أكد الوزير
الجزائري للشؤون المغاربية والأفريقية والعربية، عبد القادر مساهل، الأربعاء، أن
المغرب الذي ستنظر القمة الأفريقية المرتقبة في ملف انضمامه نهاية الشهر الجاري، لن يوفق في إخراج "البوليساريو" من المنظمة.
أتى ذلك خلال مقابلة له مع قناة "الشروق نيوز" الجزائرية (خاصة) جوابا على سؤال بخصوص موقف بلاده من اشتراط المملكة المغربية سحب عضوية "
الجمهورية الصحراوية" لدخول الاتحاد الأفريقي.
وقال الوزير الجزائري إن "المغرب لم يوفق ولن يوفق في إخراج الصحراء من الاتحاد الأفريقي".
وتابع: "المغرب غادر بيت الاتحاد الأفريقي منذ 33 سنة، وحاول مؤخرا العودة إليه مقابل إخراج الصحراء ولكنه لن ينجح".
وتعارض الجزائر فتح أي نقاش بشأن عضوية "الجمهورية الصحراوية".
الطرد غير مطروح حاليا
أكد الباحث والمحلل السياسي المغربي، محمد شقير، أن مسألة طرد ما يسمى بـ"الجمهورية الصحراوية" غير مطروحة في الوقت الراهن، "لأن الطرد لن يقوم به المغرب وحده، بل من الضروري دعم استراتيجية متوسطة وطويلة المدى من طرف المغرب للعمل على هذا الأمر" على حد تعبيره.
وأوضح شقير في تصريح لـ"
عربي21"، الخميس، أن "هذا الأمر (الطرد) رهين بعملية استقطاب الأصوات وتجميعها للتصويت على طرد "الجمهورية الصحراوية" من داخل الاتحاد.. باعتبار مجموعة من المعطيات التي على رأسها، أن هذه الدولة لا تتوفر على مكونات دولة معترف بها عالميا، وأن العديد من الدول الأفريقية داخل الاتحاد لا تعترف بهذا الكيان، وبالتالي هذه كلها معطيات يمكن للمغرب أن يستغلها للدخول في مواجهة مباشرة، بعدما كان يواجهها خارج الاتحاد".
وشدد على أن المغرب "عليه أن يركز على مواجهة مباشرة سواء في كواليس الاتحاد، أو داخل مختلف مكوناته للعمل على إيثار، أولا، كل ما تقوم به
جبهة البوليساريو من مناورات، ثم العمل على إقناع دول أفريقية بأن هذا الكيان لا يتوفر على شروط ومكونات دولة".
وقال شقير، إن دخول المغرب في الاتحاد الأفريقي هو الهاجس الأساسي للمغرب حاليا، مشيرا إلى أن كل التدابير التي تمت مؤخرا تنحو في هذا الاتجاه، "وهذا ظهر جليا من خلال زيارة الملك لمجموعة من الدول الأفريقية، وكذا مصادقة البرلمان المغربي على قرار العودة"، مشددا على أن هذه التدابير قام بها المغرب للانضمام للاتحاد "وهذه خطوة أولى من طرف المملكة حتى تحتل موقعها داخل الاتحاد الأفريقي".
ولفت المحلل السياسي المغربي إلى أن "دخول المغرب للاتحاد الأفريقي سيسبب إحراجا لكل من الجزائر وكيان الجمهورية الصحراوية، داخل الاتحاد، وبالتالي هذه خطوة أولى المفروض على المغرب أن يركز ويبلور إستراتيجية هجومية للعمل أولا لحصار الجمهورية وثانيا العمل على إبعادها من الاتحاد..".
وأشار إلى أنه "كما قال الوزير الجزائري، مسألة الطرد ليست مطروحة حاليا، ربما مطروحة فيما سيأتي من الأيام".
يذكر أن المغرب انسحب في 1984 من منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي حاليا)؛ احتجاجا على عضوية جبهة "البوليساريو"، التي تطالب بانفصال إقليم الصحراء عن المملكة.
وأعلن العاهل المغربي، الملك محمد السادس، في رسالة إلى قمة الاتحاد الأفريقي التي انعقدت في 18 تموز/ يوليو الماضي في رواندا قرار عودة المغرب إلى الاتحاد.
وقال الملك محمد السادس في خطاب بمناسبة الذكرى 17 لتوليه العرش: "إن قرار المغرب بالعودة إلى أسرته المؤسسية الأفريقية لا يعني أبدا تخلي المغرب عن حقوقه المشروعة أو الاعتراف بكيان وهمي يفتقد لأبسط مقومات السيادة تم إقحامه في منظمة الوحدة الأفريقية، في خرق سافر لميثاقها"، في إشارة إلى جبهة البوليساريو.
وتراجع المغرب عن شرط طرد "الجمهورية الصحراوية" من الاتحاد حتى يعود إليه، وقال وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في تصريحات صحفية نقلتها إذاعة "آرافي" الفرنسية، إن "المغرب لم يربط دخوله إلى الاتحاد الأفريقي بطرد جبهة "البوليساريو"، من هذه المنظمة".
وصادق البرلمان المغربي الأسبوع الماضي، على مشروع قانون يوافق بموجبه على القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، ما أثار جدلا واسعا بالمغرب بسبب ما يصفه البعض باعتراف الرباط بجهة البوليساريو الانفصالية.
ولم يحظ القرار المغربي بالانضمام إلى الاتحاد الأفريقي بالإجماع من طرف الباحثين الدستوريين والسياسيين، خلافا لما كان عليه الأمر بالنسبة للبرلمان.
وبلغت ذروة الخلاف عندما اعتبر باحثون أن المصادقة على القانون الأساسي للاتحاد الأفريقي مناقض للدستور المغربي، فيما سجل آخرون أن جبهة البوليساريو ليست المستفيد الأول من انضمام المغرب للاتحاد الأفريقي.
اقرأ أيضا: بعد مصادقة البرلمان.. هل اعترف المغرب بجبهة البوليساريو؟