اختطفت
مليشيات مسلحة ترتدي زي القوات الأمنية، مساء الاثنين،
صحفية عراقية من منزلها غرب العاصمة بغداد، بعد سرقة جميع مصوغاتها الذهبية وأموالها وسيارتها الشخصية وجهاز الحاسوب (اللاب توب) الخاص بها، فيما وجه العبادي بملاحقة الخاطفين وانقاذ حياة الصحفية.
وقالت شقيقة الصحفية، أفراح شوقي، في حديث صحفي إن "أفراد العصابة كانوا يرتدون زيا مدنيا ويحملون أسلحة، وزعموا أنهم من المخابرات ويقومون بعملية تفتيش في المنطقة، ثم قاموا باختطاف شقيقتي الصحفية أفراح شوقي من منزلها بعد سرقة مقتنياتها الذهبية وسيارتها وجهاز كومبيوتر (لاب توب) وطابعة".
وأوضحت أن "السيارات التي كان يستقلها المسلحون، تمكنت من الدخول إلى المنطقة بدون لوحات تسجيل، وبعد ساعة أغلقت المنطقة"، متسائلة: "كيف استطاعت هذه السيارات التي لا تحمل لوحات تسجيل اجتياز السيطرات الأمنية وكيف استطاعت الخروج منها؟".
وأكدت شقيقة الإعلامية المختطفة في حديث لصحيفة "الغد" العراقية، أن "أفراح لم تتعرض لأي تهديد من أي جهة في السابق ولا أعتقد أن السرقة كانت هدف العصابة، بل إنهم سرقوا المقتنيات من أجل التمويه على عملية خطفها".
وأعربت عن اعتقادها بأن "حادثة الاختطاف مرتبطة بالمقالة الأخيرة التي نشرتها أفراح على صفحتها الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، والتي تخص مديرة المدرسة التي اعتدى عليها ضابط في وزارة الداخلية داخل الحرم المدرسي في محافظة ذي قار".
وكانت الصحفية أفراح شوقي، قد كتبت مقالا نشرته في موقع "أقلام" الإلكتروني، أمس الاثنين، بعنوان "استهتار السلاح في الحرم المدرسي!"، أدانت فيه حادثة تعرض مديرة مدرسة في محافظة ذي قار للضرب من قبل ضابط في وزارة الداخلية.
وقالت أشواق في مقالها، إن "المشكلة هنا تتعلق بمجاميع تتصور نفسها أكبر من القانون ويمكنها أن تفعل ما تريد وترسم لنفسها شكل الخروج من أي مأزق تتعرض له، بقوة السلاح حينا وبالمنصب حينا آخر، وبالعشيرة والأحزاب والمسؤولين أحيانا أخرى، والنتيجة هي الاستهتار بأرواح الناس وتراجع هيبة الدولة وقوانينها وقدسية العلم والعمل".
من جهتها، قالت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، الثلاثاء، إن "الخاطفين داهموا منزل شوقي بطريقة وحشية، وكانوا جميعهم ملثمين، وانتشروا في أرجاء المنزل، ثم عزلوا الزميلة عن أطفالها، واعتدوا بالضرب على شقيق زوجها الذي يسكن في المنزل المجاور لها حين طالبهم بالكشف عن هوياتهم والجهة التي سيقتادونها إليها، ولم يكن زوجها متواجدا خلال الحادث، في حين انتشر أفراد العصابة داخل المنزلين".
وتابعت الجمعية في بيانها بأن "الخاطفين قاموا بسرقة كل مقتنيات شوقي ومصوغات ذهبية وأموال وجهاز لاب توب وسيارتها الشخصية، ثم اقتادوها إلى جهة مجهولة".
وطالبت الجمعية رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، بـ"محاسبة القوات الأمنية المتواجدة في منطقة السيدية فورا، والتي لم تحرك ساكنا على الرغم من مرور الخاطفين عبر السيطرات الثابتة على محيط مداخل ومخارج المنطقة بسيارات لا تحمل لوحات تسجيل".
ودعت "جميع الصحفيين في بغداد ومناطق العراق كافة إلى وقفة شجاعة بوجه العصابات الإجرامية التي تعيث في الأرض فسادا، والإسهام في الضغط على الحكومة من أجل التحرك لإنقاذ حياة الزميلة أفراح شوقي".
من حهة أخرى استنكرت رابطة الإعلاميين العراقيين في الخارج اختطاف الصحفية، وما رافق ذلك من تجاوزات على أطفالها وسرقة لممتلكاتها الخاصة، في مشهد قالت إنه "يعيدنا إلى حالة الفلتان الأمني وغياب مفاهيم القانون وحماية المواطن العراقي. وتحمل الحكومة العراقية ومؤسساتها الأمنية كامل المسؤولية عن سلامة الزميلة أفراح".
وطالبت الرابطة حكومة العبادي إلى "سرعة كشف ملابسات الحادث وإلقاء القبض على المجرمين وعرضهم على الرأي العام العراقي واتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بحماية منتسبي السلطة الرابعة ، لدورهم البناء والإصلاحي في المجتمع".
من جهته، وجه رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، الثلاثاء، الأجهزة الأمنية للكشف الفوري عن ملابسات تعرض الصحفية أفراح شوقي للاختطاف وبذل أقصى الجهود من اجل إنقاذ حياتها والحفاظ على سلامتها.
وبحسب بيان لمكتب العبادي، فإنه أمر بملاحقة أية جهة يثبت تورطها بارتكاب هذه الجريمة واستهداف أمن المواطنين وترهيب الصحفيين.