ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن مساعدة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب، أكدت أن نقل السفارة الأمريكية من
تل أبيب إلى
القدس يعد أولوية بالنسبة له.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى تصريحات مستشارة لترامب في مقابلة إذاعية، أكدت فيها أولوية نقل السفارة، بشكل أغضب
الفلسطينيين، الذين يرون أن أي تحرك أمريكي بهذا الاتجاه سيكون خرقا للقانون الدولي.
وتبين الصحيفة أنه في الوقت الذي تعلن فيه
إسرائيل القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، فإن الفلسطينيين يقولون إن القدس الشرقية، التي احتلت عام 1967، هي عاصمة دولتهم المستقبلية، مشيرة إلى أنه في محاولة لتجنب التصعيد حول وضعية المدينة المقدسة، فإن الولايات المتحدة والدول الأخرى ظلت تحتفظ بسفاراتها في تل أبيب، عاصمة إسرائيل.
ويستدرك التقرير بأن المستشارة البارزة لترامب كيلي- آن كونوي، قالت في المقابلة الإذاعية، إن نقل السفارة يعد "أولوية كبرى" للرئيس الأمريكي المقبل، معلقة بأنه "كان واضحا في حملته الانتخابية" حول نقل السفارة، مشيرة إلى أن كونوي قالت لمقدم البرنامج المحافظ هيو هيويت: "سمعته يكرر هذا الأمر عدة مرات، في السر والعلن".
وتجد الصحيفة أنه رغم أن ترامب أعرب عن استعداده لنقل السفارة، إلا أن تعليقات كونوي تعد الإشارة الأولى إلى قيامه بتحقيق وعده "عاجلا وليس آجلا"، لافتة إلى أن الكونغرس صادق في عام 1995 على قانون السفارة في القدس، إلا أن الرؤساء الأمريكيين -الجمهوريين والديمقراطيين- استخدموا سلطاتهم لتأجيل تطبيقه كل ستة أشهر؛ لأمور تتعلق بالأمن القومي.
ويلفت التقرير إلى أن واشنطن التزمت حتى الآن بالموقف الذي يرى أن الوضع النهائي للقدس يتم تحديده في محادثات السلام النهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرا إلى أن آخر جولة بين الطرفين قد انهارت في عام 2014.
وتنقل الصحيفة عن السياسي الفلسطيني مصطفى البرغوثي، قوله إنه "صدم" من تصريحات كونوي، وأضاف: "لو اتخذت الولايات المتحدة هذا القرار، فإنها لن تقوم بانتهاك القانون الدولي فقط، لكنها تخرق أيضا المبدأ الدولي، الذي حظي باحترام الجميع، وينص على عدم ضم دولة أراضي دولة أخرى بالقوة".
ويورد التقرير نقلا عن دبلوماسيين ومسؤولين إسرائيليين، قولهم إن ترامب يمكنه تفعيل القرار، من خلال التردد بتجديد التأجيل، لافتا إلى قول السياسي الإسرائيلي اليميني المعارض يائير لابيد: "إنها فكرة ممتازة، وحان وقتها"، ويضيف: "نحن الآن في عاصمة إسرائيل"، ويقصد القدس، وأشار لابيد إلى أن الوضع القائم مشابه لوضع السفارة الإسرائيلية في نيويورك، وليس في واشنطن.
وتفيد الصحيفة بأن الإسرائيليين والفلسطينيين يراقبون تشكيل إدارة ترامب المستقبلية بنوع من الخوف والأمل، منوهة إلى أن الكثير من الإسرائيليين لم يرتاحوا لتعليقات الرئيس القادم أثناء حملته الانتخابية، التي نظر إليها على أنها معادية للسامية، إلا أن الرؤساء الجمهوريين، بشكل عام، يقومون بتبني سياسات محبذة لإسرائيل.
وبحسب التقرير، فإن الجمهوريين قاموا بإعادة كتابة أهداف الحزب الجمهوري ومبادئه، التي تعد الأكثر تأييدا لإسرائيل من أي وقت مضى، ولم تتحدث عن حل الدولتين، الذي سيؤدي إلى ولادة الدولة الفلسطينية، ولا عن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، الذي مر عليه 49 عاما.
وتنوه الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي عبر فيه الفلسطينيون عن مخاوفهم من تعليقات ترامب عن المسلمين، فإن المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون كانت متحيزة أكثر إلى جانب إسرائيل.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن البعض يأمل بأن يفاجئهم ترامب، بطريقة إيجابية، بعد ثماني سنوات من حكم باراك أوباما، التي لم تشهد أي تقدم على مسار التسوية السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.