أكد البنتاغون السبت أن
الصين ستعيد
المسبار التابع للبحرية الأمريكية، الذي صادرته في
بحر الصين الجنوبي، وذلك بعدما نددت بكين بـ"الضجة الإعلامية" في الولايات المتحدة، مبدية "رفضها الشديد" لعمليات الاستطلاع التي تقوم بها واشنطن.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، بيتر كوك: "لقد أبلغنا اعتراضنا على المصادرة غير القانونية من جانب الصين لجهاز لأعماق البحار يعمل في المياه الدولية في بحر الصين الجنوبي".
وأضاف: "عبر التواصل المباشر مع السلطات الصينية، تأكدنا من أن الصينيين سيعيدون هذا الجهاز للولايات المتحدة".
وفي وقت سابق، قالت وزارة الدفاع الصينية أن بكين "قررت أن تعيد" للولايات المتحدة المسبار المصادر "في شكل ملائم"، مع ملاحظتها أن "الضجة الإعلامية التي قام بها الطرف الأمريكي من جانب واحد ليست ملائمة، ولا توفر المناخ المناسب لتسوية سريعة للمشكلة".
وكان البنتاغون أعلن الجمعة أن الصين صادرت مسبارا أمريكيا لأعماق البحار يعود إلى سلاح البحرية في المياه الدولية في بحر الصين الجنوبي، في خطوة ستزيد بالتأكيد من التوتر المرتبط بالوجود العسكري الصيني في المنطقة المتنازع عليها.
ووقع الحادث عندما كان الطاقم المدني في سفينة "يو أس أن أس باوديتش" يستعيد "مسبارين بحريين" يقومان عادة بجمع المعلومات المتعلقة بحرارة المياه ودرجة ملوحتها ونقائها.
وتوقفت سفينة متخصصة بإنقاذ الغواصات الصينية من صنف "دالانغ-3" على بعد 500 متر عن السفينة الأمريكية، وانتزعت أحد المسبارين. وتمكن الأمريكيون من استعادة المسبار الثاني بسلام.
ودعت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان بكين إلى أن تعيد "فورا" المسبار الذي "صادرته بطريقة غير قانونية".
ولفتت وزارة الدفاع الصينية السبت إلى أن الجيش الأمريكي يقوم بعمليات "استطلاع على علو منخفض، (ويعد) تقارير عسكرية".
وتابعت بأن "الصين ترفض هذا الأمر بشدة، وقد طلبت من الجانب الأمريكي وقف هذه الأنشطة. إن الجانب الصيني (...) سيتخذ التدابير الضرورية للرد على ذلك".
تصعيد التوتر
وكان المتحدث باسم البنتاغون الكابتن، جيف ديفيس، قال إن قيمة الجهاز بحد ذاته تبلغ أكثر من 150 ألف دولار، ومصنوع من مكونات متوفرة في المحلات التجارية. وأضاف أن المعلومات التي يجمعها حول ملوحة المياه ودرجة حرارتها ثمينة، مشيرا إلى أنها من العوامل الأساسية في انتقال الصوت في الوسط البحري.
وتابع بأن معرفة هذه المعلومات ضرورية لاستخدام أجهزة السبر، وكذلك للغواصات؛ لتتمكن من كتم ضجيج تنقلاتها.
ويأتي هذا الحادث في أجواء من التوتر بين الصين والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي يفترض أن يتولى مهامه في 20 كانون الثاني/ يناير.
وأدلى الملياردير الأمريكي بتصريحات عديدة أثارت استياء الصين، مهددا خصوصا بإنهاء الاعتراف "بالصين الواحدة"، عبر تقارب مع تايوان، أو متهما بكين بالتلاعب بأسعار صرف عملتها.
وقال المحلل هاري كازيانيس، مدير الدراسات حول الدفاع في "مركز المصلحة القومية"، المعهد الفكري المحافظ، إنها "على الأرجح خطة أعدت بدقة، تهدف إلى إظهار أن الصين لن تستخف بالأمور التي تتعلق بها". وأضاف أن "بكين تظهر أنها تملك القدرة على الرد في أي وقت وفي أي مكان".
وقال السناتور الجمهوري، جون ماكين، إن الولايات المتحدة يجب ألا تقبل بمثل هذا "السلوك الكارثي".
وأضاف ماكين، الشخصية المؤثرة في الحزب المحافظ، أن هذا "الاستفزاز المشين" يتطابق مع "موقف الصين الذي يزعزع الاستقرار عبر عسكرة بحر الصين الجنوبي".
وتابع ماكين -الذي يترأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي- بأن "هذا السلوك سيستمر إلى أن نواجهه برد فعل أمريكي صارم".
وتطالب دول عدة بمناطق واسعة من بحر الصين الجنوبي (الصين والفيليبين وفيتنام....).
وأقامت الصين جزرا اصطناعية في هذه المنطقة الاستراتيجية؛ لدعم مطالبها عسكريا، فيما يسيّر الأمريكيون دوريات قبالة هذه المنشآت تحت شعار حماية حرية الملاحة.