كشفت صحيفة "إيزفيستيا" الروسية أن بعض السياسيين السوريين متخوفون من إرسال بعثة المراقبين الأممية إلى حلب، ويبرر السياسيون مخاوفهم بالقول إن "وجود هذه البعثة في حلب سيكون سببا في إطالة النزاع السوري لسنوات عديدة".
شبح البعثة
وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن الدوائر السياسية الإيرانية متوجسة من وجود ممثلين عن الأجهزة الأمنية والاستخبارات في صفوف المراقبين.
وقال عضو مجلس الشعب السوري، أمين عام الحزب الشيوعي السوري عمار بكداش، إن "النظام السوري مستعد لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2328 بشأن نشر المراقبين في حلب".
وأضاف أن
سوريا توافق على نشر المراقبين، وقد أعلن مندوبها الدائم لدى المنظمة الدولية بشار الجعفري موقفها واستعدادها لضمان أمن البعثة.
واستدرك عمار بكداش قائلا: "أعتقد بأن وجود بعثة الخبراء الدوليين في سوريا أمر لا سابق له، لأنهم سوف يتدخلون بالشؤون الداخلية للبلاد، وهذا أمر مقلق لأن حالات مماثلة في دول أخرى عكست نيتهم في تجميد الأزمة".
ووافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع يوم 19 كانون الأول/ ديسمبر الجاري على إرسال بعثة مراقبين إلى حلب، للإشراف على عملية إجلاء المسلحين والمدنيين من شرق حلب.
وقال أمين عام المنظمة الدولية بان كي مون، إن "
الأمم المتحدة في حالة استعداد تام ولديها زهاء 100 شخص غالبيتهم من مواطني سوريا، يمكن إرسالهم فورا حالما تخلق الظروف الملائمة".
وتنتظر المنظمة الدولية من جمعية الهلال الأحمر السورية ولجنة الصليب الأحمر الدولية تقديم قائمة بممثليهما الذين سيعملون في سوريا لتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية لسكان شرق حلب.
تحذيرات من البعثة
وكشفت الصحيفة الروسية أن إرسال المراقبين لم يحظ بموافقة جميع الأطراف إذ إن ممثلي إيران انتقدوا هذه الفكرة، حيث استبق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني وصول أعضاء البعثة الدولية واتهمهم بأنهم من "عناصر
الاستخبارات والهيئات العسكرية الراعية للإرهاب".
وحذر الدبلوماسي السابق المستشرق فياتشسلاف ماتوزوف، من استخدام البعثة الدولية في غير مهمتها المعلنة، وأنه يمكن لبعض القوى استخدام أفراد البعثة في تحقيق أهدافها.
وطالب ماتوزوف بأن "تعمل البعثة ضمن إطار هيئة الأمم المتحدة وتفويض مجلس الأمن الدولي، إذ إن أهمية وجود البعثة في حلب سيمنع التكهنات والمتاجرة بدور قوات حكومة النظام في سوريا في حلب".
وزعم ماتوزوف أنه سبق لمراقبي الأمم المتحدة العمل في سوريا عند بداية الأزمة، بيد أنهم سحبوا منها بطلب من البلدان الغربية، لأنهم لعبوا دورا إيجابيا وعكسوا صورة صحيحة عن دور قوات
الحكومة السورية.
وخلصت الصحيفة الروسية إلى أنه إذا تم الاستناد على عمل المنظمة الدولية السابق في سوريا، فإن إرسال بعثة المراقبين قد يؤثر إيجابا على سير الأحداث في البلاد.