تدهورت الحالة الصحية للمرشد العام لجماعة
الإخوان المسلمين السابق محمد مهدي
عاكف طبقا لما كشفه عددا من
المعتقلين خلال حديثهم مع ذويهم وطبقا لتصريحات زوجته.
وعلى الرغم من تدهور حالته وخضوعه لعملية جراحية الأسبوع الجاري، إلا أن إدارة السجن لم تتركه داخل المستشفى، ونقلته إلى الزنزانة الانفرادية.
فيما أكدت زوجته في تصريحات صحفية أنها لا تملك المعلومات الكافية عن حالته الصحية، فقط ما يخبرها به في الزيارة أو ما تتوصل له عن طريق الاستنتاج، مؤكدة على أن الجميع يرفض إعطاءها أي معلومات عنه.
وطبقا لما تناقله أهالي المعتقلين بليمان طرة؛ فإن ذويهم قالوا نصا: "من الآخر الأستاذ عاكف بيموت ومافيش كلام تاني يتقال".
وعلى الصعيد الإعلامي فقد أكدت الأنباء المحلية خلال الأسبوع المنصرم نقل عاكف إلى "إحدى مستشفيات القاهرة خارج أسوار السجن لإجراء فحوصات متعلقة بحالته الصحية الحالية" طبقا لما صرحت به مصادر بمصلحة السجون وتناقلته المواقع المحلية.
لكن في ذات السياق نفت جماعة الإخوان المسلمين تلك "الرعاية المزعومة" حيث طالبت في بيان لها 26 ديسمبر/كانون الأول الإفراج عن مرشدها السابق المحبوس محمد مهدي عاكف، وكشفت أنه يواجه الموت بسبب مرضه.
وقال المتحدث الإعلامي باسم الإخوان (مقيم بالخارج) طلعت فهمي، في بيان، إن "عاكف يصارع الموت وحيدا مريضا دون أن تلين له قناة"، دون إشارة للأمراض التي يعاني منها بالتحديد.
واستنكر البيان "تعنت سلطات الانقلاب
المصرية في الإفراج عنه (عاكف)، وعدم السماح لأسرته بعلاجه على نفقته الخاصة".
وعبر مواقع التواصل دشن النشطاء عدة وسوم للمطالبة بالحرية لعاكف وعبرها قالت نجلته علياء محمد عاكف: "اللهم إني استودعك أبي فاحفظه واشفيه أنت ولي ذلك والقادر عليه، يارب اشفيه واحفظه ورده لينا ولأحفاده في أتم صحة وعافية يارب".
وأردفت شقيقتها علا عاكف: "اللهم خفف عن فضيلة الأستاذ عاكف وإخوانه ما هم فيه اللهم تقبل جهاده وسعيه وصبره وهون عليه ما يلقاه في سبيلك".
وعلقت الصحفية رفيدة الصفتي: "اتفقت أو اختلفت معاه، في النهاية هو إنسان من حقه يتعالج، من حق أهله يطمئنوا عليه ويشوفوه ويستقدموا طبيب يعاين حالته ويقدم له العلاج المناسب، كيف لرجل مسن أن يبقى في الحبس الانفرادي بلا مرافقة .. كيف لرجل مريض أن يبقى بلا رعاية؟!".
وأردف أستاذ الاجتماع تامر وجيه: "اللي حابسين الأستاذ محمد مهدي عاكف، وهو رجل يناهز التسعين وفي حالة صحية متدهورة، ناس أحقر من أن يوصفوا بأي أوصاف "بشرية"، دول حيوانات مسعورة الانتقام عندهم متعة في حد ذاتها - حاجة كده زي نظرية الفن للفن - مش حتى خطة وحشية للإجهاز على الأعداء".
وقال الصحفي محمود العناني: "الأستاذ عاكف، واحد من القلائل داخل الحركة الإسلامية، اللي تنحّى اختياريًا عن قيادة حركة، بحجم جماعة الإخوان المسلمين في أوج عزها ومجدها، ولها ما لها من أتباع ومحبين".
وتابع: "رغم كِبر سن الأستاذ، إلا أن عقلية واحد زي عاكف، كانت ومازالت بتمثّللي، عقلية تجديدية بكل معانيها، شكله وهو بيعلن بكل الحُب انتخاب مرشد عام خلفًا ليه، يجب أن يظل محفور في ذاكرة كل من انتمى للحركة الإسلامية، وهو من هو".
وأضاف العناني: "أنا حُبي للأستاذ عاكف، بيخلي قلبي حزين على تعسيفه وهو في هذا السن، وتلك العصابة المختلة التي لا تحترم شيبة الكبار. #الحياة_لمهدي_عاكف وكل سجين في سجون السيسي".
وعلق أحمد محمد عبد الجواد: "راجل داخل على التسعين عام اتحبس ثلث عمره تقريبا في سجون مصر، من يوم ما اتحبس وهو تقريبا أغلب وقته بيتنقل بين مستشفيات السجن!".
وتابع: "متأكد إن طبيعة شخصيته ممكن ترفض فكرة الكلام عن الإفراج الصحي عنه رغم إنه مهما اختلفت أو اتفقت معاه لم يرتكب جريمة يستحق المحاسبة عليها نظرا لأنه على الأقل لم يكن في موضع المسؤولية منذ تنحيه عن منصب المرشد العام للاخوان طواعية منه، علشان كده عمري ما هقدر اتكلم عن حقه في الإفراج الصحي ولكن على الأقل حقه علينا إننا نتكلم عنه وعن حقه في الحرية وإنه يقضي آخر أيامه بين أهله" .
وأردف: "ياريت اللي يعرف أ.عاكف واللي ميعرفوش يتكلم عنه وعن حقه في الحرية هو وكل المحبوسين ظلم واللي بيموتوا كل يوم داخل السجون مش لحاجه غير لرغبة انتقامية لا أكثر ولا أقل".
وكان عاكف قد اعتقل مباشرة عقب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، في تموز/ يوليو 2013، ووجهت له تهم عديدة، من بينها إهانة القضاء، وتمت تبرئته منها لاحقا، لكنه بقي رهن الاعتقال بتهم أخرى، بينها قتل متظاهرين.
ويبلغ عاكف من العمر 88 عاما، وتولى منصب المرشد العام للإخوان عام 2004، خلفا لمحمد مأمون الهضيبي.