أطلقت قوات النظام ومليشيا مساندة لها، مساء الأحد، سراح المحتجزين لديها من أحياء مدينة
حلب الشرقية المحاصرة، والذين أوقفتهم في منطقة الراموسة جنوب غربي حلب لنحو تسع ساعات، وتحركت 10 حافلات من قريتي "الفوعة" و"كفريا" الشيعيتين في ريف إدلب.
وكانت "حركة نور الدين زنكي" أوضحت، أن القافلة، التي احتجزها النظام، تضم خمسة آلاف شخص، بينهم نساء وأطفال وإعلاميون من أحياء حلب الشرقية.
وقالت وكالة "سمارت" المعارضة، إن القافلة توجهت إلى ريف حلب الغربي، حيث وصلت خمس حافلات وسيارتا إسعاف، تحملان امرأتين أنجبتا خلال ساعات الاحتجاز، إلى منطقة الراشدين، والتي تعتبر نقطة عبور للريف الغربي، وأول المناطق التي تسيطر عليها الفصائل العسكرية.
وتضم الحافلات التي وصلت إلى منطقة الراشدين 450 شخصا، فيما يقدر عدد الحافلات المحتجزة بـ65، حيث ستتحرك تباعا، ويأتي تحركها بالتزامن مع أنباء متواردة عن دخول عدة حافلات إلى أحياء حلب الشرقية، لإخراج محاصرين آخرين.
من جانب آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 10 حافلات انطلقت من قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين، تطبيقا للاتفاق الأخير بين المعارضة وروسيا.
"لم نحرق الحافلة"
وفي سياق متصل، نفت فصائل عسكرية، مساء الأحد، علاقتها بإحراق حافلات كانت متجهة إلى بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، لإجلاء جرحى وعائلات من المنطقتين.
وكان عدد من عناصر الفصائل العسكرية، الأحد، أحرقوا خمس حافلات كانت متجهة إلى بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، بهدف إجلاء عائلات وجرحى منها، وفق أهالي من المنطقة.
وقال القيادي في "جيش إدلب الحر"، النقيب محمد البيوش، إن المعلومات المتوافرة لديه، تشير لقيام مدنيين "محتقنين ولديهم شهداء ولا صورة لديهم حول الاتفاق" بذلك، في حين لم يستبعد أن يكون بعض عناصر الفصائل شاركوا في الأمر "بشكل فردي".
وأضاف مسؤول العلاقات العامة في "حركة أحرار الشام الإسلامية"، الدكتور أنس نجيب، أن من قام بذلك هم "عملاء النظام والغلاة"، وهدفهم عرقلة الاتفاق المبرم بشأن مدينة حلب.
وتابع "نجيب" بأن من بين الذين خرجوا لقطع طريق الحافلات المتجهة لكفريا والفوعة، "أناس بسطاء خدعوا بشعارات عديدة".
بدوره، نفى الإداري السابق في "جند الأقصى" (المنحل)، أبو محمد السرميني، أن يكون هناك أي علاقة لـ"جند الأقصى" بإحراق الحافلات، مؤكدا أنه ليس لهم أي تواجد في المنطقة.
مقتل مصابين
وأكد مصدر طبي الأحد، وفاة جريح ثاني في أحياء مدينة حلب الشرقية المحاصرة، نتيجة البرد ونقص الدواء والمعدات الطبية.
وقال الطبيب، حمزة الخطيب، الذي لا يزال في الأحياء المحاصرة، إن شابا يبلغ من العمر 20 عاما، توفي متأثرا بجراحه التي أصيب بها في وقت سابق، نتيجة البرد ونقص المعدات، وخطورة الإصابة.
وتوفي، في وقت سابق الأحد، أحد المدنيين المحاصرين في أحياء مدينة حلب الشرقية نتيجة البرد الشديد ونقص الأدوية والمعدات الطبية أيضا.
وكانت الأطراف المتفاوضة توصلت السبت، إلى اتفاق جديد يقضي باستئناف إخلاء أحياء حلب المحاصرة، مقابل إخراج مدنيين وجرحى من قريتي الفوعة وكفريا بإدلب، ومدينتي مضايا والزبداني بريف دمشق، وذلك بعد ضغوطات من النظام والمليشيات المساندة له.