نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على كأس الأمم الإفريقية، التي تضم ثلة من خيرة المنتخبات واللاعبين. وتجدر الإشارة إلى أن هناك خمسة أسباب قد تدفع
جمهور كرة القدم حول العالم إلى متابعة فعاليات كأس أمم إفريقيا 2017، التي تنطلق اليوم في
الغابون.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن بعض متابعي الدوري الإنجليزي وغيره من الدوريات الأوروبية ليس لهم أدنى فكرة عن ماهية الكأس الإفريقية، بالرغم من أن هذه التظاهرة الكروية تضم أفضل اللاعبين في هذه الدوريات، الذين يضطرون إلى مغادرة فرقهم لمدة ستة أسابيع في منتصف الموسم الكروي للعب لفائدة منتخبات بلدانهم.
والجدير بالذكر أن هذه الكأس على غرار كأسي أوروبا وأمريكا الجنوبية، قد تكون فرصة لاكتشاف مواهب أبطال الدوري الإنجليزي ومواكبة إبداعاتهم.
وبينت الصحيفة أولا أن أبرز سبب يدعو محبي كرة القدم إلى مشاهدة هذه التظاهرة الإفريقية يكمن في جودتها. وعلى الرغم من تواجد بعض النقائص ضمن هذه الكأس، إلا أنها تزخر بعدد من المواهب، إذ تضم أفضل خمسة لاعبين في الدوري الإنجليزي على غرار رياض محرز وساديو ماني.
وأكدت الصحيفة ثانيا أن من أهم الدوافع لمواكبة هذا الحدث، أن الكأس الإفريقية تعتبر من أكثر البطولات إثارة. فمن المرجح أن ينسحب في بعض الأحيان المنتخب المرشح للفوز أو يفوز منتخب آخر بالكأس بشكل مفاجئ.
وعلى سبيل المثال، وصل فريق غينيا الاستوائية، البلد المضيف، منذ سنتين إلى نصف النهائي، كما وصل منتخب بوركينا فاسو إلى النهائي في دورة 2013. بالإضافة إلى ذلك، فاز منتخب زمبيا بكأس إفريقيا سنة 2012. ومن الملفت للنظر أن هذه النتائج كانت مستبعدة تماما وشبه مستحيلة.
وذكرت الصحيفة أن منتخبي ساحل العاج والجزائر يعتبران من أقوى الفرق خلال هذه الدورة، في حين يعد منتخب مصر بعيدا عن الرهان، بعد أن فشل في التأهل لآخر دورة. إلا أن كل الاحتمالات تبقى واردة.
وأفادت الصحيفة ثالثا أن هذه الكأس تعتبر فرصة لاكتشاف المواهب على غرار إيريك بايلي الذي اكتشفه المدرب هيرفي رينارد قبل عامين، عندما اختاره ليخوض نهائي أمم إفريقيا 2015، في خطة مدافع.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الكأس الإفريقية كانت فرصة لاكتشاف لاعبين آخرين، على غرار لاعب نادي ساندرلاند البلجيكي، ديديي ندونغ، ولاعب هال سيتي الإنجليزي، ديو ميرسي مبوكاني. وعموما، ستبقى الكرة الإفريقية منجما يزخر بالمواهب الكروية التي تظهر لأول مرة على الملاعب.
وأوضحت الصحيفة رابعا أن من الدوافع الأخرى التي قد تشد انتباه جمهور كرة القدم وتدفعهم لمتابعة هذه الكأس الإفريقية، هو تميزها بإصرار لاعبيها على الفوز، نظرا لحرفيتهم.
وفي هذا السياق، قال اللاعب ماكس غراديل: "تصيبنا نوبة من الجنون عند الفوز بالكأس. ومن الصعب أن تصف المشاعر التي تعتريك في تلك اللحظة، لأنك تعجز عن إيجاد الكلمات المناسبة لتعبر عما ينتابك من أحاسيس في ذلك الوقت".
وأضاف غراديل أن "هذا الشعور هو الأفضل على الإطلاق. يمكنك أن تفوز بدوري الأبطال والدوري الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي أو الدوري الأوروبي، لكن أفضل فوز على الإطلاق هو الذي تحققه لفائدة بلدك".
وأردف غراديل: "إنه إحساس شبيه بالإحساس الذي تشعر به عند الذهاب إلى الحرب قصد الدفاع عن بلدك، ثم تنتصر وتعود. إنه الجنون، أفضل إحساس على الإطلاق".
وأوردت الصحيفة أنه خلال هذه التظاهرة، يستعرض اللاعبون أفضل إمكانياتهم خلال الدقيقة التسعين على عكس الدوريات الأوروبية، التي يغيب فيها هذا الشغف والإصرار على الفوز.
ونوهت الصحيفة خامسا إلى أن من أغرب الأسباب التي قد تدفعك لمتابعة هذه التظاهرة الكروية، هي حالة الفوضى التي قد تسيطر على أجوائها. ففي الواقع، قد تشهد هذه الكأس الإفريقية حالة من الفوضى خارج الملاعب مثلما حصل في آخر كأس في غينيا الاستوائية، عندما وقعت أحداث عنف في محيط الملعب في أعقاب مباراة تونس وغينيا الاستوائية.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن كأس الأمم الإفريقية تشهد عادة العديد من الفضائح التحكيمية، بالإضافة إلى الشجارات وسط الميدان والعنف في المدارج. ومن المتوقع أن تشهد الكأس القادمة مشاهد عنف وفوضى في داخل الملعب وخارجه، مما سيوفر عامل الفرجة والمتعة لمحبي الكرة حول العالم.