أثار تراجع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن تصديق عمليات بناء أكثر من 490 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة عددا من التساؤلات حو توقيت التراجع.
وربط مراقبون قرار نتنياهو بخطاب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم أمس الأربعاء، والحديث عن مؤتمر دولي تقوده فرنسا وأمريكا قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 20 من كانون ثاني/ يناير القادم.
وقال الباحث في مركز رؤية للدراسات
الإسرائيلية عماد أبو عواد في حديث مع صحيفة "
عربي21" إن تراجع نتنياهو مرتبط بالعديد من القضايا الداخلية والخارجية.
قضايا داخلية
فعلى صعيد القضايا الداخلية رأى أبو عواد أن القضية الأولى تتمثل بقيام حزب البيت اليهودي المتطرف حليف نتنياهو في الحكومة بإقرار مشروع الوحدات الاستيطانية في القدس، حيث مكن قرار
مجلس الأمن نتنياهو من الوقوف في وجه الموافقة على المشروع، بالنظر لخسارة إسرائيل الجولة الدبلوماسية داخل مجلس الأمن.
وأوضح أبو عواد أن ما حصل دفع أيضا أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" ووزير الجيش الإسرائيلي لمطالبة نتنياهو للتعامل بدبلوماسية وحنكة أكثر، لضمان عدم خسارة الوقائع الدبلوماسية في الساحة الدولية مستقبلا.
قرار تكتيكي
خارجيا يرى أبو عواد أن التراجع الإسرائيلي بسبب قرار مجلس الأمن جاء أيضا لتهدئة الأوضاع خوفا من ضربة دبلوماسية جديدة ومتوقعة الشهر القادم.
وختم بالقول: "أعتقد بعد هذه الضربة أنه لن يكون هناك ضربات أخرى من أوباما سوى الخشية من بلورة مؤتمر خلال الأيام القادمة".
من جهته قال الصحفي المختص في الشؤون العبرية أنس أبو عرقوب إن عملية التأجيل هي تكتيكية، وإن الموافقات على المشاريع الاستيطانية الجديدة سيتم الإعلان عنها بعد فترة.
وأوضح أبو عرقوب في حديث مع "
عربي21" أن خطط البناء الاستيطاني على المستوى النظري والعملي جاهزة وبالأصل كان مقررا أن تتم بعد شهرين، لكن عملية التأجيل جاءت لتلافي الانتقادات التي قد يوجهها مجددا وزير الخارجية الأمريكي.
وأشار أيضا إلى أن هذه التراخيص كان من المقرر الإعلان عنها قبل شهور، والتأجيل بتنفيذها اليوم لا يعني إلغاءها.
وذكر أبو عرقوب أن الرئيس أوباما خاطب الجمهور الإسرائيلي قبل يومين عبر القناة الثانية بشكل مباشر عن طريق أحد مساعديه وهو "بن رودوس" الذي بدوره نفى مخاوف إسرائيل من توجيه ضربة ثانية.
ولكنه استدرك قائلا :"ولكن في حال تكررت فإن إسرائيل تراهن على ترامب القادم الذي أعلن عن نواياه بخصوص ملف الاستيطان وأعرب أنه سيظل داعما لإسرائيل".
قرار خطير
وحول موضوع قرار مجلس الأمن الخاص بالاستيطان قال أبو عرقوب:"القرار ينظر إليه في إسرائيل على أنه سيشكل عقبة وتجليا للعزلة الدولية التي تعاني منها إسرائيل لأنه قد يكون رافعة لتقديم شكاوى لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي ضد إسرائيل".
وختم أبو عرقوب حديثه قائلا:" من أبرز الأسباب التي تدفع إسرائيل لأن ترى القرار خطيرا أنه لا يميز بين الكتل الاستيطانية الكبرى والكتل المعزولة التي تصنفها إسرائيل بأنها غير قانونية إضافة للاستيطان في القدس الغربية لأن قرار مجلس الأمن يضع كل الاستيطان تحت خانة الإدانة ويعتبره عقبة تحول دون التوصل لحل الدولتين".