي من خلال الاستثمار في الشباب".
والتقى السيسي رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريام ديسالين، الاثنين، وأثبت الجانبان متابعتهما عن كثب للمحادثات الفنية الثلاثية بشأن السد النهضة، والتزامهما بروح التعاون السائدة، وفق بيان صادر عنهما.
وتنتهي إثيوبيا من بناء السد في العام المقبل، بحسب خطتها الزمنية المعلنة، فيما يثير إنشاء السد مخاوف شديدة في مصر من حدوث جفاف مائي يؤثر سلبا على الزراعة والصناعة ومياه الشرب.