أظهر استطلاع للرأي للشارع الأمريكي تراجع التأييد الشعبي للرئيس الأمريكي المنتخب "
دونالد ترامب" خلال عملية الانتقال للبيت الأبيض، بحيث أشار الاستطلاع إلى أن الغالبية لا توافق على الطاقم الوزاري القادم.
التقرير الذي أورد الاستطلاع في "ميديل إيست آي"، وقامت صحيفة "
عربي21" بترجمته، تم في الفترة الواقعة ما بين 30 من تشرين ثاني/ نوفمبر و 5 كانون أول/ ديسمبر الحالي، أظهر أن 57 بالمائة من عينة بلغ حجمها 1502 من المستطلعة آراؤهم لديهم الكثير من التمييز ضد المسلمين.
وقال 41 بالمائة إنهم يوافقون على عمل
ترامب، فيما أشار 40 بالمائة إلى أنهم راضون عن تشكيلته الوزارية القادمة، كما وجدته الغالبية بأنه متهور، وبأن شعبيته هي الأقل بين الرؤساء المنتخبين حديثا.
تعينات مثيرة للجدل
وكان ترامب قام بتعيين عدد من الشخصيات المثيرة للجدل، من بينها "سكوت بريوت" كمدير لوكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة، على الرغم من كون الرجل يعمل ضد مجموعات الحفاظ على البيئة في إدارته.
وعين "ستيفين بانون"، الرئيس السابق للموقع اليميني المتطرف "بريتبارت" ككبير الاستراتيجيين لإدارته.
ومن بين المرشحين الذين يثار ضدهم جدل أيضا هو "ميشال فلاين"، كان صرح سابقا بأن "الخوف من المسلمين ليس غير عقلاني"، حيث تم تعيينه مستشارا للأمن القومي مع "كت ماكفارلاند" القائل بأن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" يستحق جائزة نوبل للسلام.
ولكن الأكثر جدلا في تعيينات ترامب وفقا لمحامي الحقوق المدنية المحامي محمد عبد ربه هو "جيف سيشينز" في منصب المدعي العام، السناتور الذي كان يمثل مدعيا عاما في "ألاباما" و ووجه بمزاعم قضائية "عنصرية" ضده في عام 1986.
وقال عبد ربه إن هذه الترشيحات الوزارية هي امتداد للسياسات القادمة للرئيس التي يريد تنفيذها.
وأضاف أن هذه التعينات يجب أن تقلق الأقليات، "لأنها متعلقة بقسم حقوق المدنيين الذي كان فعالا تحت الإدارات السابقة مثل أوباما، وقال إن القسم قد يصبح مفككا الآن ولن يكون له أولوية".
وكان قسم حقوق المدنيين التابع لوزارة العدل قد أسس عام 1957 لتوفير الحق الدستوري لجميع الأمريكيين ومكافحة التمييز العنصري.
ودعا عبد ربه ترامب لإلغاء تعينيات المسؤولين العنصريين أو المتحيزين دينيا، وأضاف: "المسلمون الأمريكيون لديهم مخاوف من تعينات الإدارة المنتخبة".
ترامب تلاعب بمخاوف الناس
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قام أكثر من 300 منظمة مسلمة وقادة عبر الولايات المتحدة، حيث وجهوا رسالة لترامب لإدانة الإسلاموفوبيا.
وقالت الرسالة:" نعبر عن عميق قلقنا من أنك قمت بتعينات في إدارتك القادمة مبنية على وثائق من التعصب الأعمى ضد المسلمين، والذين يدعون أنه لا حقوق للمسلمين كالتي يتمتع بها بقية المواطنين، ندعوك لإعادة الاعتبار وإلغاء بعض المرشحين للمناصب".
ووصف عبد ربه موسم الانتخابات بأنه "منفصل" ولا يمكن تفسيره.
واتهم عبد ربه ترامب بأنه دخل الانتخابات من خلال التلاعب بمشاعر ومخاوف الناس ورغباتها تمهيدا لنصره، وقال عبد ربه إن الناس خابت آمالها بعد اكتشافهم التلاعب، محذرا من أن ذلك قد يدفعهم لأن يصبحوا غاضبين.
ترامب وتويتر
ويعد ترامب أحد الرؤساء المنتخبين في عصر الإعلام الجديد، ولكن استخدامه لها لا يمكن التنبؤ به، فخلال الحملة الانتخابية، قام ترامب باستخدام "
تويتر" كمنصة للهجوم على معارضيه والرد على متابعيه.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال :"إذا كان هناك شخص ما لا يستطيع إدارة حسابه على تويتر، فهو لا يستطيع التعامل مع الأرقام السرية للأسلحة النووية".
ورغم الانتقادات الموجهة لـ "ترامب" إلا أنه استمر في نفس العادات بعد انتخابه، كاستخدام قضية إحراق العلم الأمريكي في رده على وسائل الإعلام وإدانته لهذا العمل، على الرغم من أن القانون الأمريكي لا يعتبر إحراقه مخالفا للقانون بسبب حرية التعبير.
وبالعودة إلى استطلاع الرأي، قال 80 بالمائة من الأمريكيين إن ترامب يجب عليه أن يكون أكثر حذرا في الأمور التي يقولها على "تويتر".
وفي ظل تزايد جرائم الكراهية، دعا ترامب أنصاره للامتناع عن مهاجمة الآخرين، حيث قال :"توقفوا عن ذلك"، في أول مقابلة له عقب انتخابه، وأدان أشكال التعصب.
أما المحامي عبد ربه قال إن ترامب لم يقم بعمل كاف ضد الانحياز ووصف تصريحاته بالخجولة.
وطالب عبد ربه "ترامب" باستخدام حسابه على "تويتر" من أجل الوقوف فورا مع المرأة المسلمة التي هوجمت في "بروكلين"، وطالبه بالتغريد فورا عن حوادث العنصرية التي تحدث بشكل مستمر، وقال أيضا:"أوده أن يغرد فورا عندما يصبح رئيسا أن هذا أمر خاطئ".
وأنهى المحامي عبد ربه حديثه قائلا :"عندما يحصل ذلك، سنأخذ تصريحاته بأكثر جدية".