كشفت صحيفة "لوموند أفريك" عن الشخصيات التي اختارها العاهل
المغربي، الملك
محمد السادس، للدفاع عن ملف انضمامه لمنظمة الاتحاد الأفريقي.
وقالت الصحيفة، في
التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن "عودة المملكة الشريفة إلى حضن الاتحاد الأفريقي كان من إعداد "
فريق أحلام" منذ مدة طويلة بالرباط"، لافتة إلى أن هذا الفريق اختاره الملك.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الدبلوماسية بالمغرب، هي من اختصاص الملك، "لكن من أجل إنجاح عودة المغرب إلى حضن الاتحاد الأفريقي في الدورة 28 للقمة الأفريقية التي عقدت أمس الاثنين بأديس بابا، اعتمد الملك على فريق مكون من أربع شخصيات حضرت جميعها لأثيوبيا".
وأكدت الصحيفة، ساخرة، أن الدبلوماسية المغربية، تفوقت على كرة القدم، وقالت: "بعد انهزام الفريق المغربي أمام نظيره المصري، الأحد، برسم ربع نهائي كأس أفريقيا للأمم، استطاع هذا الفريق الصغير (الذي اختاره الملك) بلعبه الجماعي، أن ينتصر عن جدارة في أثيوبيا".
وسجلت غياب الطيب الفاسي الفهري، المستشار الملكي ووزير الخارجية السابق بين الفترة الممتدة من 1993 و2011، بعاصمة إثيوبيا، عن "فريق الأحلام"، هذه الشخصية، تقول الصحيفة، لعبت "دورا رائدا في التقارب مع الرئيس الرواندي بول كاغام، وبصفة عامة مع أفريقيا الشرقية"، حسب مصدر مقرب من القصر.
وأوردت الصحيفة كلا من مستشار الملك فؤاد عالي الهمة، والوزير المنتدب لدى وزارة الخارجية، ناصر بوريطة، وياسين المنصوري، مدير المخابرات الخارجية، إضافة إلى سفيرة المغرب بأثيوبيا، وقالت إن هؤلاء لعبوا دورا محوريا في عودة المغرب لحضن الاتحاد الأفريقي.
الهمة.. قائد الدفاع
فؤاد علي الهمة، 54 سنة، هو "قائد الدفاع" في الوفد المتواجد بأديس بابا، ويتمتع بحرية أكبر في الحركة.
هو أكثر عناصر الوفد المغربي تقربا من الملك، حيث درس معه بالمدرسة الملكية. تدرج في سلالم وزارة الداخلية، ثم استقال من مسؤولياته الحكومية سنة2007. أنشأ حزب الأصالة والمعاصرة، لـ"مواجهة الإسلاميين". في 2011، وبعد انطلاق حركة 20 فبراير، قدم استقالته من الحزب ليصبح مستشارا ملكيا، ويرافق محمد السادس في جميع زياراته وأسفاره عبر القارة.
ناصر بوريطة.. وسط الميدان
منذ شباط/ فبراير 2016، أصبح ناصر بوريطة وزيرا منتدبا لدى وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، وكان في السابق، أمينا عاما لوزارة الخارجية.
بوريطة، حسب المحلل السياسي مصطفى السحيمي، يعتبر "خريج دبلوماسية محمد السادس"، و"رجل ملفات"، حسب وصف المحلل السياسي السحيمي.
ياسين المنصوري.. مكلف بالحراسة اللصيقة
ياسين المنصوري، هو "المكلف بالحراسة اللصيقة" بحسب الصحيفة. تقلد إدارة جهاز المخابرات الخارجية "لادجيد" في 2005 كأول مدني يرأس هذه المديرية. يبلغ من العمر 54 سنة، وهو بدوره خريج المدرسة المولوية، حيث درس إلى جانب الملك محمد السادس. يلقب من طرف بعض المسؤولين الأمريكين بـ”security czar” (قيصر الأمن) للملك، حسب ويكيليكس.
ياسين المنصوري في الواقع، هو محاور أجهزة الاستخبارات الغربية والعربية المقربة من المملكة. وجهازه (لادجيد) هو المسؤول المباشر "عن أمن رؤساء الدول الصديقة، كالغابون، وغينيا الاستوائية. كما لديه قدرات تنفيذية، بما في ذلك في منطقة الساحل"، حسب شهادة ملاحظ.
نزهة العلوي المحمدي.. المهاجمة
على الرغم من أنه في بعض الأحيان يكون من الصعب التوفيق بين مسؤوليات السفيرة في إثيوبيا والاتحاد الأفريقي، إلا أن نزهة العلوي المحمدي، 49 سنة، عليها أن تجمع في البداية بين الوظيفتين، بطريقة تشبه ذاك المهاجم في كرة القدم.
سبق لـ"المحمدي" أن كانت سفيرة لعدة سنوات بالعاصمة الغانية "أكرا"، قبل أن تصبح سفيرة للمملكة بالعاصمة الإثيوبية أديس بابا، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2016.
قال عنها رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، هي "أكاديمية بارعة، وتعرف أفريقيا جيدا".
وفي الأخير، لفتت الصحيفة إلى أن "الدبلوماسية المغربية تحتاج إلى ملامح محددة لإدارة معارك، مثل تلك التي تنتظره في الاتحاد الأفريقي في السنوات المقبلة".