كتب محلل الشؤون الأمنية في شبكة "سي أن أن" بيتر بيرغن مقالا، يحذر فيه من الخطأ الكبير الذي يرتبكه الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، بمنعه اللاجئين السوريين من دخول أمريكا.
ويقول الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، إنه "لا توجد أدلة تظهر أن من بين هؤلاء إرهابيين قادمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فاللاجئون
السوريون هم ضحايا فارون من الإرهاب".
ويعلق بيرغن على ما جاء في الأمر التنفيذي للرئيس، الذي علق بشكل مباشر دخول اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة؛ مبررا القرار بأنه محاولة "لإبعاد الراديكالية الإسلامية الإرهابية عن الولايات المتحدة الأمريكية"، قائلا إن هذا القرار لن يحقق أي شيء.
ويضيف مؤلف كتاب عن الجهاد في الولايات المتحدة أن "الأعمال الجهادية الإرهابية القاتلة كلها، التي نفذت في الولايات المتحدة منذ 11/ 9، قام بها مواطنون أمريكيون، أو من يقيمون في البلاد إقامة شرعية، ولم ينفذ أي منها لاجئ سوري، ويجب ألا يكون هذا مثارا للدهشة؛ لأن الولايات المتحدة لم تقبل إلا عددا قليلا من اللاجئين السوريين، مع أن الحرب الأهلية تعد الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، وأدت إلى تدفق حوالي 5 ملايين لاجئ من
سوريا".
ويشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة لم تستقبل سوى 15 ألف لاجئ سوري، أي ما تصل نسبته إلى 0.2% من اللاجئين الذين فروا من بلادهم، وكان معظمهم من النساء والأطفال.
ويبين بيرغن أن "هؤلاء اللاجئين ليسوا إرهابيين، لكنهم فارون من دولة الإرهاب للديكتاتور بشار الأسد والجماعة غير الدولة المتوحشة، تنظيم الدولة، حيث إن اللاجئين هم ضحايا للإرهاب، وليسوا من يقوم بارتكابه، وأي إرهابي تابع لتنظيم الدولة يفكر بعقله لن يحاول اختراق صفوف اللاجئين والدخول للولايات المتحدة".
ويورد الكاتب أنه في شهادة للمسؤولة البارزة في وزارة الخارجية آن ريتشارد، أمام وزارة الأمن القومي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، قالت فيها إن كل لاجئ سوري يحاول الحصول على إذن لدخول الولايات المتحدة يتعرض للتدقيق من مركز مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية، ومن مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي"، ومن وزارة الأمن القومي والخارجية والدفاع، ويطلب منه تقديم معلوماته الحيوية، وتصوير القرنية، وتقديم تفاصيل دقيقة عن حياتهم، بالإضافة إلى أنه تجرى معهم مقابلات مطولة، لافتا إلى أنه تتم مقارنة المعلومات التي يقدمها هؤلاء اللاجئين مع قاعدة البيانات المتوفرة لدى الحكومة؛ للتأكد من أنهم لا يشكلون تهديدا على الولايات المتحدة، ولا يحصل أي لاجئ على إذن بالدخول قبل عامين من طلبه وربما أكثر.
وينقل بيرغن عن مدير خدمات المواطنة والهجرة ليون روديريغوز، الذي قدم شهادة أمام وزارة الأمن القومي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، قوله إنه من بين 10 ملايين لاجئ يحاولون الدخول إلى الولايات المتحدة كل عام، فإنه "يتم التدقيق أكثر في اللاجئين، ويتعرض
اللاجئون السوريون للفحص الأكثر تشددا"، مشيرا إلى أنه مقارنة مع هذه التشديدات، فإن السوريين الهاربين إلى أوروبا لا يتعرضون لأي منها، رغم أن حجم المهاجرين السوريين أضخم منه إلى أمريكا.
ويذكّر بيرغن بالوعد الذي كتبته إيما لازاروس في قصيدتها المكتوبة على تمثال الحرية: "أعطني المتعبين والفقراء، الجماعات التي تحن إلى تنفس الحرية"، ويقول إنه "وعد ظل مفتوحا لأكثر من قرنين أمام موجات المهاجرين، وأي قارئ لهذا المقال يعرف أنه صحيح؛ لأن عائلته جاءت إلى الولايات المتحدة تبحث عن حياة سعيدة أفضل من التي خلفتها وراءها".
ويلفت الكاتب إلى أن "والدة دونالد ترامب نفسها هربت من الفقر المدقع في أسكتلندا؛ بحثا عن وعود في نيويورك عام 1929، ولم تكن أمريكا تقليلديا بلدا خائفا، كما جاء في الأمر التنفيذي لترامب".
ويخلص بيرغن إلى القول: "بعد ذلك ستقوم إدارة ترامب بإعادة كتابة قصيدة لازاروس على تمثال الحرية (أعطني الأقوياء، أصحاب المليارات والنخبة التي أجرت عمليات تجميل لخلفياتها، الذين يحنون إلى دخول منتجع مار -أ - لاغو)".