تظاهر آلاف المواطنين
الفلسطينيين مساء الخميس، في مخيم جباليا شمال قطاع
غزة؛ احتجاجا على استمرار أزمة
الكهرباء المتفاقمة والتي وصلت إلى حد لا يتحمله سكان القطاع المحاصرين للعام العاشر على التوالي.
وأطلق المتظاهرون الغاضبون هتافات منددة باستمرار المشكلة، حيث لا تزيد عدد ساعات توافر الكهرباء في بعض المناطق عن ثلاث ساعات يوميا فقط؛ وهي لا تلبي حاجات المواطن الأساسية، خاصة مع البرد الشديد الذي يجتاح القطاع.
وأكد مصدر خاص لـ"
عربي21"، أن قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية بغزة فرقت المتظاهرين بالهراوات، وأطلقت النار في الهواء لتفريق المتظاهرين، كما اعتدت بالضرب على مصور وكالة الأنباء الفرنسية محمد البابا، مؤكدا أن أحد "أفراد مكافحة الشغب اعتدى عليه بالهراوات وضربه على عينه اليسرى".
وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "الأطباء قاموا بتقديم العلاج اللازم للصحفي البابا وغادر المستشفى"، مؤكدا أن مكتب إعلام وزارة الداخلية "قام بإرجاع معدات التصوير الخاصة بالمصور بعد فترة وجيزة من مصادرتها".
وأكد أن "الآلاف من الشبان خرجوا في تظاهرة سلمية انطلاقا من مخيم جباليا احتجاجا على قطع الكهرباء وتدخلت الشرطة بعد الاعتداء على مقر شركة الكهرباء"، وفق قوله.
كما أعرب الناشط "محمد التلولي" وأحد المنظمين للمظاهرة، عن دهشته من إطلاق النار من قبل رجال الأمن، بقوله: "ننظر بعجب إزاء قيام قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي على الجماهير التي ترفع صوتها سلمية"، مؤكدا في منشور له على صفحته بـ"فيسبوك"، أن "قيادة الحراك ترفع يدها عن أي تجاوزات"، في إشارة منه لسعي بعض المتظاهرين تخريب الممتلكات العامة.
وطالب الناشط "قيادة حركة حماس العسكرية والسياسية بمحاسبة رجال الأمن الذين قاموا بإطلاق الرصاص على الجماهير الشعبية السلمية، وعلى جماهير شعبنا الالتزام بالسلمية"، مشددا على أن "الحراك مستمر حتى إعادة الحقوق الإنسانية".
وفي تعليقه على الموضوع، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة، إياد البزم، أن "الكثير من الأخبار التي يتم تداولها بها كثير من المبالغة والتهويل"، نافيا وجود إصابات "بين صفوف المواطنين سوى كدمة بسيطة وخفيفة غير مقصودة لأحد الصحفيين، وغادر المستشفى بسلام".
وأوضح في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن المسيرة "خرجت بشكل طبيعي وسارت في شوارع مخيم جباليا؛ وعندما وصل المواطنون المحتجون إلى مقر شركة الكهرباء بالقرب من منطقة مشرع بيت لاهيا حاول بعض المتظاهرين التهجم على مقر الشركة وإلقاء الحجارة ومحاولة تكسير محتوياتها وإثارة أعمال شغب؛ عندها تدخلت الشرطة من أجل حماية المقر وعدم تكسير الممتلكات العامة".
ولفت البزم إلى أن "مشكلة الكهرباء تعاني منها الداخلية كما تعاني منها كافة أطياف الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن وزارة الداخلية بغزة "مع حرية التعبير عن الرأي بما لا يضر الآخرين، وهناك مسيرات خرجت في العديد من مناطق القطاع خلال الأيام الماضية".
وقال: "نحن لا مانع لدينا مع أي تجمع أو مسيرة سليمة وفق القانون وحينما تستوفي إجراءاتها؛ شريطة أن تحافظ أن تكون سلمية وتحافظ على الممتلكات العامة ولا تسعى للتخريب"، مضيفا: "من حق المواطن الفلسطيني أن يعبر عن رأيه ونحن من الواجب علينا حماية المواطن وممتلكاته العامة والخاصة".
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها مطالبات بالحياة الكريمة وإعادة الكهرباء إلى قطاع غزة، وطالبوا بإقالة رئيس شركة الكهرباء في قطاع غزة الشيخ خليل.
يذكر أن رامي الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني أحال عمر كتانة رئيس سلطة الطاقة للتقاعد المبكر قبل يومين فقط دون مزيد من التفاصيل عن أسباب الإقالة.
إطلاق النار في الهواء أمام المتظاهرين