نشرت موسكو، مساء الخميس، كتيبة من الشرطة العسكرية في مدينة
حلب "بهدف حفظ السلام"، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، كما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوسيع القاعدة البحرية الروسية في مدينة طرطوس.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن "تحرير حلب من العناصر المتطرفة يشكل خطوة مهمة جدا نحو إعادة الوضع إلى طبيعته بالكامل في
سوريا وآمل في المنطقة بأسرها أيضا"، معتبرا أن "الخطوة التالية يجب أن تكون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على جميع الأراضي السورية"، مؤكدا أن رؤساء
تركيا وإيران وسوريا اتفقوا على المشاركة في محادثات سلام جديدة.
وتضم الكتيبة الروسية ما بين 300 و400 جندي، وهي متفرعة عن الجيش وتعمل على الحفاظ على النظام والانضباط فيه.
وأعلن جيش النظام السوري، مساء الخميس، استعادته السيطرة على كامل مدينة حلب بعد انتهاء إجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين من آخر جيب كانت تسيطر عليه الفصائل المعارضة في عملية تمت بموجب اتفاق روسي إيراني تركي بعد نحو شهر من هجوم عنيف شنه جيش النظام السوري على الأحياء الشرقية.
"لم يبق شيء"
ومن بين السكان من نزح من منزله مؤخرا هربا من القصف والمعارك خلال هجوم جيش النظام السوري الآخير، وآخرون تركوا منازلهم قبل سنوات حين تحولت المدينة إلى ساحة معارك رئيسية وانقسمت بين أحياء غربية وشرقية في العام 2012.
وقال خالد المصري، بحسب الوكالة الفرنسية للأنباء، وهو في طريقه إلى منزله في حي بستان القصر: "أتيت للاطمئنان على منزلي الذي تركته منذ خمس سنوات وانتقلت للسكن في منزل بالإيجار في حي صلاح الدين"، مضيفا بقوله: "آمل ألا يكون بيتي تعرض للدمار".
وفي حي الميسر المجاور، وجدت أم عبدو (42 عاما) منزلها مدمرا، قائلة: "لم يبق شيء من البيت، لكن من الممكن تعويضه وكل شيء ممكن تعويضه".
وتبدو الأحياء الشرقية التي سيطر عليها الجيش خلال شهر شبه خالية بعدما غادرها عشرات الآلاف من سكانها هربا من المعارك الأخيرة.
كما تم إجلاء 35 ألفا من مقاتلين ومدنيين في الأسبوع الأخير من آخر جيب كانت تسيطر عليه الفصائل المعارضة، وفق اللجنة الدولية للصيب الأحمر.
وقالت رئيس بعثة الصليب الأحمر إلى سوريا ماريان غاسر، في بيان، إن "هذه مجموعات تدمرت أحياؤها جراء العنف وعائلات تعاني منذ أشهر بحثا عن الأمان والغذاء والرعاية الطبية والملجأ المناسب"، مضيفة: "بدا أنهم مستميتون من أجل المغادرة حتى وإن كان هذا الوضع مؤلما بالنسبة لهم".
وغادر هؤلاء من شرق حلب مقابل إجلاء 1200 شخص، غالبيتهم نساء وأطفال وعجزة، من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل فصائل المعارضة في محافظة إدلب (شمال غرب).
مغادرة "الباب"
وفي سياق آخر، أصدرت القيادة العامة للمجلس العسكري بمدينة الباب في ريف حلب الشرقي بيانا، الجمعة تناشد من خلاله المدنيين للخروج من المدينة بأقصى سرعة والاستجابة إلى ندائها الأخير حفاظا على سلامتهم والتوجه إلى الريف والقرى المجاورة، بشكل مؤقت حتى يتمكن الجيش السوري الحر من إحكام سيطرته على المدينة كون الأيام القادمة ستكون خطيرة عليهم بحال البقاء، بحسب البيان.
وفي سياق متصل ذكرت مصادر موالية لتنظيم الدولة أن "الطيران التركي ارتكب مجزرة جديدة في مدينة الباب راح ضحيتها أكثر من 10 مدنيين بينهم أطفال وعشرات الجرحى صباح اليوم، ليرتفع عدد الضحايا خلال يومين إلى قرابة الـ100 ضحية".
وفي السياق ذاته، أوضح المرصد السوري أنّه لا تزال أعداد القتلى الذين قضوا في المجزرة بمدينة الباب في ازدياد، بسبب انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني التي دمرتها الطائرات التركية وبسبب وفاة جرحى حالاتهم حرجة.
وأضاف المرصد أنه ليس هناك من قدرات طبية كافية يمكنها إنقاذهم من الموت وإزالة الخطورة عنهم، حيث ارتفع عدد القتلى في المدينة ليبلغ 72 قتيلا مدنيا على الأقل من ضمنهم 21 طفلا دون سن الثامنة عشر، و13 سيّدة فوق سن الـ 18، ومن ضمن المجموع العام للقتلى 9 عائلات على الأقل، عرف من العائلات "عصفور ونعمة وعابو وفاضل صباغ وشلاش وناقو وبريتاوي".
من جانبها، أعلنت القوات المسلحة التركية في بيان، الجمعة، أنّها قضت على 22 عنصرا من
تنظيم الدولة في غارة جوية نفذتها مقاتلاتها على أهداف للتنظيم في مدينة الباب، وأوضح البيان أن الغارات استهدفت، الجمعة، 51 هدفا تابعا للتنظيم في المدينة.
وأضاف البيان أن المدفعية التركية بدورها قصفت 143 هدفا تابعا لتنظيم الدولة أمس، كما قُتل عنصران من التنظيم خلال اشتباكات مع قوات "درع الفرات"، بحسب البيان.