تيريزا ماي ترفض إدانة حظر ترامب دخول رعايا دول إسلامية

رفضت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، السبت، إدانة القرار الأمريكي بتعليق قبول لاجئين، معتبرة أن "الولايات المتحدة مسؤولة عن سياستها في هذا المجال".

وجاءت تصريحات ماي خلال مؤتمر صحفي عقدته في أنقرة مع نظيرها التركي بن علي يلديريم. 

وقالت بعد أن ألح عليها الصحفيون بالسؤال حول رأيها بشأن قرار ترامب: "الولايات المتحدة مسؤولة عن السياسة الأمريكية بشأن اللاجئين. والمملكة المتحدة مسؤولة عن السياسة البريطانية بشأن اللاجئين".

وأضافت: "سياستنا بشأن اللاجئين هي أن يكون لدينا عدد من البرامج التطوعية لإحضار اللاجئين السوريين إلى بلادنا، خاصة الأكثر ضعفا، وكذلك توفير مساهمات مالية كبيرة لدعم اللاجئين في الدول المحيطة في سوريا".
 
وفي المؤتمر الصحفي مع نظيرها التركي، رفضت ماي في البداية الإدلاء بأي تصريح مباشر بشأن الأمر الذي أصدره ترامب. 

واكتفت بالإشادة بتركيا على ضيافتها لنحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري من سوريا والعراق. 

وتقول السلطات التركية إنها تستضيف نحو 2.7 مليون لاجئ سوري فروا من البلاد خلال النزاع المستمر منذ ست سنوات في سوريا، إضافة إلى 300 ألف لاجئ عراقي. 

وأعلنت الحكومة البريطانية فجر الأحد، بعد انتقادات طالت رئيسة الوزراء، جراء عدم إدانتها قرار ترامب، أن ماي "لا توافق" على الحظر الذي فرضه الرئيس الأمريكي على سفر رعايا دول إسلامية إلى الولايات المتحدة، مؤكدة أنها ستتدخل، إذا طالت هذه القيود مواطنين بريطانيين.

وقال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية، إن "سياسة الهجرة الأمريكية هي شأن يخص حكومة الولايات المتحدة، كما هي حال سياسة الهجرة في بلدنا، التي يجب أن تحددها حكومتنا. ولكننا لا نوافق على مثل هذه المقاربة". 

وأكد أنه إذا كانت الإجراءات التي فرضها ترامب "ستطال مواطني المملكة المتحدة، فنحن سنتدخل لدى الحكومة الأمريكية".

وأتى موقف رئيسة الوزراء بعيد إعلان النائب البريطاني عن حزب المحافظين نديم زهاوي، أنه رغم جنسيته البريطانية، فهو ممنوع من السفر إلى الولايات المتحدة بموجب حظر السفر الذي فرضه ترامب، وذلك بسبب أصوله العراقية.

ووجدت ماي نفسها في موقف حرج لأنها التقت ترامب قبيل ساعات من توقيعه الأمر التنفيذي، ولأنها أيضا رفضت إدانة هذا الإجراء، مؤكدة أنه شأن أمريكي داخلي.

والجمعة الماضي، وقع ترامب أمرا تنفيذيا لمنع دخول "الإرهابيين الإسلاميين المتشددين" إلى الولايات المتحدة، فرض بموجبه خصوصا، حظرا لأجل غير مسمى على دخول اللاجئين السوريين، وحظرا لمدة ثلاثة أشهر على دخول رعايا سبع دول إسلامية، حتى ممن لديهم تأشيرات.

وكانت ماي أعلنت السبت أيضا، أن الرئيس الأمريكي وافق على البدء فورا بمحادثات مع المملكة المتحدة من أجل إبرام اتفاق تجاري جديد يحمي المكتسبات الحالية عند خروج لندن من الاتحاد الأوروبي.

ويمكن أن تثير هذه "المحادثات على مستوى عال" التي تقررت الجمعة خلال زيارة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لواشنطن، غضب قادة الاتحاد الاوروبي الذين حذروا بريطانيا من أنها لا تستطيع بدء مفاوضات مع دول أخرى، طالما أنها لم تنسحب من التكتل بعد.

واتخذ هذا القرار خلال عشاء عمل لترامب وماي في واشنطن. وماي هي أول رئيس حكومة أو دولة أجنبية يستقبله ترامب منذ دخوله إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير.

وخلال العشاء، قال ترامب إنه يأمل أن تكون علاقاته بماي أقوى من تلك التي كانت تربط بين مارغريت تاتشر، ورونالد ريغن، خلال الحرب الباردة، كما قال مسؤولون بريطانيون.