احتفلت القوات التابعة للواء خليفة
حفتر؛ بسيطرتها على منطقة قنفودة، غرب
بنغازي، معلنة أنها "دحرت الإرهاب" وتنظيم الدولة هناك، وأنها سيطرت على كامل الشرق الليبي، بحسب تصريحات للمكتب الإعلامي لقوات حفتر.
من جهته، اعتبر رئيس مجلس نواب طبرق، عقيلة صالح، أن "ما حدث في قنفودة انتصارات وتحرير كامل لمدينة بنغازي وكل المحاور من الجماعات الإرهابية"، وفق قوله، مقدما التهنئة لقوات حفتر ومن ساندها "رغم قلة الإمكانات وحظر السلاح"، بحسب بيان له الخميس.
وأثار هذا الاحتفاء الكبير بانتهاء معركة امتدت أكثر من عامين؛ عدة تساؤلات حول مدى صدق رواية قوات حفتر عن "السيطرة التامة"، وأهمية منطقة قنفودة لحفتر عسكريا وسياسيا، وإلى أين هرب "دواعش قنفودة" الذين زعمت قوات حفتر طردهم.
سيطرة إعلامية فقط
من جانبه، اعتبر الضابط برئاسة الأركان الليبية بطرابلس، العقيد طيار عادل عبد الكافي، أن "ما أعلنته قوات حفتر بخصوص قنفودة ما هو إلا سيطرة إعلامية فقط، ولا زالت هناك مقاومة في عدة نقاط، وعمليات كر وفر حتى هذا التوقيت".
وقال إن قوات حفتر خسرت في الاشتباكات هناك عناصر بشرية كثيرة، "وهو ما لا نعده –كعسكريين - نصرا عسكريا"، وفق قوله.
وحول أهمية المنطقة عسكريا، قال عبد الكافي لـ"عربي21": "قنفودة منطقة صناعية، وجزء منها سكني. وكونها في المحور الغربي لمدخل مدينة بنغازي، فإنها تعتبر نقطة مهمة لقطع الإمداد عن ثوار بنغازي الذين يقاتلهم حفتر".
وتابع: "أما عن وجهة "دواعش قنفودة" الذي يزعم حفتر طردهم، فستكون إلى الجنوب بهدف نقل الصراع إلى هناك، بزعم محاربة الإرهاب ومن ثم اقترابه من الغرب، وهو ما تعلمه القوات المسلحة في المنطقة الغربية وجاهزة لصده"، كما قال.
لكن المتحدث باسم قوات حفتر، العقيد أحمد المسماري، قال إن "قواتنا المسلحة طاردت "دواعش قنفودة" حتى فروا إلى منطقة العمارات 12 في ضاحية بوصنيب"، غرب بنغازي.
وأضاف لـ"عربي21": "سيطرتنا على هذه المنطقة مهم جدا عسكريا، كونها تعد آخر معاقل داعش والقاعدة في الشرق الليبي، ويقوم جهاز الهندسة العسكرية الآن بمسح المنطقة لتفكيك الألغام والمفخخات؛ حتى يتسنى السماح لأهالي المنطقة بالعودة إلى منازلهم"، حسب قوله.
ورقة تفاوض
من جانبه، رأى المحامي الليبي، طاهر النغنوغي، أن "الاحتفاء بالسيطرة من قبل قوات حفتر هو محاولة فقط لإثباث أن مدينة بنغازي كلها تحت سيطرة قواته، حتى يتمكن من كسب ورقة جديدة من المفاوضات، خاصة أن قنفودة كانت عائق كبير أمامه".
وأوضح لـ"عربي21"؛ أن "أهمية السيطرة سياسية وفقط، وهذا ما جعل حفتر يسخّر كل قواته للسيطرة عليها، بل وفرت قواته ممرات آمنة لمقاتلي داعش، بهدف إلصاق تهمة الإرهاب بمنافسيه، ومن ثم ترك الدواعش يتجهون غربا لإثارة القلاقل"، على حد قوله.
التوجه إلى درنة
من جهته، أكد عضو مجلس النواب الليبي في طبرق، صالح فحيمة، أنه "بالسيطرة على منطقة قنفودة، تمكنت القوات المسلحة (يقصد قوات حفتر) من انتزاع شوكة مزروعة بخاصرتها، وبعد السيطرة على قنفودة ستكون الوجهة القادمة مدينة درنة الموجود بها بعض المجموعات الإرهابية، وبذلك يصبح الشرق الليبي من الحدود الليبية - المصرية، وحتى قبيل مدينة سرت بخمسين كيلومترا، كلها تحت سيطرة قوات الحكومة المؤقتة"، وفق قوله.
وبخصوص الفارين من قنفودة، قال فحيمة لـ"عربي21": "لا أعتقد أنهم عدد يستحق الذكر؛ لأن الجيش (قوات حفتر) قام بحرب إبادة ضد هذه المجموعات الإرهابية"، كما قال.
طيران مصري
من جهتها، رأت الناشطة السياسية من بنغازي، هند باكير، أن "ما حدث في قنفودة هو كارثة إنسانية، بعد حصار قوات حفتر للمنطقة وقصفها بالطيران، وقتل شبابها، وكل هذا تم بتواطؤ دولي وعربي من أجل دعم حفتر".
وأوضحت لـ"عربي21" أن "هناك مجموعات مسلحة من المنطقة الغربية حاولت التحرك برا مرتين نحو قنفودة لإنقاذ الأهالي من الحصار، لكن تم قصف هذه المجموعة بالطيران المصري والفرنسي"، على حد قولها.