تتفاعل قضية لاعب منتخب
لبنان وكابتن نادي النجمة، عباس عطوي، بعد قرار إنهاء مسيرته كلاعب من قبل إدارة النادي، دون توضيح الأسباب الكامنة وراء اتخاذ هذه الخطوة.
وخرجت مسيرات بعد إعلان القرار أمام مقر نادي النجمة في المنارة في بيروت، وكذلك مسيرات في منطقة الضاحية الجنوبية، وهتف المتظاهرون خلالها لعطوي، الذي ينتمي للطائفية الشيعية، فيما ردد البعض هتافات طائفية.
يشار إلى أن نادي النجمة هو الأكثر شعبية في لبنان، وهو الأعرق والأقدم، والأكثر تحقيقا للإنجازات الخارجية. وتتشكل إدارته بأغلبها من عائلات بيروتية سنية، فيما تعود ملكيته إلى الأوقاف الإسلامية السنية.
وتشير المعلومات إلى أن إدارة النادي السابقة نقلت ملكيته بشكل رسمي إلى الأوقاف، منعا لمحاولات شراء النادي من أقطاب سياسية شيعية.
لكن أغلبية جمهور "النادي النبيذي" (كما يلقب) هم من سكان الضاحية الجنوبية، ومن الطائفة الشيعية تحديدا، ما شكل تناقضا كبيرا داخل البيت الواحد، خصوصا بعد أن تولى بهاء الدين الحريري، النجل الأكبر لرئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري وشقيق رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري، منصب الرئيس الفخري للنادي، وقام بدعمه ماليا ومعنويا.
ولطالما كان يردد قسم كبير من جمهور النجمة خلال مباريات الفريق؛ هتافات الدعم لأمين عام حزب الله حسن نصر الله ولرئيس مجلس النواب نبيه بري.
وفي سياق متصل، غصّت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات من قبل مناصري النجمة؛ للتنديد بقرار الإيقاف، وذهب بعضهم إلى ربط القرار بأسباب طائفية.
وفي كلمة مقتضبة، أكد اللاعب الموقوف عباس عطوي لـ"
عربي21"؛ أن الموقف الذي يريد التعبير عنه قد قاله أمام جمهور النجمة المتضامن معه.
وكان عطوي قد أكد أمام جماهير من النجمة؛ بأنه لن يعود إلى النادي، وقال: "تعرضت لإهانة، ولكنني سأكون معكم عندما يرحل بعض الأشخاص السيئين"، على حد قوله.
وامتنع عطوي عن الإجابة حول أسباب إيقافه من قبل إدارة النادي، مؤكدا عدم نيته خوض سجال إعلامي.
"لن نتراجع عن إيقاف عطوي"
وكان نائب رئيس نادي النجمة، صلاح عسيران، قد أكد لإذاعة النور التابعة لحزب الله "أن قرار إنهاء مسيرة عباس عطوي كلاعب مع الفريق نهائي، ولا رجعة عنه"، وأنه "صادر عن الهيئة الإدارية ولا علاقة للجهاز الفني ولا للمدرب جمال الحاج به".
وكشف عسيران عن "وجود تراكمات عدة منذ أكثر من شهرين، حيث حاولت الإدارة خلالها معالجة الأمور مع قائد الفريق"، مضيفا: "لم يكن أمام الهيئة الإدارية سوى مصلحة النادي التي تحكم عملها، ومن مصلحة النادي أن يتم إيقاف دور الكابتن عباس كلاعب"، كما قال.
وأكد عسيران أن الاتصالات والدعم لقرار النجمة تفوق كثيرا بعض الأصوات التي خرجت على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن من نزل إلى الملعب هم حوالي 25 شخصا أوقفوا التمرين، "ونحن أصرينا بأن لا يتم التعامل معهم إلا بكل مودة"، بحسب قوله.
وكان عدد من مناصري عباس قد اقتحموا ملعب التدريب للفريق، حيث وقعت تلاسنات عنيفة مع إدارة النادي، في ظل تواجد مكثف لعناصر الشرطة.
واعتبر عسيران أنه "لا يوجد في العالم جمهور لاعب، بل جمهور فريق"، متمنيا على الجمهور الاكتفاء بما حصل لأن منع التدريب يصب في مصلحة الفرق الأخرى.
ما أسباب قرار الإيقاف؟
من جهته، أكد المحلل الرياضي وخبير الأندية اللبنانية، عدنان حرب، "أن من حق إدارة النجمة أن تتخذ قرار الإيقاف بحق أي لاعب، ولكن عليها من الناحية الأخلاقية مراعاة مصلحة النادي الذي ينافس على البطولة ومسابقة الكأس"، وفق قوله.
وأضاف حرب، لـ"
عربي21": "يعاني عباس عطوي من سلبيات كثيرة على مستوى العلاقة مع المدربين والإدارة، ولكن القرار المتخذ بحقه متسرع وغير صائب، ونشاهد الآن ردات الفعل وتظاهرات مناصرة لعطوي وغضب جماهيري على إدارة النادي".
ولفت إلى أن "ثمة لاعبين يتضامنون مع عطوي، وهو ما يهدد فعلا نادي النجمة، في ظل تشابك التحليلات عن الأسباب التي دفعت الإدارة الى اتخاذ هكذا قرار، وفي هذا التوقيت".
وأوضح أن "هناك من يقول إن السبب يعود إلى خلاف بين عطوي ومدربه جمال الحاج، ويذهب آخرون إلى أن عطوي متورط في المراهنات على المباريات، وتتعدد آراء أخرى في مختلف الاتجاهات"، كما قال.
وحول إمكانية وجود خلفيات سياسية أو طائفية دفعت إلى اتخاذ قرار إيقاف عطوي، استبعد حرب أن تقحم إدارة النجمة نفسها في موقف معاد لجمهورها، وقال: "النجمة لا يمتلك الآن سوى قاعدته الجماهيرية، والتمويل الذي كان يتقاضاه من قطب سياسي توقف بفعل الأزمة المالية التي يتعرض لها هذا الطرف السياسي"، في إشارة إلى عائلة الحريري.
وأشار حرب إلى أن "النجمة يعاني من أزمة فنية، حيث تم استبدال مدربه تيتا فاليريو الذي كان يتمتع بمواصفات ممتازة، ويقال إن عباس عطوي متورط في تدبير مؤامرة للإطاحة به"، وفق قوله.
وحول إمكانية تراجع النجمة عن قرارها، قال حرب: "إدارة النجمة تجزم بأن قرارها نهائي، ولكن إذا أصرت على ذلك ستكون التداعيات كبيرة على الفريق من النواحي كافة"، بحسب تعبيره.