أكد سلطان الجابر، وزير الدولة
الإماراتي ورئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، أن انعقاد المنتدى العالمي للطاقة في أبوظبي يمثل إضافة نوعية إلى فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، كما يضيف بعدا استراتيجيا مهما في معالجة التحدي المتمثل بتلبية الطلب العالمي المتنامي على
الطاقة.
ونوه إلى أن قطاع الطاقة تأثر على مدى أكثر من قرن من الزمن بالعوامل السياسية والاقتصادية، إلاّ أن العالم المعاصر الذي بات أكثر تعقيدا وترابطا، يحتّم علينا تطوير فهم أعمق لتوجهات القطاع على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وأوضح وفقا لصحيفة "البيان"، أنه باستشراف مستقبل الطاقة لعام 2040، نرى أن هناك ثلاثة توجّهات أساسية، أولها أن الطلب العالمي على الطاقة سيرتفع بنسبة 25 % وثانيها سيكون معظم هذا الطلب الإضافي على الطاقة من قبل الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون
الاقتصادي والتنمية.
وهو ما سيشكل بحلول عام 2040، ثلثي إجمالي الاستهلاك العالمي من الطاقة، أما ثالث التوجهات فهو أن الانخفاض الحاد في تكاليف إنتاج الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية، يعيد صياغة العوامل الاقتصادية للقطاع.
وأوضح أن ما نشهده اليوم، هو ظهور نموذج اقتصادي جديد، يقوم على مبدأ التكامل بين مختلف مصادر الطاقة - الجديدة منها والتقليدية - بحيث تتضافر معا لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة بشكل فعّال ومستدام.
وأشار إلى أنه فيما تشهد صناعة السيارات الكهربائية بعض الانتشار ضمن قطاع المواصلات، إلا أن النفط سيبقى المصدر الرئيسي لإمداد هذا القطاع بالطاقة لعشرات السنين المقبلة، فضلا عن استمرار دوره بصفته المكوّن الرئيسي للمنتجات المكررة والبتروكيماويات.
ونوه إلى أن الغاز الطبيعي سيقوم بدور حيوي في توليد الكهرباء بانبعاثات كربونية قليلة، جنبا إلى جنب مع مصادر الطاقة المتجددة والنووية موضحا أنه في المجمل، لن يكون هناك خيار وحيد يلبي كل احتياجات الطلب العالمي المتنامي على الطاقة، وسيكون لكل من مصادر الطاقة دوره المهم حيث ستتكامل ضمن إطار متكامل يتخطى الحدود والمناطق الجغرافية، وينسجم مع مختلف الأطر التنظيمية.
وأضاف أنه من خلال حوارنا وجهودنا المشتركة، سنتوصل إلى فهم أعمق للتحديات الرئيسية الماثلة أمامنا، ونستشرف المستقبل، ونقترح حلولا عملية، وأنا على ثقة بأن الرؤية المشتركة للمشاركين هنا اليوم ستقدّم مساهمات إيجابية لمستقبلنا في قطاع الطاقة.