أحرز المدافعون عن المهاجرين جولة أولى ضد دونالد
ترامب مساء السبت، بحصولهم من أحد القضاة على قرار يمنع إبعاد أشخاص موقوفين بموجب مرسوم يستهدف اللاجئين وقعه الرئيس الأمريكي مؤخرا.
تنبئ هذه التعبئة وهذا القرار القضائي الأول بمعركة طويلة بين المدافعين عن المهاجرين وإدارة ترامب.
من جتهتا، قالت كامي ماكلر المسؤولة القانونية في "تحالف نيويورك للهجرة"، إحدى الهيئات التي سارعت إلى الدعوة إلى تظاهرة في مطار كينيدي: "كنا نعرف أن هذا ما سيحصل، وكنا نستعد" للتحرك.
وأضافت: "لم نكن نعرف متى، ولم نكن نظن أنه سيكون على الفور، وأنه سيكون في الطائرة أشخاص لدى صدور المرسوم".
في هذه الأثناء، أعلنت قاضية فيدرالية أخرى من فيرجينيا، قرارا مماثلا لما أصدرته قاضية في نيويورك، يتعلق هذه المرة بالمسافرين الذين أوقفوا في مطار دالاس قرب واشنطن، كما ذكرت صحيفة "ذا شارلوت أوبزيرفر".
اقرأ أيضا: قاضية أمريكية تمنع ترحيل مسافرين عالقين بتأشيرات سليمة
وبدأ تحرك الهيئات بعد توقيف عراقيين مساء الجمعة في مطار كينيدي في نيويورك، وكانا يحملان تأشيرات هجرة شرعية.
وصباح السبت، بعد رفع الشكوى القضائية، وفيما كان دونالد ترامب يؤكد أن تطبيق المرسوم "يجرى على ما يرام"، دعا عدد كبير من الهيئات إلى التظاهر، أولا في مطار كينيدي، ثم في عدد من مطارات البلاد، مثل شيكاغو ولوس أنجيلوس وسان فرانسيسكو ودنفر ومينيابولس.
وأعلن آلاف الأشخاص استعدادهم للمشاركة، فيما أشاد آخرون بالتوقيفات على شبكات التواصل الاجتماعي، فأكدوا بذلك انقسام البلاد.
اقرأ أيضا: بعد منع دخول رعايا يحملون "غرين كارد".. هيئات تقاضي ترامب
وفي مطار كينيدي، انضم النائبان الديمقراطيان عن نيويورك في الكونغرس جيري نادلر ونيديا فيلاسكيز إلى المتظاهرين، وأجريا مفاوضات استمرت طوال النهار مع شرطة المطار.
وتوصلا سريعا إلى الإفراج عن أحد العراقيين الذي عمل مع القنصلية الأمريكية في أربيل في كردستان العراق، وتمكن من الخروج من المطار، وسط تصفيق المتظاهرين الذين كانوا يهتفون "أهلا وسهلا بك في وطنك" و"أهلا وسهلا بالمسلمين".
وكان عدد كبير من الهيئات الواسعة النفوذ ومنها الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، ادعى أمام القضاء منذ صباح السبت على هذا المرسوم الذي أصدره مساء الجمعة الرئيس الأمريكي، بعدما جعل من فرض قيود على
الهجرة أحد أبرز محاور حملته الانتخابية.
ويمنع المرسوم حول "حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب إلى الولايات المتحدة"، فترة 90 يوما رعايا سبع دول إسلامية يزعم أنها خطرة، من دخول الولايات المتحدة، وهي العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن.
تمييز عنصري
وتصف الهيئات صاحبة النفوذ في أمريكا المرسوم بأنه "تمييزي" و"مخالف للدستور"، لأنه يطبق على رعايا حصلوا على أوراق هجرة قانونية.
وذكروا بالتعديل الخامس، ليؤكدوا أن أي تشكيك في أوراقهم لا يمكن أن تقرره الإدارة اعتباطيا، ويتطلب قرارا قضائيا.
وقد فاجأ تطبيق هذا المرسوم ابتداء من مساء الجمعة الماضي أشخاصا كانوا في الطائرة أو يستعدون للسفر.
اقرأ أيضا: الذعر والفوضى يصيبان العالم بعد منع دخول حملة "غرين كارد"
وأوقف عشرات المسافرين بين مئة ومئتين كما ذكرت نيويورك تايمز، لدى وصولهم إلى المطارات الأمريكية، وهددوا بالإبعاد.
وفي ما يأتي فئات الأشخاص المعنيين مباشرة بالمرسوم:
- السوريون: جميع السوريين الذين تشهد بلادهم حربا منذ 2011، ممنوعون من دخول الأراضي الأمريكية حتى إشعار آخر.
- رعايا إيران والعراق واليمن والصومال والسودان وليبيا: المرسوم يحظر على رعايا هذه البلدان دخول الولايات المتحدة فترة 90 يوما لإعادة النظر في معايير منح التأشيرات.
وأوضح البيت الأبيض ووزارة الخارجية السبت، أن المرسوم يشمل جميع رعايا هذه البلدان، باستثناء الذين يحملون الجنسية الأمريكية المزدوجة، وبعض التأشيرات الدبلوماسية.
- البطاقات الخضراء (غرين كارد) وتأشيرات الهجرة أيضا:
- ويشمل المرسوم أيضا الأشخاص الذين يحملون تأشيرات هجرة قانونية، أو بطاقة خضراء (غرين كارد)، وهي دليل الإقامة الأمريكية التي يتعين الانتظار سنوات أحيانا للحصول عليها.
وحتى يتمكنوا من دخول الولايات المتحدة، يتعين على حاملي البطاقة الخضراء الموجودين حاليا في الخارج، التوجه إلى القنصلية الأمريكية للحصول على إذن خاص، كما أوضحت الخارجية الأمريكية.
ورعايا هذه البلدان الذين يحملون البطاقة الخضراء والموجودون في الولايات المتحدة ويرغبون في السفر، يتعين عليهم أيضا طلب إذن مسبق من السلطات الأمريكية حتى يتمكنوا من العودة.
- تعليق كامل برنامج قبول اللاجئين
يعلق مرسوم الجمعة الماضي من جهة أخرى فترة أربعة أشهر كامل البرنامج الأمريكي لقبول اللاجئبن، أحد أكثر البرامج طموحا في العالم لاستقبال ضحايا الحروب.
وأتاح هذا البرنامج الذي أنشئ في 1980، استقبال حوالي 2.5 مليون شخص في الولايات المتحدة.
وكان هذا البرنامج أوقف ثلاثة أشهر بعيد اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.