كشف القيادي في حركة "
حماس" صلاح البردويل، عن وجود ترتيبات تجري مع الجانب
المصري، للقاء قريب بين نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، إسماعيل
هنية، والقيادية المصرية.
وأكد البردويل، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن "أبا العبد (هنية) سيعود في الفترة القريبة القادمة إلى قطاع غزة؛ وربما تتيح له هذه العودة فرصة لقاء القيادة المصرية".
وبين في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن هذا اللقاء المرتقب "سيضع النقاط على الحروف بخصوص الترتيبات المستقبلية في العلاقة وتطويرها ما بين غزة ومصر"، مؤكدا أن "هناك ترتيبات تجرى من أجل لقاء قيادة المخابرات المصرية مع وفد حركة حماس ربما يكون أبو العبد هنية على رأسه".
وأضاف: "لا شك أنه قياسا بالسنوات الأخيرة، فإن هناك تحسنا في العلاقات والأوضاع بين القاهرة وغزة؛ وانعكس ذلك بشكل إيجابي على حركة المرور في معبر
رفح الحدودي؛ وزاد عدد مرات وأيام فتح المعبر بشكل ملحوظ".
ونوه البردويل، إلى أن معبر رفح كان "يفتح كل ثلاثة أشهر مرة، أما الآن فهو يفتح كل شهر مرة أو مرتين؛ وهذا خفف بشكل كبير عن أصحاب الحاجة في السفر؛ من المرض والطلاب وغيرهم"، لافتا إلى أن تحسن العلاقات بين حركته ومصر أدى لـ"دخول بعض البضائع؛ وهي بداية لعملية تبادل تجاري مع القاهرة؛ وذلك من أجل تحفيف الحصار عن قطاع غزة إلى حد ما".
وعبر القيادي في "حماس" عن أمله في أن "يتم فتح المعبر بشكل دائم؛ وأن يكون هناك ممر تجاري دائم بين مصر وقطاع غزة؛ بحيث يساهم ذلك في إزالة الحصار عن شعبنا الفلسطيني الصابر في القطاع".
وأكد أن "العلاقات بين حماس ومصر؛ تبقى في الإطار الإنساني والاقتصادي التجاري"، وقال: "نحن نأمل في أن تتطور تلك العلاقات لتصبح ذات بعد سياسي؛ لأن شعبنا الفلسطيني في القطاع يريد المزيد من العلاقات مع القاهرة".
وأوضح البردويل، أن "عنوان قطاع غزة بعد تخلي حكومة الوفاق الوطني برئاسة رامي الحمدالله عن دورها هو حركة حماس؛ التي تدير القطاع في وسط هذه الصعوبات بعدما تركها أقرب الناس؛ وهي السلطة الفلسطينية التي تركت غزة وحاصرتها ورفضت استيعاب موظفي غزة"، ويبلغ عدد موظفي حكومة غزة السابقة؛ الذين وظفتهم "حماس"، نحو 50 ألفا؛ تبلغ قيمة فاتورة رواتبهم الشهرية نحو 40 مليون دولار.
وأضاف: "العنوان الذي يحمي قطاع غزة ويدافع عن مصالح شعبنا الفلسطيني في القطاع المحاصر ويدير الأمور هو حركة حماس؛ وبالتالي فإن أي علاقات لا بد أن تمر بشكل أفضل عبر حماس"، مؤكدا أن حركته "لا تنكر المصالحة الفلسطينية، ولكن للأسف الشديد أن محمود عباس (رئيس السلطة وحركة فتح) تنكر للمصالحة ورفض تنفيذ بنودها ولم يبق أمام مصر إلا أن تتعامل مع حماس باعتبارها المرجعية لقطاع غزة".
وحول لقاء مرتقب بين حركتي حماس وفتح، في القاهرة، قال البردويل: "على مستوى العلاقات مع حركة فتح؛ ليس هناك ترتيبات واضحة حتى هذه اللحظة". وأضاف: "نسمع أحيانا من وسائل الإعلام أن هناك ترتيبات لعقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني، وهناك دعوة لحماس لحضور هذه الجلسة أو المؤتمر".
ولفت في حديثه لـ"
عربي21"، أن ما تم الاتفاق عليه مع "فتح"، هو "إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية؛ ويبدأ ذلك بلقاء الإطار القيادي المؤقت الذي تم التوافق عليه، ومن ثم البحث في آليات إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني بشكل ديمقراطي".
وتابع بأن "عباس ألغى كل هذا ويحاول أن يقفز عن ما سبق ويدعو إلى جلسة للمجلس الوطني بالمقاس الذي يريده؛ وهذا من جانبنا مرفوض"، مشددا على أن حركته "دائما على استعداد لبحث الوحدة الفلسطينية على أساس من القواسم المشتركة والثوابت الوطنية ومقاومة المحتل".
وشهدت العلاقة بين "حماس" والنظام المصري الحالي توترا كبيرا عقب انقلاب عبد الفتاح السيسي على الرئيس المصري الشرعي محمد مرسي؛ وقام الجيش المصري بتدمير كافة الأنفاق بين القطاع ومصر، وإغلاق معبر رفح لفترات طويلة؛ ولم تتوقف ملاحقات القضاء المصري الحالي لقيادات وعناصر حركة حماس، بتهمة الوقوف خلف التوترات الأمنية في مصر.