أعلن مكتب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن بلاده وروسيا ستأخذان أول خطوة ملموسة نحو التعامل التجاري بالليرة التركية والروبل الروسي خلال زيارة رئيس الوزراء إلى موسكو التي تبدأ الاثنين، حيث تعد هذه الخطوة واحدة من عدة خطوات اقترحتها
تركيا لدعم عملتها التي خسرت نحو 20 % من قيمتها هذا العام متضررة من ارتفاع الدولار وتفاقم المخاوف إزاء الحملة الصارمة التي شنتها الدولة عقب محاولة انقلاب فاشلة في تموز/يوليو.
وكان الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان قد أعلن أن بلاده اقترحت على روسيا استخدام العملات الوطنية في الحسابات التجارية بين البلدين، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين أنقرة وموسكو نحو 30 مليار دولار سنويا، لكنه تراجع عن هذا الاتجاه بعد اندلاع الأزمة بين البلدين على خلفية إسقاط سلاح الجو التركي قاذفة روسية في سوريا، لكن الطرفين يخططان، بعد تطبيع العلاقات، للارتقاء بالتجارة بينهما إلى 100 مليار دولار.
ويرى خبراء اقتصاديون أن فكرة اعتماد العملة المحلية في عمليات التبادل التجاري بين روسيا وتركيا، من شأنها أن تفتح آفاقا جديدة في العديد من المجالات، كزيادة حجم التجارة، وتعزيز السياحة، وخلق فرص عمل.
كما ذكر أردوغان أن أنقرة طرحت الاقتراح نفسه على
الصين وإيران، مشيرا إلى أن البنوك المركزية في البلدان الثلاثة تدرس مسألة الانتقال إلى العملات الوطنية في التعاملات التجارية، ويأتي هذا الاقتراح للرئيس التركي في وقت تتعرض فيه الليرة التركية لضغوطات أدت إلى هبوطها أمام الدولار إلى مستويات لم تعرفها سابقا، واعتماد العملة التركية في الحسابات التجارية مع باقي الدول من شأنه أن يعزز مواقعها في الأسواق.
وفي كلمة خلال افتتاح المركز التجاري، جدد أردوغان دعوته للمواطنين الأتراك بتحويل مدخراتهم من العملات الأجنبية إلى الليرة التركية، في خطوة تهدف لتعزيز مكانة العملة الوطنية التركية.
أما رد التجار والحرفيين الأتراك فقد جاء سريعا، حيث اتخذوا خطوات مشابهة، وأعلنوا دعمهم لدعوة رئيسهم، من خلال تقديمهم جوائز عينية كوجبات الطعام، والسجاد، وحلاقة الشعر المجانية، لمن يرغبون في تحويل الدولار أو اليورو إلى الليرة.