أثار نشر فيديو اغتصاب امرأة ليبية في معسكر لمجموعات مسلحة، شرقي العاصمة طرابلس، وهي تصرخ "عندكم ولايا" (لديكم نساء)، ردود فعل غاضبة من الليبيين، أطلقوا خلالها حملة "عندكم ولايا" على صفحات التواصل الاجتماعي.
واقتحمت "كتيبة ثوار طرابلس"، معسكر العواشير، بمنطقة العرادة في سوق الجمعة، شرقي العاصمة، في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وتمكنت من القضاء على اثنين من المشاركين في اغتصاب المرأة، والقبض على الثالث، وتحويله إلى النيابة العامة، حسب موقع "قناة 218" الليبية.
وأشارت القناة، استنادا إلى مصادر لم تحددها إنه "تبين مقتل اثنين من الذين قاموا بهذه الجريمة وهما صلاح الحبيشي، ومحمود السبيعي، حيث كانا من بين الذين ظهروا في الفيديو الذي جرى تداوله".
ونشرت "كتيبة ثوار طرابلس" على صفحتها بموقع "فيسبوك" فيديو لامرأة تتعرض للاغتصاب من قبل مسلحين، وجدته خلال اقتحامها معسكر العواشير.
ودفعت هذه الحملة العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في
ليبيا إلى وضع "وسم" على شكل شريط أصفر، كرمز للتضامن مع الضحية.
ويتساءل المدون محمد بيعو، في تدوينة له على "فيسبوك": "هل يزدحم ميدان الشهداء وسط طرابلس، غدا، لأجل الشرف الليبي كما ازدحم ذات جمعة لأجل ثأر سياسي؟".
وتحدثت الطالبة حنين البرغثي، لمراسل الأناضول: "هذه أحد أبشع الجرائم التي قد تحدث في البلاد".
وأضافت: "يا ليتني لم أشاهد هذا الفيديو، ولم أستطع استكماله.. يجب عدم الصمت على ما حدث".
أما المواطن محمد ابته، فقال للأناضول، إنه "في ظل غياب الأجهزة الأمنية التي تحمي المواطن البسيط، تعبر هذه الحالة عن عينة من المجرمين الكثر والجرائم المتعددة التي تحدث في البلاد".
وأضاف ابته: "على النائب العام والأجهزة الأمنية القيام بواجبهم وإحالة المتهم للقضاء والقصاص منه، ويجب على الليبيين إدراك أن ما حدث لتلك السيدة ليس ببعيد عن أي سيدة أو شابة ليبية أخرى، في ظل الانقسام الذي تستثمره المليشيات".
أما حسن خميدو، مواطن من الجنوب الليبي، فعبر عن أمله في حديثه للأناضول: "ألا تمر هذه الحادثة دون عقاب، ونكتفي بمجرد الإدانة على وسائل التواصل الاجتماعي؟".
وفي السياق ذاته، طالب محمد المبشر رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة (أكبر التجمعات المدنية التي تقوم على المصالحة)، في تصريحات صحفية، الخميس الماضي، الجهات الأمنية بأن تسعى لضبط الجناة الذين ظهروا في فيديو وهم يقومون بـ"اغتصاب امرأة ليبية"، والقصاص منهم علنًا أمام الناس.
أما الكاتب الصحفي فتحي بن عيسى، فيرى في تدوينة له على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، "حملة (عندكم ولايا) كما غيرها من القصص المخزية، تثبت أن النفط أهم من دم وعرض وكرامة المواطن عند ساسة ليبيا ومن تولوا أمرها في غفلة من الزمن".
ولم تصدر أي تصريحات من المجلس الرئاسي وحكومة
الوفاق الوطني بشأن هذه الحادثة حتى الساعة.
وعقب سقوط نظام معمر
القذافي عام 2011 إثر ثورة شعبية، دخلت ليبيا في مرحلة من الانقسام السياسي تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانيين وجيشين متنافسين في طرابلس غربًا ومدينتي طبرق والبيضاء شرقا.
ورغم مساع أممية لإنهاء هذا الانقسام عبر حوار ليبي جرى في مدينة الصخيرات المغربية، وتمخض عنه توقيع اتفاق في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2015، انبثقت عنه حكومة وحدة وطنية باشرت مهامها من طرابلس أواخر مارس/ آذار الماضي، إلا أن هذه الحكومة لا تزال تواجه رفضا من الحكومة والبرلمان اللذين يعملان في شرق البلاد.
وإلى جانب الصراع على الحكم، تشهد ليبيا منذ الإطاحة بنظام القذافي، فوضى أمنية بسبب احتفاظ الجماعات المسلحة التي قاتلت النظام السابق بأسلحتها.